سخرت مواهبها المتعددة في تصميم آثار مدينة "شهبا" ولوحاتها الفسيفسائية، كما هي على أرض الواقع بواسطة العجينة والألوان الفريدة التي جعلت تلك الآثار تبدو حقيقية، وتفتح باباً جديداً للاستثمار المربح.

مدونة وطن "eSyria" التقت الشابة "فاتن الصحناوي" ابنة السادسة عشرة من العمر، يوم الأربعاء الواقع في 9 تموز 2014، التي تحدثت عن فكرة صنع مصغرات الآثار بالقول: «أعمل بعجينة السيراميك منذ أن كنت في السادسة من العمر، وقد كانت هذه العجينة وسيلة لصنع الكثير من التحف الخفيفة التي تدربت بواسطتها على ابتكار ما يحلو لي لأنها لينة وقابلة لصنع كل التفاصيل التي يرغب الزبون بها، وظلت هذه العجينة إلى الآن مصدر رزق لكثير من العائلات، بدأتُ صنع لوحات فسيفسائية من هذه العجينة، وكانت النتائج البدائية غير مرضية بالنسبة لي على الرغم من إعجاب الجميع بالأعمال، وعندما مررت من أمام البوابات الجنوبية اكتشفت ما نمتلكه من عظمة، وقررت فجأة تطبيق هذه الحالة بواسطة العجينة التي باتت جزءاً مني، فاستدعيت أخي الوحيد "شادي"، وعرضت عليه الفكرة وقمنا بقياس البوابات كما هي، وتصويرها من كل الزوايا ومن الأعلى، وفي كل خطوة من العمل كنت آتي إليها للتصويب، ومع بداية العمل قمت بتصغير البوابات لأربعين مرة، وأحضرت العجينة التي أضفت إليها مواد حافظة مؤلفة من النشاء والغراء وبعض المواد التي طلبتها من خارج القطر لكي تساعد في حفظ المنتج، وإظهار التفاصيل الدقيقة للحجارة».

تتميز بالكثير من الدقة والبساطة، وهي على تلك الحالة مشغولة بعناية فائقة تدهش العين، والبوابة الجنوبية التي أسكن بالقرب منها قامت بصنع أدق التفاصيل فيها، من الحجر إلى الرتوش الصغيرة الموجودة قبل الترميم، وأعمالها بهذه الطريقة تفتح الباب أمام الكثير من الأشكال لتصميمها بطريقة تجعلها في كل بيت

وتابعت سرد قصة التفاصيل الدقيقة للعمل: «قمت بعجن المواد الأولية على مراحل كثيرة، وبكثير من الصبر، والعودة إلى البوابات، وأحياناً الشغل على أرض الواقع، وبات التصميم جاهزاً بعد 25 يوماً، وقد أدخلت إلى العجينة مادة الستريو بور، وهو السر الذي توصلت إليه حتى تصبح تلك العجينة متناغمة مع ما يراد لها، وقد حاولت في كثير من الأمكنة أن يكون العمل عشوائياً لأن البوابات قد جرى عليها الكثير من التعديل بعد الترميم، أما من الأعلى فهي كما هي تماماً، ولكن ذلك لم ينل الكثير من الرضا في نفسي، وأحسست بأن هناك شيئاً ناقصاً، فأعدت الكرة مرة أخرى، ولكن بحجم أكبر، وبألوان لا يمكن أن تكشف».

البوابتان برؤية فاتن.

كانت لوحات المتحف تأخذ الكثير من تفكيرها، فهي على دقتها وتناغمها عمل احترافي ليس من السهولة اقتناصه بطريقة أخرى غير حجارة الفسيفساء الدقيقة، فبدأت العمل على الزجاج، وقالت: «كنت أرسم على الزجاج الذي تعلمته وحدي، وبواسطة موس أقوم بحفر ما رسمته، ومن ثم نضع عجينة السيراميك على الرسم المحفور، ومن خلال ألوان خاصة بالسيراميك نصنع لوحة فنية جميلة، وهكذا بدأت صنع لوحات شبيهة بالفسيفساء عن طريق تقسيم العجينة إلى مربعات صغيرة جداً، وتلوينها بما يناسبها حتى أصبحت لوحات تستحق النظر».

وعن كيفية استثمار هذه القطع أكدت: «هناك أشياء لا يمكنك التفريط بها بسهولة، ولا يمكن لأي مبلغ مالي التعويض عن التعب وسهر الليالي لكي تكتمل الفكرة على أكمل وجه، وقد وجدت استحسان الناس لمثل هذه الأعمال واقتنائها، وتشجيعهم لي دفعني للعمل لإنجاز المزيد منها، ومحاولة تلافي أي ملاحظة على العمل، ومن خلال المعارض والأسواق الشعبية التي نشارك فيها نسوق الأعمال، وتدرّ علينا مبالغ معقولة تعوض قليلاً من التعب، وهناك من يطلب شراء الأعمال المنجزة من البيت لمعرفته بدقة عملها وجمالية عرضها في البيوت».

فسيفساء بالعجينة للوحة تمثل الآثار.

والدة الشابة "فاتن" السيدة "قفطانية الصحناوي" وصفت عمل ابنتها بالابتكار، وقالت: «ابنتي موهوبة منذ الصغر، ولم يقم أحد بتعليمها، وقد شاركت برسومها وأعمالها على الزجاج بعشرين معرضاً في المدارس والمراكز الثقافية، وهي مدربة تعمل في مركز لتعليم المنتجات اليدوية، وتقوم بتدريب النساء على صنع التحف التقليدية الجميلة من خلال عجينة السيراميك، والبوابات واللوحات التي قامت بصنعها غاية في الروعة، وكل من يشاهد أعمالها يقف ليتأمل التفاصيل الصغيرة المشغولة بعناية وبصبر، وفي آخر مشاركة لها في مجمع "صحارى" فاجأت الزائرين بصنع شخصيات مسلسل "الخربة" بالتفاصيل الدقيقة لكل شخصية، وحققت مبيعات كبيرة».

المحامي الأستاذ "هايل حرب" عضو لجنة جمعية العاديات في "شهبا"، قال عن أعمال "فاتن" وخصوصيتها: «تتميز بالكثير من الدقة والبساطة، وهي على تلك الحالة مشغولة بعناية فائقة تدهش العين، والبوابة الجنوبية التي أسكن بالقرب منها قامت بصنع أدق التفاصيل فيها، من الحجر إلى الرتوش الصغيرة الموجودة قبل الترميم، وأعمالها بهذه الطريقة تفتح الباب أمام الكثير من الأشكال لتصميمها بطريقة تجعلها في كل بيت».

العجينة عى كؤوس زجاجية.