تحولت الصخور الكبيرة المتراكمة حول منزل الأخوين "شادي" و"نسرين الصحناوي" إلى واحة خضراء ملأى بالأشجار المثمرة، والنباتات الطبية، والخضار الناضجة بعد أن أهلاها بقوة الذراع، وتطبيق ما درساه على أرض الواقع بهدف إثبات الذات، وتوفير المال اللازم للدراسة.

مدونة وطن "eSyria" التقت الشاب "شادي الصحناوي" في حديقة منزله في مدينة "شهبا" يوم الثلاثاء الواقع في 24 حزيران 2014، الذي تحدث عن فكرة المشروع، وكيفية التنفيذ: «لا شك أن للعائلة أثراً كبيراً فيما وصلنا إليه، فنحن عائلة متكاتفة، ومتلاحمة، والتعاون فيما بيننا موجود منذ الصغر، كان والداي المولودان في قريتي "الجنينة" و"بارك" يعلمان ما قيمة الأرض الزراعية، وقد كانت الحكمة في عدم حصولنا على شبر واحد من الأرض. وعندما اشتريا قطعة أرض في مدينة "شهبا" وبنيا فيها منزلنا لم يبق حوله إلا أمتار قليلة ملأى بالصخر المتراكم القاسي، وبعد أن كبرت مع إخوتي الثلاثة بدأت موهبة أختي الكبرى "نسرين" تتفتح على الحب لكل ما يتعلق بالزراعة، حيث اقترحت زراعة الأشجار المثمرة مثل الكرز والزيتون واللوز والدراق والجوز والأكيدنيا ودوالي العنب والكستناء في الأماكن السهلة، ودخلت كلية الزراعة عن سابق إصرار، ولحقت بها بعد سنتين، وكانت المساحة حول المنزل لا تزال على حالها، فبدأنا العمل على إزالة تلك الحجارة بعزيمة جبارة، وصنعنا من المنحدرات أدراجاً مناسبة للزرع، أي (جلالات) حسب ما يطلق عليه الناس. وجلبنا ما يقارب 200 متر من التراب الأحمر وفرشناها على كامل المساحة المستهدفة».

لا شك أن للعائلة أثراً كبيراً فيما وصلنا إليه، فنحن عائلة متكاتفة، ومتلاحمة، والتعاون فيما بيننا موجود منذ الصغر، كان والداي المولودان في قريتي "الجنينة" و"بارك" يعلمان ما قيمة الأرض الزراعية، وقد كانت الحكمة في عدم حصولنا على شبر واحد من الأرض. وعندما اشتريا قطعة أرض في مدينة "شهبا" وبنيا فيها منزلنا لم يبق حوله إلا أمتار قليلة ملأى بالصخر المتراكم القاسي، وبعد أن كبرت مع إخوتي الثلاثة بدأت موهبة أختي الكبرى "نسرين" تتفتح على الحب لكل ما يتعلق بالزراعة، حيث اقترحت زراعة الأشجار المثمرة مثل الكرز والزيتون واللوز والدراق والجوز والأكيدنيا ودوالي العنب والكستناء في الأماكن السهلة، ودخلت كلية الزراعة عن سابق إصرار، ولحقت بها بعد سنتين، وكانت المساحة حول المنزل لا تزال على حالها، فبدأنا العمل على إزالة تلك الحجارة بعزيمة جبارة، وصنعنا من المنحدرات أدراجاً مناسبة للزرع، أي (جلالات) حسب ما يطلق عليه الناس. وجلبنا ما يقارب 200 متر من التراب الأحمر وفرشناها على كامل المساحة المستهدفة

وتتابع طالبة الهندسة الزراعية "نسرين" سرد قصة المنتج الزراعي الذي قامت مع أخيها بإنتاجه ضمن مساحة صغيرة: «بعد أن بذلنا جهوداً كبيرة لتسوية الأرض، وتثبيتها بالحجارة المناسبة التي تحميها من الضياع، قمنا بالتسوية وتنظيف التربة وتسميدها بالسماد الطبيعي والرمل الأسود وخلطها جيداً. وعندما باتت جاهزة رحت مع أخي نطبق ما أخذناه في الكتب على بقعة لا تتجاوز الأربعين متراً مربعاً موزعة حول المنزل. كانت الأشجار المثمرة جاهزة للبدء بالعمل، فقلّمنا الأغصان بالمواعيد المحددة لها، وتمت سقايتها بالماء في الأوقات المناسبة للسقي. وبدأنا العمل على زراعة مشاتل الفريز والبندورة بعدة أنواع، وكل الحشائش المعتادة من البصل إلى البقدونس والنعنع والفجل والهندباء والرشاد، والبامياء.

شادي بين مشاتل البامياء والبندورة.

أما الأعشاب الطبية التي كانت زراعتها بناء على رغبة الوالدة فقد كانت تتضمن إكليل الجبل، والشيح، والمريمية والخزامى، والمردكوش، والورد الجوري. كل ذلك يتم حسب الموسم، فشتل البندورة عبارة عن بذار يحتاج إلى 20 يوماً لكي يصبح جاهزاً للزرع، وهو يتم في أيام محددة، كذلك الرشاد والنعنع والفجل الذي ينبت خلال أربعة أيام فقط. كنا حريصين على عدم ترك أي هفوة ممكن أن تؤثر في النبات، فتفريده، وإزالة الأعشاب، وسقايته بالوقت المناسب كلها عوامل تساهم في تحسين نوعيته، وتقويه. وفي حال ظهرت أية أعراض مرضية على النبات أو الأشجار المثمرة كنا نستعين بخبرة مهندس زراعي في المدينة يمتلك صيدلية زراعية، ولكن بعد أن نقوم بتشخيص المرض بناء على ما نجده في المنهاج والكتب التي تهتم بعالم الزراعة والنبات».

بعد أن نضج النبات، وأينعت أشجار الكرز والدراق، باتت مسألة التسويق هي الهاجس، حيث ترك الأمر للسيدة "قفطانية" والدة الشابين التي لها باع طويل في التسويق، حيث قالت: «في موسم زراعة شتل الفريز والبندورة اتفقت مع الصيدليات الزراعية على بيع الشتلة بمبلغ تراوح بين ست وثماني ليرات سورية، وكنت أبيع كميات كبيرة للناس حسب التواصي، وحسب نوع البندورة التي كانت جبلية أو حورانية أو مهجنة، وقد درت هذه الشتلة الصغيرة مالاً وفيراً ساهم في مساعدة أبنائي على مواصلة الدراسة، وشراء المراجع والكتب العلمية التي تزيد من ثقافتهم. أما الكرز فقد بلغ ثمن الكيلوغرام الواحد 250 ليرة سورية، والدراق لم نقم ببيعه، وقمنا بأكل جزء منه والباقي وزعناه على الأهل والأصدقاء. أما النباتات الطبية مثل إكليل الجبل فقد كنا نصنع منه الشامبو ونبيعه حسب الطلب. وباقي النباتات نقوم بتجفيفها حالياً لكي نضعها في أكياس مناسبة لعرضها على البيع. والباقي من الخضار والنباتات العشبية لاستعمال المنزل. وفي حقيقة الأمر قد وفرت الكثير من المال علينا، وساعدتنا على مواصلة الحياة دون حاجة، وهي خطوة صغيرة قام بها أبنائي من أجل مشاريع أكبر.

النبات يحيط المنزل.

ولعل أجمل ما في الأمر عندي وعندهم أننا جعلنا من محيط المنزل حديقة غناء تحلو الجلسة المسائية والسهرة الصيفية تحت أشجارها وبين رياحينها... وكم نشعر بالسعادة ونحن نأكل من منتجنا النظيف الطازج ونطعم الأهل والجيران».

مع شجرة الكستناء المثمرة.