انسجام وتنظيم وإنتاجية عالية انتقلت إليها القطاعات الصناعية الغذائية التي تبنت مشاريع تنمية الموارد البشرية، للخروج من دائرة العمل التقليدي لمساحة الضوء المنتجة على مستوى محافظة "السويداء".

تجارب عملية في هذه القطاعات، أجرت حولها مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 تموز 2014 لقاءً لرصد تجربة إحدى شركات إنتاج الحلويات التي قدمت نموذجاً جديداً لتطوير الكوادر، ساهم في رفع إنتاجية العمل وتطوير الطاقة البشرية والتميز، كما حدثتنا الآنسة "دالية فرج" بوصفها مستفيدة من برامج الشركة ودوراتها التي رفعت مستوى تأهيلها، كما أهلت طاقم العمل الذي بات متخصصاً، لتصبح متخصصة في تنمية الموارد البشرية، وهي خريجة كلية الاقتصاد- جامعة "دمشق"، قالت: «ساهمت مشاريع الشركة التي تناولت تنمية الموارد البشرية كخطوة أولى في رفع مستويات العمل وتطوير آداء العاملين بشكل لافت، وهذا ما ميز طرائق العمل فيها، ويشهد على ذلك تطور الشركة المتسارع خلال فترات زمنية قصيرة بفعل الاستثمار المجدي لهذه البرامج.

من خلال هذه الشركة لمست نموذجاً متطوراً للتعامل مع العمال، حيث الحقوق والواجبات مكفولة حسب القانون، لكن الفائدة التي يجنيها العامل إضافة إلى ذلك ما اتبعه من دورات ومشاريع طورت خبرته وساعدته على التطور، اليوم ندرب عمالاً جدداً، وقد لاحظت أن أساليب التدريب المدروسة تساعد في تدريب العامل خلال فترة لا تتجاوز الأشهر الستة، في حين تحتاج إلى عام كامل في قطاعات أخرى اختبرنا العمل فيها

ما لمسته من خلال تجربة العمل مع هذه الشركة، أن طموح التطور كان الدافع لمعالجة أفكار جديدة تعتني بتدريب وتأهيل العمال، وفتح نوافذ للاطلاع والدراسة وتطوير المعارف، وكانت الفرصة لدي كبيرة ساعدتني على تطوير ذاتي والعمل ضمن تخصصي، ووجدت الفرصة سانحة لتطبيق أفكار جديدة.

الآنسة دالية فرج

بالتالي فإن عملية التفاعل الاداري المبني على دراسات متطورة في هذا المجال حملت صيغة جديدة لتخرج من حالة الادارة الفردية المعتادة في القطاع الخاص، ولتضع أسساً حقيقية لتطوير العملية الانتاجية وإخراجها من الأطر المتعارف عليها في إنتاج الحلويات، وكانت الطرق مدروسة لاستقبال العمال الجدد وإخضاعهم لمراحل التدريب والتأهيل، وتحسين المنتج من حيث تنوعه ليكون بصورة متقدمة تلبي احتياجات المستفيدين».

السيد "مازن زريفة" المدير الإداري لشركة "الحلاج" لصناعة الحلويات، تحدث قائلاً: «في الحالة الدارجة في المنطقة تسير عملية انتاج الحلويات وفق الطريقة الشعبية المتعارف عليها: معمل وعمال للتوزيع وصالات عرض، ما حرصنا عليه منذ تأسيس الشركة عام 2005 التي تعود ملكيتها للسيد "علي حميد" هو اتباع تجارب تنمية الموارد البشرية بشكل عملي لنتمكن من الخروج من الحالة التقليدية، وخلق رؤية جديدة لعملية التعاطي مع هذا القطاع الذي يرتبط بشكل كبير باحتياجات الزبائن، وذوقهم الخاص في هذا المنتج والمطلوب من مختلف الشرائح.

العاملة المثالية لهذا الشهر عواطف شجاع

وكان لمجموعة الدورات التي أقمناها بشكل شبه منتظم في تنمية الموارد البشرية والبرمجة اللغوية العصبية، وشملت الكادر الإداري، ثمار متميزة في تحقيق مراحل تطوير العمل، ما دفعنا إلى تكرارها وفق رؤى علمية جعلت العامل منسجماً مع دائرة الانتاج وداعماً لها، ومكننا كإدارة من الاستفادة من طاقات الكوادر العاملة لننفذ برامج العمل بشكل ممنهج ومنتج.

وعلى المستوى الفني- أي العمال المتخصصون في صناعة الحلويات- بدأت الشركة بأربعة أشخاص وكنت واحداً منهم، وأخذت تتطور ليصبح عدد العاملين اليوم خمسة وخمسين عاملاً، بخبرات عالية تثبتها مسيرة نجاح العمل الذي تناولته عدة جهات متخصصة بالدراسة كنموذج متطور، وقد استقبلنا وفوداً من شركات مماثلة للاطلاع على آليات العمل وما قادنا لساحة الضوء والنجاح.

وتمثل دورنا كشركة بخلق فرص لتطوير أفكار العمال، وتطوير المنتج وفق حاجة الأسواق، والتعريف بمنتجات جديدة، وفتح باب الابتكار، وذلك وفق تجربة طويلة عايشتها في بلاد الغربة وطبقتها من خلال هذه المنشأة، لنقوم بدعوة عدد من المتخصصين في استخدام المواد الغذائية وتحضيرها والتعامل السليم مع المكونات المناسبة، واتباع منهج التطوير المنتظم لننال شهادة الآيزو والعمل للتصدير الخارجي، وهذا طموحنا الدائم».

فكرة العامل المثالي مشروع اتبع منذ عدة سنوات، يوضحه بالقول: «الحوافز الداعمة للعمل وفق منهجية تدريب الكوادر البشرية عززناها بمكافأة بطل إنتاج، ففي كل قسم يخضع العاملون لتقييم كل شهر ويدوّر التقييم ليصبح كل ربع سنة ثم كل نصف سنة ثم كل سنة، وبالمقابل العقوبات للمقصرين تكون بالتحفيز لينشطوا، وهنا تكون المكافأة مادية ومعنوية تتمثل بمبلغ مالي إلى جانب عرض اسم العامل في صالة العرض والتعريف عنه كعامل مثالي، ومتابعة العامل الجديد من خلال تقارير رؤساء الأقسام والكادر العامل، هذه التقييمات ترصد عملية تطور العامل في مجاله الإداري أو الفني، وعلى أساسها تتم الترقية، إلى جانب مجموعة من البرامج كتشكيل جمعية خاصة بعمال الشركة، تتابع مشاريع السكن للعمال وبعض الخدمات الاجتماعية».

سنوات العمل الطويلة قدمت الكثير للعامل كما تحدث الشيف "لؤي المتني" العامل في الشركة منذ أكثر من ست سنوات، وأوضح: «من خلال هذه الشركة لمست نموذجاً متطوراً للتعامل مع العمال، حيث الحقوق والواجبات مكفولة حسب القانون، لكن الفائدة التي يجنيها العامل إضافة إلى ذلك ما اتبعه من دورات ومشاريع طورت خبرته وساعدته على التطور، اليوم ندرب عمالاً جدداً، وقد لاحظت أن أساليب التدريب المدروسة تساعد في تدريب العامل خلال فترة لا تتجاوز الأشهر الستة، في حين تحتاج إلى عام كامل في قطاعات أخرى اختبرنا العمل فيها».

الجدير بالذكر أن الشركة تنفذ خططها الإعلانية والتسويقية بالاعتماد على كوادرها المدربة، ليكون لديها مشاريع متكاملة تقدمها وفق خبرة الفريق المتدرب.