بدأ كحلم لصاحبه، لكن الحلم تجسد إلى واقع ملموس، عند دخول شقيقه الدكتور "نور الدين عزام" كلية الطب، ليخطو الميل الأول من هذا الحلم، فهو لم يرزق بأولاد بل اتخذ من شقيقه الولد والأخ، أراد أن يقدم شيئاً متميزاً فعمد إلى إعداد دراسة الجدوى الفنية لحلمه الموعود بشكل جدي متخذاً التدابير اللازمة ليخرج للعالم بعمل يحمل صبغة العصرنة والعلمنة بالمقاييس العلمية.

موقع eSuweda التقى المستثمر الأستاذ "راضي عزام" المدير العام لمشفى "الراضي" التخصصي بالحوار التالي:

  • كل مغترب يعود لوطنه يعمل على إقامة استراحة له، قد تكون استراحة المحارب بعد سنوات من الغربة، ما الذي دفع بك لبناء مشفى تخصصي قبل المنزل بتكاليف عالية؟
  • الشركاء الثلاث

    ** عندما عدت من "السعودية" بعد غياب ثلاثين عاماً، لم أحلم ببناء منزل مميز، بل امتلكني حلم مع دخول أخي "نور الدين عزام" كلية الطب البشري، حرصت على جعله واقعاً ملموساً بعد تخرجه، لذلك لم أفكر ببناء منزل لي بل بمشفى تخصصي يقدم الخدمات الإنسانية والاجتماعية ويخلق فرص عمل لأسر بحاجة إلى عمل وتنمية، والحمد لله فقد بدأ الحلم يتحقق مع بداية عام 2002 حينما تبلورت الفكرة ووضعنا المخططات ودراسة الجدوى الاقتصادية بالاستعانة بمتخصصين أصحاب الكفاءة العلمية وركزنا على إنشاء مباني متميزة كما في الدول المتقدمة متكأ على دراستي الأكاديمية في الأجهزة الطبية وتعقيمها.

    وحددنا الهدف باستثمار الكوادر الطبية المحلية ذات الخبرة المتفوقة، وتقديم الخدمات السريعة للمجتمع، وقد ساعدنا على ذلك التعاون الوثيق مع شركائنا المندفعين للعمل أكثر، فقد انصبت رغبتنا المشتركة بإقامة مشروع خدمي تعود نتائجه على المجتمع.

    جانب من المشفى

  • من المعلوم أن بنية الهيكل الإداري في المنشآت الاستثمارية هي عامل نجاح وتطوير، ما التقسيمات الإدارية لهيكل المشروع ؟
  • ** المشروع يتألف من أربع إدارات وهي: المدير العام، والمدير الفني، ومدير الخدمات، والمدير المالي، مع كوادر لكل إدارة، وهناك قسم استقبال مؤلف من تسعة أشخاص على مدار الساعة.

    وبنية المشفى التحتية مكونة من ستة طوابق، القبو وفيه ثلاث غرف عمليات وغرفتي مخاض للولادة، مجهزة بأحدث الأجهزة والمعدات من طاولة عمليات وتخدير وإنارة طبية، وجهاز طرد هوائي مركزي، مع وحدات عدم انقطاع التيار الكهربائي ومولدات ومركز تحويل.

    أما الطابق الأرضي فهو للاستقبال والمحاسبة وعيادتان خارجيتان وإسعاف على مدار الساعة بكامل التجهيزات اللازمة، إضافة لغرفة أشعة طبقي محوري، وميموغرافي خاص بالفحص، ومخبر، وجهاز قوسي للأشعة من أحدث الأجهزة العالمية، كذلك الطابق الأول المتخصص بالأمراض النسائية والولادات، ويحتوي على ست غرف بـ 11 سرير لوجود غرفة خاصة، مع استراحة للزوار تتسع لخمسة عشر شخص، أما الطابق الثاني فهو يحتوي على مركز العناية المشددة ومقسمة إلى غرفة مراقبة وغرفة أطباء وخمسة أسرة عناية مشددة، والمجهزة بمحطة مركزية للمنوتور، أما قسم الحواضن مؤلف من 4 حاضنات وغواصة تختصر مدة العلاج الضوئي للطفل من 1-2 يوم إلى ست ساعات، كما يوجد حواضن ومنفسة خاصة للأطفال وغرفتين منامة بـ 4 أسرة، وفي الطابق الثالث يوجد 7 غرف منامة بـ 13 سرير لوجود غرفة خاصة، والرابع عبارة عن مكاتب إدارية.

  • هل هناك خطة مستقبلية لتطوير العمل؟
  • ** إدارة المشفى وضعت في خطتها المستقبلية والقريبة مركز طفل الأنبوب المجهز بأحدث الأجهزة وهو الآن قيد الترخيص، فيكون إجمالي غرف العمليات 4 غرف بـ 35 سرير، وكذلك التوسع في المبنى ليتضمن جراحة القلب وغسيل الكلية، لأن كادرنا الطبي مؤهل ومواكب للتطورات العلمية الحديثة بجدارة.

  • لابد وأن تضمنت دراسة الجدوى الاقتصادية لديكم هامش ربح ومعدل خصم لفترة استرداد رأسمال ضمن معايير ربحية تقديرية تتناسب بزيادة المؤشرات الإنتاجية الربحية، فهل زيادة المردود على حساب تكاليف الانتاج؟
  • ** بلا شك ساهم مشروعنا مثل جميع المشاريع الاستثمارية يرفد حركة النمو والتطور الاقتصادي من خلال زيادة فرص العمل بأقل التكاليف الممكنة لفرصة العمل الواحدة، مع تحقيق عائد اقتصادي متوسط الدخل، بهامش ربح محدود، لا يتعدى 5% من تكاليف الإنتاج، لكن ما يجعلنا نستمر بالمشروع إقبال الناس من داخل البلد وخارجه، وبالأسعار المعتمدة محلياً، الأمر الذي جعل الإنتاجية ترتفع لا على حساب تكاليف الإنتاج بل زيادة في ساعات العمل المتواصل، وهذا يعود إلى مهارة الأطباء والكادر الطبي الموجود، لأن الطاقم الطبي يقوم دورياً بحضور المؤتمرات العلمية المواكبة لأحدث التطورات في مجال الطب بكافة اختصاصاته في العالم، وبالتالي فقد دخل خلال عام ونيف على المشفى حوالي 33 ألف مريض من مختلف البلدان العربية والأجنبية.

    يذكر أن السيد "راضي عزام" هو من مواليد مدينة "السويداء"، دارس أكاديمي في كثير من الدول العالم للمعدات الطبية وتعقيمها، الأمر الذي جعله يعد المشفى بطريقة حديثة متقدمة جداً علمياً وعملياً وبتنفيذ شركات عالمية.