قبل ثلاثين عاماً من الآن افتتح السيد تلو عماد منصور العريضي محله مقابل المجمع الحكومي في مغامرته التي كان يضع عليها كل احلامه نحو

حياة كريمة وعزيزة تغنيه عن العمل الشاق والمضني وتفتح الآفاق لأولاده الصغار او الذين سيأتون لاحقاً.

ومنذ ذلك التاريخ أي عام 1987 الى هذه اللحظة كان كل صنف يضعه يلاقي رواجا كبيرا وسط الناس، لتمتعه بالجودة العالية والطعمة الاصلية والنكهة التي لا تنسى ووصل الأمر الى حل التواصي المسبق وقبل فترة من الزمان لأنه بكل بساطة "نحن نعتذر لقد نفقت البضاعة".

ومرت الأيام سريعة فكبر الاولاد عماد وجواد وبهاء، وفؤاد الذي هاجر الى روسيا للتعلم.

فطوّر السيد ابو عماد اعماله واصبح معمله مقتصراً على العرسان الجدد على امتداد منطقة شهبا وافتتح فرعه الثاني وسط ساحة شهبا الرئيسية (ساحه الشهيد يحيى عامر) وسلم العمل لأبنائه واكتفى بالاشراف.

يقول بهاء احد ابناء ابو عماد: ان الثقة التي تتمتع بها حلوياتنا ناتجة عن العمل بضمير وإخلاص وهي لا تأتي بين ليلة وضحاها إنها تعب سنين طوال اسسها الوالد ونحن بإذن الله نتابع المشوار بنفس الهمة.

وعن الأصناف التي يقدمها المحل اجاب بهاء هي كل ما يخطر ببالك من حلويات شرقيه بدءاً من الغريبة والبرازق والمشبك والهريسة ومرورا بالأصناف الأخرى مثل البلورية وعش البلبل والكول وشكور وزنود الست وبعض الأصناف الغربية مثل الكاتو بانواعه وخاصة صناعة القوالب لأعياد الميلاد وحسب الطلب.

ويتابع جواد الحديث عن الافكار الجديدة التي يحاول تطويرها حيث قال: لن يقتصر الأمر على التوزيع في القرى كما نفعل بالعادة حيث نفكر بالتصدير بعد ان وصلت منتجاتنا الى عدة بلدان عربية واجنبية عن طريق المغتربين ونفكر في افتتاح فرع لنا في موسكو اذا كانت الظروف جيدة خاصة ان فؤاد موجود هناك وهو بالاصل معلم حلويات مثلنا.

والأفكار لا تنقطع والمهم ارضاء الزبون وعدم غشه في المواد لأن الغش هو السبب الأول في انهيار الأعمال.

دائماً يزور مدينه شهبا سائحون من كافه انحاء العالم من خلال شهرتها بآثارها التي تعود الى 1600 سنة، وهم يقصدون محلات العريضي بعد السؤال عن اهم المحلات في المدينة.

وكانت تتم معاملتهم كأبناء البلد مضافاً إليها حفاوة الضيافة.

وعلى الجانب الآخر- كما أخبرنا أحد الزبائن- كان السيد ابو عماد وما زال يوصي اولاده بالشبان الذين يقدمون على الزواج ويحتاجون الى حلويات ويساعدهم قدر المستطاع ومعروف عنه انه يعطي العريس الكمية التي يطلبها من الحلويات دينا مؤجلا وبأقل من السعر العادي ما يدل على المروءة والنخوة التي يتمتع بها هذا الرجل وهو واحد من ابناء هذا الوطن الكبير.