عند مطلع طريق قنوات الشهير في مدينة السويداء تصادفك ورشة الرمحين لصنع الاعواد الموسيقية وسط الابنية الجميلة والشارع ذي الشهرة الكبيرة في المدينة (طريق قنوات).

وانت تدخل تغزو انفك رائحة الخشب المعتق وتنتقل عيناك باتجاه عود مرصع بالموزاييك والخطوط العربية فتتذكر مباشرة العود الذي حمله فريد الاطرش.

فتخلد اذناك الى تقاسيمه الخالدة وتتحسس وانت في المكان عبق الموسيقا وعطر الاصالة.

وانت تلتقي بهما تقدّر فورا ان الشابين رافع الرمحين واخوه لبيب ورثا المهنة من قِدَمٍ، ويستمتعان بمردودها القليل ويجاريان الزمن في تطوره السريع ولكنهما يحافظان على القواعد والأسس التي وجدت منذ ان وجد العود.

يقول رافع المولود في القريا عام 1974: إن العائلة تمارس هذه المهنة منذ القدم على يد الخال فوزي نهار وهي مصلحة كغيرها من المصالح ولكن الفن يدخل في طياتها وهي تحتاج الى الصبر والتقنية العالية لانجاح عود مختلف عن الآخر فمنذ 25 سنة وحتى الآن لا يوجد عود صنفناه مثل الآخر فكل عود له خاصيه وحده.

اما عن الصناعه فيقول لبيب مواليد 1981: إن الاعواد تأتي من شجر الجوز او الزان او الورد او الابانوس ويجب ان يكون عمره من عشر سنوات فما فوق، اي يكون الخشب معتّقاً ونحن نجلبه من جوبر او بيت سحم في ريف دمشق.

ويتألف العود من قسمين: الظهر والزند وبيت المفاتيح، والقسم الآخر الصدر والعوراض وهي تأتي تحديداً من خشب الشوح او السوّيد.

بعد ذلك ينشر الخشب بشكل ريشة عرض 4×71 بسماكة 2.5مم وتكبس على فرن حراري من اجل الانحناء المطلوب.

وتأتي المفاتيح من مخرطة خاصة بها، اما الصدر فهو مؤلف من 4-6 قطع يتجمع بواسطة الغراء مع الضهر المؤلف من 14 ريشة ويختم بقفلين.

وعن اللون الذي يأخذه العود قال لبيب: ان الألوان تأتي من مادة الكامليكا وهي تحتاج الى خبرة كبيره في التعامل معها.

وعن اجمل الاعواد قال رافع: هي المصنوعه من الموزاييك والخط العربي الذي يحتاج الى تقنيات عاليه وجهد كبير وهي مكلفة جداً وقد يصل سعر العود الى 50 الف ليرة سورية ولهذا نصنعه حسب الطلب لضعف الامكانية اما عن المبيع فالحركة خفيفة خاصة بعد انتشار الآلات الحديثة الكهربائية ولكن العود آلة اساسية في الموسيقا ولا يمكن الاستغناء عنها مهما كان وعن امكانيات التصدير يقول الشابان: إنها ضعيفة وتحتاج الى رأس مال قوي فلهذا نكتفي في العمل في السويداء ودمشق.

كثير من الشعراء تغنو بالعود واوتاره وألحانه العذبة وهي الهدية الجميلة التي يعتز بها الأخوين رمحين حتى لو لم يذكروا صانعي الاعواد.