اختارت "رندا الشماس" الفنّ هوايةً سارت بها إلى مسرح الدمى، وعاشت مع دماها عوالمها الجميلة لتحترف تحريك الدمى، وتختبر نكران أنا الفنان، وتذوب مع دميتها لإمتاع الجمهور.

متدربة على خشبة المسرح بدأت وبالصدفة تعرفت على فن تحريك الدمى، كما تحدثت لمدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 28 آب 2020 وقالت: «الجميع يعلم أنّ المناخ الصحي للإنسان هو أن يعمل ما يحب أو يحب ما يقوم بعمله، وقد كانت بدايتي بالعمل الفني بسبب حبي للمسرح عام 2000، ويعود الفضل في ذلك لشخص شغوفٍ جداً ومحبٍّ للمسرح وكان له الفضل الكبير بتطوير ونشر الثقافة المسرحية في "السويداء" هو المخرج المسرحي "رفعت الهادي"، وما زلت أعمل معه وأنهل من خبرته حتى الآن.

الجميع يعلم أنّ المناخ الصحي للإنسان هو أن يعمل ما يحب أو يحب ما يقوم بعمله، وقد كانت بدايتي بالعمل الفني بسبب حبي للمسرح عام 2000، ويعود الفضل في ذلك لشخص شغوفٍ جداً ومحبٍّ للمسرح وكان له الفضل الكبير بتطوير ونشر الثقافة المسرحية في "السويداء" هو المخرج المسرحي "رفعت الهادي"، وما زلت أعمل معه وأنهل من خبرته حتى الآن. في خطوتي الأولى شاركت معه بعدة مسرحيات للمسرح القومي، ولعدة منظمات ومهرجانات محلية ونقابية، وعن طريق الصدفة اتبعت دورة في فن العرائس لتشكيل نواة جديدة لمسرح العرائس في "دمشق" عام 2004، بناء عليها أنا حالياً موظفة لدى مديرية المسارح والموسيقا بصفة ممثلة لاعبة عرائس

في خطوتي الأولى شاركت معه بعدة مسرحيات للمسرح القومي، ولعدة منظمات ومهرجانات محلية ونقابية، وعن طريق الصدفة اتبعت دورة في فن العرائس لتشكيل نواة جديدة لمسرح العرائس في "دمشق" عام 2004، بناء عليها أنا حالياً موظفة لدى مديرية المسارح والموسيقا بصفة ممثلة لاعبة عرائس».

الفنانة رندا الشماس على المسرح

بقي الحلم أخضرَ في عينيها كما تضيف في تعريف تجربتها، وتقول: «خلال هذه المدة شاركت بعشرات الأعمال المسرحية العرائسية، ومن خلال عملي في هذا المجال طورت أدواتي كممثلة محركة عرائس، وأصبحت لدي خبرة تدفعني لألاعب العرائس على مسارح جديدة مع جمهور جديد، فحلم العرائس دائماً أخضرُ ومتفتحٌ ومن يتابع هذا الفن يجده دائم التجدد.

هذا المسرح من أجمل وأمتع المسارح، وعالم العرائس فضاء واسع جداً يسمح لك بالتحليق بخيالك فيه، كما تشاء، وتعيش مع عالم الدمى بكل متعة وكأن الزمن عاد بك طفلاً يلهو بدميته.

تكريم في مهرجان العراق

مهم جداً للاعب العرائس أن يحب الدمية التي يقوم بتحريكها ليستطيع أن يخلق معها وحدة حال وعلاقة جميلة، تساعده على نقل روحه وإحساسه كممثل لها، وبشكل عام مطلوب من الممثل المسرحي العمل على أدواته كصوت وإحساس وحركة وحضور، وعليه أن ينقل كل هذا إلى دمية مصنوعة من جماد ليبث فيها الحياة، ويتوارى في كواليس هذا العالم تاركاً البطولة المطلقة للدمية، هنا يسقط حب الظهور لدى الممثل، ويصبح لدى محرك العرائس تواضع الفنان المحب والمتقن لعمله بهدف تقديم المتعة والفرجة المسرحية للمتلقي، إن كان طفلاً أو كبيراً».

وتضيف: «على لاعب العرائس التمتع بحس عالٍ جداً باللحظة، وبإيقاع داخلي متصل ووعي منفتح وبديهة حاضرة، وتناغم عالٍ مع باقي الممثلين المحركين، ومن الجميل التمتع بحس اللعب أثناء العمل ليضفي تلقائية وعفوية على حضور الدمية، ولتحقيق ذلك كان علي العمل على تفاصيل حياتية أكثر لأتمكن من بث الحياة أكثر في الدمية حتى تكاد أن تنطق.

الفنانة هنادة الصباغ

وفي حالة بعض الدمى التي تستدعي أن يقوم بتحريكها ثلاثة أشخاص أو أكثر، تكمن الصعوبة والتحدي والمتعة عندنا كممثلين محركي الدمى، ويتطلب هذا انسجاماً تاماً وتفاهماً وتناغماً لدى جميع المحركين بالإضافة للمتعة أثناء العمل، ولإنجاز العمل المتكامل يجب وجود حماس وحب ومتعة لدى الجميع تجاه هذا العمل، ومن البديهي أن يتمتع محرك العرائس باللياقة والليونة الجسدية خاصة بيديه، وباسترخاء وهدوء داخلي، وأن يتمتع أيضاً بالقوة الجسدية ففي بعض الأحيان يحمل الدمية وقتاً طويلاً، ومن الممكن أن تكون ذات وزن كبير، من وجهة نظري فإن اللياقة الخارجية مصدرها الليونة الداخلية بالتعاطي مع أمور الحياة التي تؤثر بشكل كبير في ليونة الجسد وعدم تصلبه.

ولأنّ معيار نجاح أي عمل هو الجمهور، وبرأيي جمهور الأطفال هو الأخطر، فأنت لا تستطيع أن تضحك عليه، لأنه بريء صادق ومتلقٍ فطري، وهذا يختلف تماماً عن تجربتي مع الكاميرا في مسلسل "الخربة"، وفي فيلم "تحت سرة القمر"، و"كسوف وخسوف"، ومع أنها كانت تجارب ممتعة ورائعة أعيشها، لكن يبقى مسرح العرائس الحيز الذي أتلاقى به مع جمهوري الصغير البريء».

الفنانة التشكيلية "هنادة الصباغ" مصممة ومخرجة مسرح عرائس تتحدث عن موهبة "الشماس"، وتقول: «محترفة تمتلك الحس العالي والأداء الصادق بالتمثيل، وموهبة عالية بتحريك العرائس بتلقائية من غير تكلف، تبحث في الشخصية العرائسية التي تقوم على تحريكها، وتجد لها مفرداتها بالحركة، تعمل على التفاصيل كأن الدمية هي ممثل حقيقي، فتلغي حضورها وتتخلى عن أنا الممثل، تعطي الدمية كل أحاسيسها لدرجة تأخذك الدهشة، وأنت تتابع حركة الدمية على المسرح وهي تتناغم مع الدمى الأخرى بالعرض.

حس عالٍ بالمسؤولية، تؤمن بالعمل الجماعي، فهي تحمل هم العرض بكل التفاصيل حتى لو خارج اختصاصها، تتعامل مع العرائس كأنها من لحم ودم، تساند الممثلين معها بالعرض، مؤمنة أن العمل المسرحي هو نتاج جهود جماعية، لفتت انتباهي كيفية تعاملها مع الدمية قبل بداية العرض بوقت ليس بالقليل، فتبتعد عن الجميع، وتخلو مع دميتها لتدخل بحالة العرض، فتتماها مع الشخصية لتعطي أفضل ما عندها، متكئة على ثقافة عالية بالمسرح خاصة مسرح الطفل، وهي متابعة تحلل النص، وتنقد بحرفية، وتبحث عن الكمال بعملها».

"رندا الشماس" من مواليد "السويداء" 1973، تحمل شهادة أهلية التعليم الإعدادي، عضو في نقابة الفنانين، موظفة في مديرية المسارح والموسيقا بصفة ممثلة محركة عرائس، عضو في مجلس تجمع "حكايا" الفني، شاركت في مسلسل "الخربة" أمام كاميرا المخرج "الليث حجو" وكرمت في محافظة "السويداء" على مشاركتها بالمسلسل. شاركت في عدة مهرجانات دولية لمسرح العرائس، في "الشارقة"، "اليونان"، "العراق"، ونالت جائزة أفضل محرك دمى في مهرجان "الحسيني الصغير" في "العراق". لديها عدة مشاركات في المسرح القومي للكبار، وفي الدراما الإذاعية والدوبلاج، عملت كمساعدة مخرج لعدة أعمال مسرحية للمسرح القومي منها "حياتكم الباقية"، "فانتازيا الجنون"، "مع الجميع على حدا"، "خدمة"، وغيرها من الأعمال المسرحية.