امتهن التصوير كحرفةٍ في مرحلةٍ مبكرةٍ من عمره، فعشق العدسة وأعطاها وقته وجهده حتى أصبح محترفاً في عالم التصوير، وقرر أن يقدّم عملاً إنسانياً من خلال عدسته، حيث لاقى ترحيباً كبيراً من قبل محبيه ومتابعيه.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت المصور الفوتوغرافي "حسن مصطفى" بتاريخ 20 شباط 2020، ليحدثنا عن مسيرته مع فن التصوير، فقال: «درست في جامعة "دمشق" قسم الفلسفة، لكني لم أكمل تعليمي بسبب ضغط العمل الذي كان يشغل كل وقتي.

مصور متميز جداً، تعاونا سوياً أثناء تصوير فيديو كليب للفنانة المصرية "سمية الخشاب" لأغنيتها التي حملت عنوان "عربية أنا"، والذي قمنا بتصويره في مدينة "السويداء" السورية، الجميل بعدسة "حسن" أنه يتقن اختيار الزوايا المناسبة لالتقاط الصور، يعمل بجهد كبير كي يضفي لمسة سحرية على الصور، عدا عن نفسيته المرحة وأخلاقه العالية في التعامل مع الآخرين، الأمر الذي دفعني للقول أني سأتعامل معه في أي عمل ينجز ضمن "سورية"، عمله متقن جداً، ولقطاته جميلة، وما أحببته فيه أنه يبدي رأيه بأشياء حقيقية وواقعية ضمن كوادر التصوير

بدأت العمل كمصور في عام 2004، حيث اكتشفت موهبتي بمحض الصدفة عندما كنت أتردد لمنزل صديقي الذي يعمل مصوراً، وطلبت منه أن أجرب هذا العمل، فتفاجأ بالنتيجة وكل من رأى عملي، وتشجعت للعمل كمصور، فعملت باستديو حتى أتقن المهنة تماماً، وبعدها انتقلت للعمل في الاستديو الخاص بي حيث أخذ مني وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً وعملاً دؤوباً على مدار سنين طويلة لكي أكون ما أريد، والجميل بالأمر أنني لم أعمل بمفردي، وإنما شكلت فريقاً ضخماً كان بالنسبة لي عائلتي الثانية، عملنا معاً، وبدأنا بتصوير الأعراس والحفلات، ومن ثم انتقلنا بفضل عملنا المتقن إلى تصوير الإعلانات والفنانين والمشاهير، ثم اقتحمنا مجال الدراما».

صورة للفنان محمد باش

وأضاف: «عملت مع قناة "بابلي تولز"، حيث شاركت في عام 2018 في فيديو كليب "الفرحة السورية" التي أطلقت للمنتخب السوري مع المخرج "مؤيد الأطرش"، ثم تتالت الأعمال ومنها فيديو كليب "خدك تفاحة" للفنان "أنس كريم"، "شموسة" للفنان "حسام جنيد"، ومؤخراً "الفراشات" للفنان "وفيق حبيب"، وغيرها من الأعمال الفنية.

أما عن الجانب الإنساني في عملي، فأنا لدي مبادرة مخصصة لرجال الجيش العربي السوري، وجرحى الحرب وأبناء الشهداء، وهي تصوير مجاني لمناسباتهم، حيث استمرت المبادرة طيلة عام 2019، ومن المؤكد أنها مبادرة متجددة باستمرار، ولن تتوقف عند عام معين، ولا يهمني ذكر التفاصيل لأنها عمل إنساني بعيدٌ عن الشهرة، بالإضافة إلى أني مصور متطوع في جمعية "سواعدنا" الخيرية».

صورة لعروسين

وتحدث عن الأعمال الفنية الكبيرة التي ساهم في إنجازها قائلاً: «تعاونت مع فنانين كثر مشهورين، منهم "دريد لحام"، "باسم ياخور"، "عبد المنعم عمايري"، " أمل عرفة"، "دانا جبر"، "ناصيف زيتون"، "محمد باش"، والقائمة تطول، فالتعاون مع الفنانين سهل من جانب وصعب من جانب آخر، والسهل بالأمر أن الفنان اعتاد الوقوف أمام الكاميرا ووضعيات التصوير، أما الجانب الصعب هو اهتمامهم الشديد بالتفاصيل، لكني كمصور لا أفرق في التقاط الصور بين فنان مشهور أو شخص عادي، فالمهنية هي سر النجاح والمصداقية، وهي من تكسب الشخص شهرة وتحقق له اسماً مهماً في أي عمل يقوم به.

رسالتي هي الحرص على مصداقية العدسة وتوجيهها في الأماكن الصحيحة فيما يخدم الشخص الذي أتعامل معه، ويخدم المصلحة العامة والإنسانية، فلا أقوم بتشويه الحقائق وإنما أحاول تجميله فيما يتناسب مع المعطيات».

صورة عروس في الطبيعة

"محمد باش" فنان سوري قال عنه: «الراحة النفسية، والثقة بالمصور الفوتوغرافي من أهم عوامل نجاح جلسة التصوير، وهذا هو الإحساس الذي عشته مع "حسن" الذي اكتسبته كصديق وأخ بعد أول جلسة تصوير، فهو قريب جداً إلى القلب، اختياراته المميزة لأماكن ووضعيات التصوير تكون في أغلب الأحيان وليدة اللحظة، وهو ما جعلني أكون مرتاحاً في التعامل معه.

الجميل في المرحلة الأخيرة، وعند تعديل الصور، قيامه بمشاركة فريقه بالرأي، وهو ما يضفي على الصور لمسة فنية خاصة ومميزة، وهناك مثل شعبي يقول (العدة تلتين المعلمية)، لكني أقول إن "حسن" وتجهيزاته هم كل الحرفية في الأداء، فلا أخفي أنه يمتلك أهم المعدات والكاميرات إلا أنّ اللمسة السحرية التي يضيفها في اختيار زوايا التصوير والتعديلات الملائمة تظهر الصور بأجمل وأدق التفاصيل».

"يزن خضور" صحفي وعلى اطلاع بأعمال "حسن" قال: «كان ضيفاً في صحيفة "الوحدة"، وكنت سعيداً جداً بلقائه، حيث وصفته بفنان اصطياد الجمال، لأن نظرته مختلفة بالتصوير، فهو يرى الشي من زاوية مختلفة عما يراها الآخرون، وهذا الاختيار هو الذي يعطي التميز للشيء الذي يقوم بتصويره. شغفه وحبه للمهنة التي يتقنها هو ما جعل منه مصوراً مبدعاً واستثنائياً، لأنه يتمتع بلمسة خاصة ونظرة ثاقبة قادرة على إبراز تفاصيل الصورة بأبهى حلة، وباختصار شديد هو يملك الكاميرا ويتملكها باختياره للتفاصيل المناسبة لكل شيء على حدى، فهو يؤمن أن كل إنسان جميل لديه زاوية خاصة تبرز جماله، حتى الأشياء لا تتشابه في وضعية تصويرها، وأماكن وجودها أثناء التصوير».

"رندلى قديح" مخرجة لبنانية قالت عنه: «مصور متميز جداً، تعاونا سوياً أثناء تصوير فيديو كليب للفنانة المصرية "سمية الخشاب" لأغنيتها التي حملت عنوان "عربية أنا"، والذي قمنا بتصويره في مدينة "السويداء" السورية، الجميل بعدسة "حسن" أنه يتقن اختيار الزوايا المناسبة لالتقاط الصور، يعمل بجهد كبير كي يضفي لمسة سحرية على الصور، عدا عن نفسيته المرحة وأخلاقه العالية في التعامل مع الآخرين، الأمر الذي دفعني للقول أني سأتعامل معه في أي عمل ينجز ضمن "سورية"، عمله متقن جداً، ولقطاته جميلة، وما أحببته فيه أنه يبدي رأيه بأشياء حقيقية وواقعية ضمن كوادر التصوير».

يذكر أنّ "حسن مصطفى" من مواليد مدينة "السويداء" عام 1983، يعمل بين "دمشق" و"السويداء".