موهبةٌ فريدةٌ امتلكتها "ندى بدر" وطوّرتها بإدارة العدسة على قياس المشاعر، لتحترف تصوير الأطفال والمواليد الجدد والحوامل بطريقة تشي بعواطف الأهل في لحظات لا تعاد مرتين، هي مصورة اللحظات العاطفية الأقرب إلى القلوب.

الشابة التي انتقلت بعدستها بين قلوب تلهفت لحفظ لحظات مؤثرة من حياتهم، وجدت في الكاميرا ملاذاً لروح مرهفة حاولت مدوّنةُ وطن "eSyria" كشف الستار عنها لتتحدث "ندى بدر" بتاريخ 13 كانون الأول 2019 وتقول: «كنت أراقب والدي أثناء التصوير كونه امتلك كاميرا احترافية، وتلمست باكراً أثر الكاميرا بحياتنا عندما تأخذنا إلى تفاصيل مختلفة، لتكون رفيقة لنا ووسيلتنا لتثبيت اللحظة.

كونت اسمي المقترن بهذا التخصص الفوتوغرافي النادر، وأثبت نفسي في مجال تصوير المواليد الجدد وهو مجال لم ينتشر بعد في وطننا العربي لأتابع التعريف بالعمل الفني المرتبط بهاذ التخصص، وأعمل على تكوين أستديو في "دبي" ليكون مجهزاً لتصوير المواليد الجدد والحوامل في بيئة داخلية مجهزة بالكامل بالإضافة للتصوير الخارجي، وما زلت أعمل على زيادة خبرتي من خلال وجودي في "الإمارات"، وتطوير أفكاري في بيئة تتسع لهذا النوع من الأعمال الفنية وتشجعها، اليوم أتعامل مع عدد كبير من الأسر بطريقة تظهر تفهّماً كبيراً للصورة واهتماماً أكبر بأن يكون ملتقط الصورة متخصص في هذا المجال

أفكار كثيرة ومختلفة تطورت وكبرت معي، أصبح ‏التصوير بعدها هوايتي، ففي مراحل الطفولة كنت أسرق بعض اللقطات، وكنت أهتم كثيراً بتوثيق لحظات مهمة في حياتي وحياة الآخرين، وفي مراحل الشباب أخذت أجمع معلوماتي وأؤسس لخبرة تساعدني على إدارة العدسة والتمكن من التقاط ما رغبت توثيقه، هنا طبعاً تحول الاهتمام من مجرد نقل الصورة، إلى التدرب على الحالة الفنية لالتقاط لقطة متكاملة الأركان، وقد أكون انتقلت إلى أبعد من الحالة التقليدية لكن العائد من وراء التجربة والتبحر في تقنيات هذه الكاميرا خلق جسوراً من الألفة والثقة بما لدي، وتوطدت بيننا الصلة، هي دائماً معي وأنا دائماً بانتظار اللحظة الأجمل للتصوير».

المصورة ندى بدر

عواطف شفافة تفيض من لقطاتها فكرة تفسرها وتضيف: «عندما آخذ اللقطة هدفي الأساسي هو إظهار المشاعر للمشاهد وحفظ هذه اللحظة للأهل، وهي رسالتي الأساسية لهذا اخترت تصوير الأطفال لكمية المشاعر المنبثقة من عيون الأم والأب، عندما ينظرون ‏إلى طفلهم، وكي لا يطال الزمن هذه المشاعر كنت ملبية لطلب الأهل في التقاط الصورة في لحظات حميمية، مهمتي هذه تطورت إلى الاحتراف لأكون شريكة الأسرة شريكة للقلوب التي تنظر للأولاد بعين الرأفة والمحبة وتوثيق المشاعر الرائعة عند تذكر هذه اللحظات الثمينة التي لا تتكرر، هي طريقتي لتكريس الأمل بالمستقبل الذي تبقى به عيون الأطفال وحضورهم مصدر الفرح والبهجة للأبوين.

وكنت لسنوات أتعامل مع الكاميرات العادية وما تمكنت من الحصول عليه من كاميرات بمواصفات متواضعة في مراحل عدة أكسبني خبرة التعامل مع أي عدسة للوصول إلى هدفي في نقل المشاعر عبرها وحفظها وتقديمها لعين المشاهد، حتى أنني لم أمتلك كاميرا احترافية إلا منذ خمس سنوات وهي كاميرا نصف احترافية لكنها مرحلة متقدمة، بالنسبة لي طورت عملي وساعدتني على تقديم لقطات تدعم رصيدي الكبير من الصور الشخصية التي شاركت فيها عدداً كبيراً من الأسر في أجمل لحظات العمر، وليتحول التصوير إلى مهنة أضع من خلالها مقومات للمستقبل الجميل مع العدسة».

من أعمال ندى بدر

تخصص فريد اختارته بالموهبة قادها للاحتراف والتألق بناء على جهد كبير للتطوير تتحدث عنه بالقول: «التغذية البصرية في مجال التصوير جانب هام أعتني به وأنا أتابع الكثير من المصورين العالميين وتلفتني الأفكار الجديدة غير المستهلكة، أحاول أن أصنعها لكن بطريقتي الخاصة، حبي لمهنتي بعيد عن الهدف الربحي فقد جعلني أفكر في الفكرة وتنفيذها دون تفكير بمقابل كبير نوعاً ما، فعائد اللقطة الجميلة والناجحة بالنسبة لي كبير جداً، له مفعول معنوي يدفعني للتجديد والانتماء أكثر لهذا التخصص، وهو تصوير العائلة والأطفال والحوامل الذي يعتبر من التخصصات الفريدة التي ترتبط بمشاعرنا كأشخاص وتتلاقى مع رؤانا وأحلامنا بالحياة الأسرية الهادئة والمستقرة، التي يكون في كل يوم فيها فرصة لالتقاط صورة وتوثيقها بما فيها من حنان وحب وفرح.

ومع أن عملي الحالي هو عمل حر وليس لدي أستديو تصوير، لكني أعمل على التجديد الدائم بأدوات وأغراض التصوير الخاصة بتصوير الأطفال، يبقى التجديد دائم بالأفكار وتكوين المشهد الذي يجعل اللقطة غنية بالعواطف الحقيقية».

عبود الشوفي مع ابنته من تصوير ندى بدر

عرفت على مستوى الوطن العربي بتخصصها النادر لتكون صورها ذكريات للأسرة وتقول: «كونت اسمي المقترن بهذا التخصص الفوتوغرافي النادر، وأثبت نفسي في مجال تصوير المواليد الجدد وهو مجال لم ينتشر بعد في وطننا العربي لأتابع التعريف بالعمل الفني المرتبط بهاذ التخصص، وأعمل على تكوين أستديو في "دبي" ليكون مجهزاً لتصوير المواليد الجدد والحوامل في بيئة داخلية مجهزة بالكامل بالإضافة للتصوير الخارجي، وما زلت أعمل على زيادة خبرتي من خلال وجودي في "الإمارات"، وتطوير أفكاري في بيئة تتسع لهذا النوع من الأعمال الفنية وتشجعها، اليوم أتعامل مع عدد كبير من الأسر بطريقة تظهر تفهّماً كبيراً للصورة واهتماماً أكبر بأن يكون ملتقط الصورة متخصص في هذا المجال».

أسلوب متميز في التقاط الصور الحميمية للعائلة فكرة تحدث عنها المصور "عبود الشوفي" وقال: «في اللقاء مع المصورة "ندى بدر" تظهر رؤيا مختلفة للتصوير تجسدها بأسلوبها الهادئ لانتقاء لقطة معبرة، تعتمد فيها على أفكار متميزة وخبرة امتلكتها من فهم كبير لمعنى الصورة وأثرها بالنسبة للعائلة، سواء للمواليد الجدد أو الأمهات أو حتى صور العائلة.

وكان لنا معها تجربة في عدة جلسات تصوير في مدينة "السويداء" التقطت فيها مجموعة صور لي ولأسرتي، أعتبرها من أجمل اللقطات التي قدمتها بشكل فني مرموق لنقل حالة الفرح والعاطفة التي لا يمكن لمصور عادي أن يظهرها، لكن "ندى" بحكم الاحترافية وسنوات الخبرة نجحت في هذه التجربة التي كرستها باعتبارها من أوائل المتخصصين بهذا المجال مع أنها أم لطفلين ومسؤولة عن عائلة لكنها تابعت العمل لتحافظ على موهبتها وتحترف التصوير الفني الجميل».

ما يجدر ذكره أنّ "ندى بدر" من مواليد "السويداء" عام 1985 درست المرحلة الإعدادية والثانوية في مدينة "العين" في "الإمارات العربية المتحدة"، وحصلت على بكالوريوس في العلوم الطبيعية من جامعة "دمشق" عام 2009 متزوجة ولديها طفلين.