يقف العمر جانباً في الفنّ وفق "بسمان حرب" عازف الكمان القدير، وزوجته "فينوس نعيم" اللذين شكّلا فريقاً للكورال خصص لمن هم فوق عمر الأربعين من النساء والرجال.

التجربة الفنية الحديثة العهد التي حملت اسم "إنسامبل" خلقت حالةً من الاستغراب عند الكثير من المتابعين للحركة الفنية، كونها أخرجت سيدات من المنازل، ليكن مشاركات على مسرح بغناء راقٍ لاقى استحسان الجمهور كما تحدث الموسيقي والعازف "بسمان حرب" لمدوّنةِ وطن "eSyria" بتاريخ 14 تشرين الثاني 2019، وقال: «كان للظروف الاجتماعية والفنية أثر كبير في وصولنا إلى هذا القرار المشترك أنا وزوجتي "فينوس" وهي مدرسة موسيقا محاولين خلق شيء جديد، وتجربة فنية نضع فيها خبرتنا بعد سنوات من العمل في المجال الفني، محاولين تقديم ما لدينا وتشكيل كورال تشارك فيه نساء ورجال لم تخدمهم الفرصة للمشاركة في فرق متخصصة في هذا المجال، والتعريف بأصوات مكانها الأنسب هو المسرح بين عدد من الأصوات الجميلة والعازفين المهرة.

من هذه المرحلة، وبجهد وعمل لأشهر كانت نتيجته الظهور على المسرح بحفلتين قدمنا بهما نتيجة تدريب وعمل لسيدات ورجال أعادتهم "إنسامبل" إلى مرابع الغناء والطرب، ورسالتنا الفنية بعد سنوات حرب ووجع تركت بصماتها في نفوسنا، لكننا لن نرضى أن تترك ندباً، وأردنا أن تترك لحناً وصوتاً وفناً راقياً يصل بين الأجيال، وهذا ما نفهمه من الفن، وهذا ما نريده من عمل أقل ما يقال فيه أنّه مجهد لكنه جميل وممتع

إلى جانب تحقيق الحلم أن يكون لمدينة "السويداء" فرقتها الخاصة من الكورال التي تعبر عن جانب فني جميل بهذه المدينة، التي ترتفع فيها نسبة المهتمين بالفنون بأنواعها، لذلك حاولنا استقطاب كلّ من أحبّ المشروع وشجّع ورغب أو رغبت بالمشاركة ضمن الشروط التي تخدم مشروعنا، وبالفعل كان الإقبال جميلاً ومحفّزاً».

بسمان حرب وفينوس نعيم مع الفرقة

ويتابع عن البدايات: «من هذه المرحلة، وبجهد وعمل لأشهر كانت نتيجته الظهور على المسرح بحفلتين قدمنا بهما نتيجة تدريب وعمل لسيدات ورجال أعادتهم "إنسامبل" إلى مرابع الغناء والطرب، ورسالتنا الفنية بعد سنوات حرب ووجع تركت بصماتها في نفوسنا، لكننا لن نرضى أن تترك ندباً، وأردنا أن تترك لحناً وصوتاً وفناً راقياً يصل بين الأجيال، وهذا ما نفهمه من الفن، وهذا ما نريده من عمل أقل ما يقال فيه أنّه مجهد لكنه جميل وممتع».

ويضيف: «في تحضيراتنا كنا نلمس صعوبة وصولنا ووصول المشاركين لمكان التدريب، ولمسنا صعوبة تطبيق الفكرة كتجربة أولى، وكيف لربّة المنزل الخروج لتكون عضواً فاعلاً في مشروع فني، وكيف لرجل تجاوز الأربعين أن يفرد للفن وقته الخاص، كل ذلك عايشناه إلى جانب ظروف البلد، لكننا أكملنا تكاتفنا ويبدو أنّ الموسيقا كانت الدواء، فلماذا لا نعمم هذا الدواء جرعات لجمهور متذوق نعتز أنه تفاعل معنا وعبّر عن الإعجاب والمحبة وطلب المزيد، وهذا ما نسعى له بأمل وثقة كبيرة بخبرتنا وإيمان الفريق بحلمنا».

ناديا سيف وسيدات من أعضاء الفرقة

مدرّسة الموسيقا والعازفة "فينوس نعيم" أسست لحلمها وزوجها ليكون طقساً يجمع بين عشاق الفن والغناء وتقول: «أجمل ما في الموسيقا أنها لغة يمكن أن نتقنها بصمت، وكل ما أردنا تقديمه من خلال تشكيل فريقنا الذي لم نسميه "إنسامبل" بمعنى انسجام من فراغ، بل لأن كل من تقدم للمشاركة معنا بعد أن عرضنا الفكرة على محيطنا من أصدقاء وصديقات وبين شرائح المجتمع، شارك وتفاعل بانسجام وثقة.

فقد عايشت العازفات روح الفريق، حيث لم تشاركنا فقط مدرسات الموسيقا والمهتمات، بل انضمت لنا ربات منازل ومهتمات بالفكرة، واستمعنا لأصوات جميلة نعدّها أكبر رصيد للفريق الذي قدم إلى المسرح بمحبة وجرأة لكسر حالة من الجمود كبداية لمشروع كبير نرسم له خططاً كثيرة».

الفرقة مع ضيوفها من الشباب

وتضيف: «ما يفرحنا أن هذه الخطط أخذت تظهر على أرض الواقع وبات للفرقة نظامها وتشكيلها، ويعد اليوم قائدها العازف "بسمان حرب" النظام الداخلي وكلّ الشروط لتأخذ دورها الاجتماعي والفني والقانوني، وأتصور أننا بعد الظهور للجمهور لن نعود لمرحلة البداية لأننا نتلقى عروضاً للتقديم على مسارح جديدة، لكن ولأننا نعمل بهواية ومحبة خارج البحث عن الشهرة فإننا نتروى لتكون خطواتنا القادمة إلى موسيقا وغناء ينسجم أيضاً مع الطموح بعيداً عن التكرار بروح التجديد والأصالة، بروح ضمت أربعين رجلاً وامرأة وفرقة العازفين والمواهب التي نسعى لتدعيمها، فالبروفات مستمرة والتطوير قادم بتدريب السيدات على الصولفيج وخلق تناغم موسيقي غنائي لنقدم فقرات مفرحة بكل ما نتمناه من فرح لوطننا ومجتمعنا الذي هو همنا، وعملنا يبدأ من محاولة تقديم السعادة بشكلها الجميل».

"ناديا سيف" مدرسة انضمت للفرقة برغبة كبيرة لتقديم الفرح والطرب الأصيل، قالت: «"إنسامبل" هي عبارة عن مجموعة من الأشخاص متفاوتة الأعمار والمواهب، منها الهاوي ومنها الدارس للموسيقا، اجتمعنا لهدف الغناء وإحياء التراث والأغاني القديمة والمميزة، بالنسبة لي بشكل خاص أحببت أن أشارك بعمل جماعي هادف يمكن أن يسرق ساعة من الفرح، ويزرع في قلوب كل من يسمعنا أو يحضرنا قليلاً من السعادة والأمان، وهنا تحدينا الكثير من الظروف الصعبة التي مرت بها البلد من الكهرباء ووسائل نقل لنتمكن من الوصول للبروفات والالتزام بخط الفرقة، وتحقيق الظهور الناجح على المسرح.

أنا أعدّها تجربة ناجحة ومميزة، وجاءت بوقت مناسب في حياتي لأتمكن من تخصيص وقت لي بعيداً عن مسؤولياتي الخاصة تجاه عائلتي، فلهذه الفرقة وقع ومكان مميّز وراقٍ في نفسي، وللمحافظة بشكل عام، على أمل أن تكبر أكثر، وتوجد كمجموعة من الاشخاص المميزين بحبهم وإيمانهم وتعاونهم لنجاح الهدف المرسوم للمستقبل بفضل الفن والموسيقا».

ما يجدر ذكره أنّ عازف الكمان "بسمان حرب" من عازفي فرقة دار "الأوبرا"، دارس وباحث موسيقي، أسس مركزه الموسيقي الخاص، من مواليد "السويداء" عام 1972، وزوجته عازفة العود "فينوس نعيم" من مواليد "السويداء" 1979 مدرسة موسيقا في معهد الموسيقا في "السويداء".