شكّلت الفنانةُ التشكيليّة "جمانة سراي الدين" أسلوباً جديداً في الفنّ باستخدامها الزهور بديلاً عن الألوان أو النحت في تجسيد رؤيتها الفنية وحملت في دلالتها أبعاداً إنسانية واجتماعية.

حول الأسلوب الفني ودوافعه الإبداعية مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 10 تشرين الأول 2019 التقت الفنانة التشكيلية "جمانة صياح سراي الدين" التي بينت قائلة: «ولدت عام 1978 ومنذ طفولتي وأنا أحبّ الفن التشكيلي وخاصة الرسم، وكنت أرغب منذ دراستي للمرحلة الإلزامية والثانوية دراسة الفنون الجميلة ولكنني آثرت دراسة اختصاص آخر وتخرجت من كلية التربية باختصاص رياض أطفال سنة 2008، لم أحظَ بوظيفة ولكن علّمت بروضات خاصة لمدة خمس سنوات، عملي بالروضات أيقظ بي هوايتي مجدداً ولكن بشكل مختلف عما هو في المرحلة الابتدائية والاعدادية، وبدأ مشواري الفني بكسر الأسلوب الفني المتبع أما بالرسم أو بالنحت، وكان للأعمال الأعمال اليدوية بأنواعها (الكروشيه) شغل السنارة وصناعة الزهور بعجينة السيراميك، وصناعة الزهور بشرائط الساتان موقعها الكبير لدي، وأعجبني هذا النمط الفني الذي ظهر في "فرنسا" عام 1700 وكان في أول عهده يعدُّ حكراً على الملوك الفرنسيين الذين كانوا يستخدمونه في تزيين ملابسهم الملكية، ومن بعدها انتشر بين عامة الشعب، ثمّ في "أستراليا" و"الصين" وبدورها نشرته إلى العالم، وقد يتساءل بعض لماذا الزهور والساتان؟

عملت الفنانة "جمانة" على تفجير بركان الموهبة لديها رغم أنها ليست من ذوي الاختصاص العلمي بذلك، ولكنها استطاعت أن تبحث عن شيء مميز باستخدامها الزهور لتشكل لوحات ذات دلالة ورمزية، والرائي للوحاتها يشعر بالجهد الانتمائي لها وقدرتها على البحث بالتعبير والتجريد، والموهبة الفطرية تبرز من خلال منمنمات العمل ولديها أشياء خاصة بها وبأسلوبها، وهذا ما يمنح المتلقي في أعمالها فسحة للبحث والتنقيب عن تاريخ ونشأة العمل لارتباطه بروح العمل والحركة والرشاقة والفعل والبعد المكاني والإبداعي، ولهذا يمكن التأكيد على أنّ عالم الزهور فتح لها آفاقاً فنيةً واقعيةً جديدة

في الحقيقة عندما بدأت بصناعة الزهور بشرائط الساتان وجدت أنها قريبة للواقع وأصبحت أبحث عن الأزهار النادرة التي تحمل رمزاً ودلالة، أصممها على قماش مخمل بشكل فلسفي تعبيري وأضع لها الإطار لحمايتها وإعطائها شكلها النهائي ليكون جميلاً ويسر الرائي».

الفنان تيسير العباس

وعن المدارس الفنية أوضحت الفنانة "جمانة سراي الدين" بالقول: «قد يكون اقتحامي لذلك العالم مجازفة، لأنّ تناسق الألوان الطبيعية غير الألوان المفتعلة، وربما ما جعلني أرنو نحو الرؤية البصرية واستخدام الاتصال البصري في تكوين دلالة معينة حين ينظر إلى الزهور على أنها آلة موسيقية أو فلسفة لموضوع ما أو تعبير عن حالة مؤلمة لكنها تحمل طابع الهدوء والسكينة والجمال، ولهذا لم أتبع أي مدرسة فنية بل منذ الصغر أرى أمي تصنع شراشف الكروشيه والتطريز فأحببت أن أعمل مثلها وهي من شجعتني، ولكن كان لفن شرائط الساتان الحظوة الأكبر بالنسبة لي، الأمر الذي جعلني أبحث على الإنترنت لاكتشاف أفكار يتم تصميمها على أشكال ومنها مثلاً "وسام تفوق"، وحينما كنت أعمل بإحدى الروضات الخاصة وبالصدفة رأيت نموذجاً فأعجبني، بعدها بدأت البحث عن كيفية التطريز بشرائط أنواع مختلفة على قماش وغيره، وبدوري قمت بتطويره أكثر بفكرة معرفة أنواع الورد بالعالم وتجسيدها على لوحات من المخمل واختياري قماش المخمل لأنه يتحمل عوامل الطبيعة الرطوبة وما شابه ذلك، ووضعته داخل قالب من الخشب والزجاج ما أعطاها جمالية وحماية من التلوث، وأنا أشجع أن يدرّس هذا الفن كما التطريز بالخيطان واستبداله بشرائط الساتان للتطريز على الثياب. حاولت إخضاع الألوان المتميزة للزهور إلى لوحات تعكس جمالين متلازمين، الأول منهما تأثير اللون الطبيعي على المتلقي وانعكاسه على الروح، والثاني الدخول إلى عالم الزهور وجماله في تصوير لوائح المحبة والإخلاص للطبيعة، والتعبير عنه بمعاني ودلالات إنسانية وباقات تشكل حالة انفعالية لرؤية الزهور بتنوع لوني موزع على مساحة واسعة من فضاء اللوحة الواحدة».

وأشار الفنان "تيسير العباس" بالقول: «عملت الفنانة "جمانة" على تفجير بركان الموهبة لديها رغم أنها ليست من ذوي الاختصاص العلمي بذلك، ولكنها استطاعت أن تبحث عن شيء مميز باستخدامها الزهور لتشكل لوحات ذات دلالة ورمزية، والرائي للوحاتها يشعر بالجهد الانتمائي لها وقدرتها على البحث بالتعبير والتجريد، والموهبة الفطرية تبرز من خلال منمنمات العمل ولديها أشياء خاصة بها وبأسلوبها، وهذا ما يمنح المتلقي في أعمالها فسحة للبحث والتنقيب عن تاريخ ونشأة العمل لارتباطه بروح العمل والحركة والرشاقة والفعل والبعد المكاني والإبداعي، ولهذا يمكن التأكيد على أنّ عالم الزهور فتح لها آفاقاً فنيةً واقعيةً جديدة».

نموذج من أعمال الفنانة
الفنانة جمانة سراي الدين