عزف وغنّى مع عمالقة الفن في العالم العربي، كتب ولحّن العديد من القصائد الشعرية بألحان شرقية، وكان إبداعه نقلة نوعية في الموسيقا خارج وطنه؛ حتى عدّه الذين عاصروه من أكثر الأشخاص ثقافة وعلماً في الموسيقا والفن.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 21 آذار 2019، الفنان المخضرم "رياض سيف الدين"، الذي تحدث عن دخوله الوسط الفني، فقال: «ولدت في مدينة "صلخد" عام 1948، درست في مدارسها حتى المرحلة الثانوية، ثم انتقلت إلى "بيروت" لأدرس في كلية الآداب، وأتخرّج فيها مجازاً بالتاريخ، غير أن دراستي الموسيقية جاءت بعد أن تعلقت بها منذ الصغر، ومارستها في مدينتي "صلخد" عبر الحفلات والمناسبات الوطنية، ثم قمت بدراستها الأكاديمية على يد الكبار من الموسيقيين السوريين واللبنانيين في المعهد السوري للتمثيل والموسيقا؛ "الفارابي" حالياً، حيث تتلمذت على يد الفنان "أنور البابا"، وبعدها في المعهد الموسيقي الوطني اللبناني عند انتقالي إلى "لبنان" لدراسة التاريخ في جامعة "بيروت العربية"، وكان معلمي حينئذٍ الفنان الكبير "توفيق الباشا"، وكنت بصحبة الفنان "مارسيل خليفة" الذي تربطني معه صداقة متينة إلى يومنا هذا. بعدها عملت على التعاقد مع وزارة الإعلام السعودية عام 1971 كعازف كمان في فرقة الإذاعة والتلفزيون، واستمريت فيها نحو خمسة وثلاثين عاماً؛ تسلمت خلالها العديد من المناصب الفنية والأدبية، وأصبحت بعد مدةٍ وجيزة رئيس القسم الموسيقي في الإذاعة والتلفزيون، وقائداً للفرقة الموسيقية، ورئيس لجنة إجازة الأصوات والأغاني. وخلال هذه المدة قمت بتسجيل أكثر من مئة عمل فني بصوتي لمصلحة الإذاعة والتلفزيون، وقمت بالعزف والغناء مع أهم نجوم العالم العربي، أمثال: الراحل "طلال مداح"، و"محمد عبده"، و"سميرة توفيق"، و"وردة الجزائرية"، و"صباح فخري"، و"نجاة الصغيرة"، وغيرهم الكثيرون. وقمت بالتأليف والتلحين لعدد آخر من المطربين، أمثال: "محمود خان"، و"عابد البلادي"، و"حسن الإسكندراني"، وغيرهم».

يعدّ "رياض سيف الدين" فناناً شاملاً، فهو رجل الثقافة بوعيه، ومتنوع بتطلعاته الإبداعية. أما من الناحية الأدبية، فقد وصفه الأديب السعودي الراحل "محمد رجب" بأنه من رواد المونولوج في العالم العربي، ومن المساهمين في تطوير وتحديث الموسيقا السعودية، واستحق لقب فنان المثقفين، ولعل ما قدمه من مؤلفات موسيقية قد أغنى المكتبة العربية، وأثرى بأفكاره السلّم الموسيقي الشرقي بالعديد من الألحان، خاصة أنه امتلك ناصية الشعر، وحول ما كتبه إلى أنغام موسيقية بألحان شرقية، وعليه عمل على ربط المقام الشرقي بالشعر بمختلف أنواعه من النبطي إلى الفصيح. وأيضاً كتب الأنماط الخليجية التي تتلاءم مع حياته العملية؛ وأضاف إليها شيئاً من بيئته وثقافته

وعن علاقته بالتأليف، تابع قائلاً: «لقد كتبت في العديد من الصحف والوسائل الإعلامية مقالات صحفية في الموسيقا والفن، أمثال: صحف "عكاظ"، و"المدينة" و"البلاد"، ومجلة "عالم حواء"، كما قمت بتأليف كتاب بعنوان: "رحلة في تاريخ الموسيقا العربية"، الذي احتفظ بنسخةٍ منه في دار الأوبرا المصرية، ونسخة أخرى في مكتبة الكونغرس الأميركي؛ نظراً إلى أهميته في شرح وتفسير مراحل تطور الموسيقا العربية. كما قمت بتأليف كتاب لتعليم آلة الكمان بعنوان: "أبجديات الألحان على أوتار الكمان"، وهو مخصص لدراسة آلة الكمان بالدوزان الشرقي، وآخر بعنوان: "أسهل طريقة وأفضل تمارين لتعليم العود للهواة والمبتدئين". كما قمت بكتابة الشعر النبطي والعمودي والغنائي الخليجي، والعديد من القصائد في الأنواع والأنماط الشعرية التي ذكرت».

الباحث محمد طربيه

وبيّن الباحث والكاتب "محمد طربيه" رئيس جمعية العاديات في "السويداء" رأيه بما وصل إليه "سيف الدين" بالقول: «يعدّ "رياض سيف الدين" فناناً شاملاً، فهو رجل الثقافة بوعيه، ومتنوع بتطلعاته الإبداعية. أما من الناحية الأدبية، فقد وصفه الأديب السعودي الراحل "محمد رجب" بأنه من رواد المونولوج في العالم العربي، ومن المساهمين في تطوير وتحديث الموسيقا السعودية، واستحق لقب فنان المثقفين، ولعل ما قدمه من مؤلفات موسيقية قد أغنى المكتبة العربية، وأثرى بأفكاره السلّم الموسيقي الشرقي بالعديد من الألحان، خاصة أنه امتلك ناصية الشعر، وحول ما كتبه إلى أنغام موسيقية بألحان شرقية، وعليه عمل على ربط المقام الشرقي بالشعر بمختلف أنواعه من النبطي إلى الفصيح. وأيضاً كتب الأنماط الخليجية التي تتلاءم مع حياته العملية؛ وأضاف إليها شيئاً من بيئته وثقافته».

كتابه القيم عن الموسيقا
دائم الاطلاع والمتابعة