عمل الفنان "مازن فوزي الحيكم" على تأسيس فرقة "شهرزاد" الفنية التي تعنى بتجسيد حكايات التراث والتاريخ وتوثيقه عبر المسرح الاستعراضي الغنائي، باقتراح من والدته.

حول تأسيس الفرقة وعملها وأهدافها، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 2 كانون الأول 2018، التقت الفنان "مازن الحكيم" رئيس فرقة "شهرزاد"، فقال: «منذ ولادتي عام 1989 وأنا أحاول التعبير عن الطاقة الكامنة في داخلي، ومنذ صغري ومذ كنت بالصفوف الأولى أشارك في المسرحيات وأعشق المسرح الاستعراضي الراقص، والأهم حين كنت أستمع إلى حكايات الأهل وأحداث التاريخ لثوار الجبل ومعارك الشرف ضد الاستعمارين العثماني والفرنسي، وأعمال شخصيات دخلوا الذاكرة الشعبية بعنفوان الانتماء، لهذا أردت إيصال الموروث والتراث والحكايات بعيداً عن لغة السرد التاريخي، وحين كوّنت صورة عن المسرح الراقص الغنائي، دخلت فرقة "كناثا" لمدة عقد كامل وخلال السنوات العشر التي قضيتها في الفرقة أدركت مشكلات وصعوبات المسرح على أيدي أساتذة أمثال الأستاذ "ماهر حمامي" المميز في رؤيته وعلمه وكيفية إمكانية التميز في تقديم الدبكات الشعبية، استفدت منه كثيراً، لكن كنت أفكر في تكوين فرقة استعراضية فنية راقصة، ورغبت في استحضار الماضي بلغة الحاضر، وتقديم الأحداث والتراث ضمن البنية الحكائية وبطريقة غنائية راقصة من دون استخدام لغة السرد التاريخي، ولأن والدتي "إسعاف الحكيم" كانت المشجعة الأولى لي في حياتي منذ صغري، وفي جلسة تأملية طرحت الوالدة اسم "شهرزاد" للفرقة بغية إشباع رغبتي في ذلك، وبالفعل كان الحادي عشر من شهر شباط من عام 2016 يوم ولادة فرقة "شهرزاد"، التي بدأت بها مع مجموعة من الشباب والشابات الراغبين في العمل برغبة كبيرة في إظهار مواهبهم المميزة، حتى بات عددهم اليوم أكثر من أربعين عنصراً، وأفخر أننا نقدم شيئاً هو الجزء الأهم من أهداف تكوين الفرقة في إحياء الماضي التليد ووقائعه وشخصياته الوطنية والتاريخية بصورة استعراضية غنائية تجعلنا نستحضر تلك الأحداث والوقائع باللحظة التي نقدم بها العرض؛ وكأن المتلقي يقرأ كتاباً لترسيخ المعلومة التاريخية الصادقة بعد التأكد منها من قبل باحثين متخصصين بذلك».

ما يقدمه الفنان "مازن الحيكم" من أعمال استعراضية فنية راقصة وغنائية، هي إحياء حقيقي بطريقة "شهرزاد" الذي يؤكد تلك الحقب الزمنية من خلال الأزياء ولباس الفرقة بلباس "شهرزاد" مستخدماً البنية الحكائية التراثية على شكل استعراض راقص؛ إذ كثيراً ما تشاهد العيون تدمع أثناء عرضه، وكثيرون من جيل الشباب يصورون عبر هواتفهم المحمولة تلك العروض وينقلونها إلى من يحبون، لعل انتزاع إعجاب المتلقي بالأسلوب الذي يلمس به "مازن الحكيم" تراث وقيم الناس بفئاته العمرية المختلفة، يجعلنا أمام فرقة مميزة بنوعها وهدفها وأسلوب عرضها، خاصة أنه يتكئ على مصادر تاريخية علمية ومن مختصين، وذلك يكسبه مصداقية وقناعة، والأهم دغدغة الشعور الوطني والاجتماعي والإنساني، والفرقة المنسجمة تماماً في الأداء بلحظة الاستلام والتسليم الموسيقي والغنائي في حالة الاستعراض؛ وهو أمر يحتاج إلى دقة عالية، وفرقة "شهرزاد" تتميز بذلك بجدارة

وتابع الفنان "مازن الحكيم" بالقول: «لعل مرحلة الطفولة لديّ واشتراكي في فرقة "الرحا" القديمة، كسرت حاجز الخوف مع الجمهور، حتى أسست الفرقة لتكون فاتحة أعمالنا "أبواب الشام، وشراكة الخيل، وأهل الوفا، والسيف والصيف"، وقدمت مسرحية "رغيف السما" مع المخرج "رفعت الهادي"، وانطلقت في العديد من المهرجانات، وأهمها مهرجانا "سلطان باشا الأطرش" و"التراث"، والمميز بالفرقة أنها وليدة ظروف ومعاناة تعيشها البلاد، حيث صمّم أعضاء الفرقة على أمرين؛ الأول إثبات أن الشباب السوريين قادرون على رسم الابتسامة باستحضار الماضي بلغة الحاضر على الرغم من التكنولوجيا الحديثة والغزو المعلوماتي. والثاني تجسيد التراث المحلي التاريخي وفنونه، ولفت انتباه الفئات العمرية المختلفة باستخدام تقنيات الحضارة الحديثة والمعلومات في نقل ونشر هذا التراث وزيادة الارتباط به مستقبلاً، وعدم تأثير تلك الهجمة المعولمة بالهوية التراثية، وأسعى حالياً إلى توسيع رقعة فرقة "شهرزاد" ليدخل إلى مواهبها الشبابية مواهب الأطفال وأبحث عنهم، كما أحاول تسجيل أغاني تراثية هي جزء من تراثنا الرائع الغني بالإبداع الذي فقدته الذاكرة المحلية حالياً نتيجة تزاحم الألحان الإلكترونية، وبدوري أشعر بالمسؤولية الكبرى بعد كل عرض إن كان في المسرح، أو في المناسبات الاجتماعية والوطنية، وشعور الناس والتلقي يجعلني مع أعضاء الفرقة حقاً أمام مسؤولية الاستمرار والتطوير والتميز والمحافظة على هذه المنزلة التي حققت نتيجة التعب والجهد والمسؤولية».

المعلم أدهم البربور

وأوضح المعلم "أدهم البربور" عضو مجلس إدارة جمعية الأدب الشعبي وأصدقاء التراث، ومدير مدرسة "زياد العشوش" بـ"السويداء" بالقول: «ما يقدمه الفنان "مازن الحيكم" من أعمال استعراضية فنية راقصة وغنائية، هي إحياء حقيقي بطريقة "شهرزاد" الذي يؤكد تلك الحقب الزمنية من خلال الأزياء ولباس الفرقة بلباس "شهرزاد" مستخدماً البنية الحكائية التراثية على شكل استعراض راقص؛ إذ كثيراً ما تشاهد العيون تدمع أثناء عرضه، وكثيرون من جيل الشباب يصورون عبر هواتفهم المحمولة تلك العروض وينقلونها إلى من يحبون، لعل انتزاع إعجاب المتلقي بالأسلوب الذي يلمس به "مازن الحكيم" تراث وقيم الناس بفئاته العمرية المختلفة، يجعلنا أمام فرقة مميزة بنوعها وهدفها وأسلوب عرضها، خاصة أنه يتكئ على مصادر تاريخية علمية ومن مختصين، وذلك يكسبه مصداقية وقناعة، والأهم دغدغة الشعور الوطني والاجتماعي والإنساني، والفرقة المنسجمة تماماً في الأداء بلحظة الاستلام والتسليم الموسيقي والغنائي في حالة الاستعراض؛ وهو أمر يحتاج إلى دقة عالية، وفرقة "شهرزاد" تتميز بذلك بجدارة».

الفنان مازن الحكيم
الفرقة أثناء العرض