على مساحة جغرافية جيدة لمع اسم "بهاء حمزة"، الذي أعاد إلى الذاكرة "الأولد ميوزيك" والعصر الرومانسي، وعينه على التأليف الموسيقي الذي أصبح اليوم الجزء الأهم من اهتمامه.

وعلى وقع أنغام تعودها في أسرته، أسس لهواية تحولت مع الزمن إلى محور عمله دراسة وبحثاً، حيث جال في عالم الغناء الغربي الذي جذبه واستمتع بتقديم أغانيه، كنمط جديد اختلف عن هوايات الشباب وميولهم للطرب والموسيقا العربية، ومنها إلى التأليف الموسيقي الذي أجاده، ليكون مؤهلاً للتعريف به كما تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 17 نيسان 2018، وقال: «في عائلة من عائلات "السويداء" التي عشقت الأنغام، كبرت علاقتي مع الموسيقا والغناء، فوالدي الذي قطع مشواراً طويلاً مع العزف كعازف أورغ ومؤلف موسيقي، نقل لي الكثير من جماليات الموسيقا وأهمية حضورها في الحياة، لتكون ريشة رسمت بها مراحل الزمن كطفل، مختبراً أكثر من آلة موسيقية، أتعلم أصول عزفها ومزاياها، وانتقل إلى غيرها لأجمع خبرة قادتني إلى عالم موسيقي أكثر عمقاً، وأكون مؤدياً للغناء الغربي الذي ألهمني الكثير، حيث اخترت من مدخرات الزمن القديم "الأولد ميوزيك" ومجموعات "ديميس" وغيرها، لأقرأ موسيقاهم وأغني كلماتهم على مسارح مدينتي. وعلى هذه المسارح كانت خطوتي الأولى لهذا العالم الجميل، الذي ابتعدت به عن الموسيقا المعاصرة والحديث منها، لأحيا مع جمهوري في عصر أعدّه الأجمل، وكان الأبعد نوعاً ما عن شريحة الشباب والفئة المتذوقة على ساحة المحافظة لسنوات».

في هذه المرحلة وبناء على طلب من متذوقي هذا الفن قدمت أغاني "ديميس" وأغاني عصره الجميل، وكانت فسحة جميلة تعرفت فيها عن قرب إلى الجمهور بطريقة تختلف عن الحالة المسرحية، لأقدم نوعاً من الموسيقا الهادئة الرومانسية، وأجد جمهوراً متابعاً وراغباً في سماعي لعدة أمسيات

علاقته مع الجمهور من خلال تجربة الظهور في مقاهي مدينة "السويداء" كنمط هادئ وفريد، حدثنا عنها بالقول: «في هذه المرحلة وبناء على طلب من متذوقي هذا الفن قدمت أغاني "ديميس" وأغاني عصره الجميل، وكانت فسحة جميلة تعرفت فيها عن قرب إلى الجمهور بطريقة تختلف عن الحالة المسرحية، لأقدم نوعاً من الموسيقا الهادئة الرومانسية، وأجد جمهوراً متابعاً وراغباً في سماعي لعدة أمسيات».

الفنان بهاء حمزة

من منبع الروح ترتوي الألحان، فكرة يقتنع بها في حديثه عن احتراف التأليف الموسيقي، وقال: «المقطوعة الموسيقية كالنص الأدبي ترتوي من منبع الروح، تنضم وفق حاجة ذاتية ورغبة في التعبير، لكن هنا وسيلة التعبير العلامة الموسيقية بدلاً من بلاغة اللغة وجمالية الحرف، فيها ينطلق المؤلف إلى عالمه الأكثر سعة وتوازناً، وهو الباحث في لغة العالم عن خطاب جديد ورؤية لموسيقاه الذاتية بكل ما تعني الكلمة من معنى، ليبث فيها مشاعره من حب وفرح وحزن وأمل، مطلقاً لهذه الروح العنان لتحلق في فضاءات أكثر انعتاقاً من القيود ومن محددات الفكر، ويطبعها بنسختها الأولى.

ومن تجربتي في هذا المجال أعرف أن النسخة الأولى ستبقى رصيداً للمؤلف، لأنه في حال تقديمها، ولتكون مطلوبة كلحن للمطرب أو فرقة سيكون على المؤلف من جديد موازنتها وضبط معادلتها مع المؤدي، لتأتي على هيئة أكثر قرباً من الواقع ومن رؤى المؤدي، وأكثر انسجاماً مع الكلمة التي ستحملها لشريحة معينة من الجمهور، وعليه فإن التأليف الموسيقي يجني من حصيلة وتجربة الفنان أندر المحاصيل وأطيب ثماره، يجمعها لغاية إرضاء روحه أولاً والتجربة لمرات ومرات لينتج الأجمل والمقطوعة الأكثر تعبيراً عنه بذاتية كبيرة. وقد لمست ذلك أكثر عندما بدأت مع أخي "ضياء"، وهو عازف وموزع موسيقي يعمل حالياً في "لبنان"، عندما قدمت أعمالي لفنانين كبار، ومنهم الفنان "رامي عياش"، حيث باشرنا تسجيل أغنية جديدة، وعرضت أعمالي على مساحة أوسع، وهناك مؤشرات لأعمال قادمة أحرص أن تكون معبرة عن عشقي للموسيقا، وما طبعته من صفات كوّنت شخصيتي وأخذت بيدي إلى التأليف الموسيقي الذي يشغل اليوم من ساعات يومي الأجمل بتركيز وبحث أظن أن المنتج الموسيقي يستحقه بجدارة».

مع طلابه

تحدثت عن تجربتها في كتابة الأغاني مع "بهاء" الشابة "ولاء كرباج"، وهي كاتبة واعدة للقصة القصيرة، وقالت: «الحديث عن الموسيقي "بهاء" قد لا يفي حق موهبته النادرة، والعظيمة بتأليف الألحان وتوزيعها، وبرأيي إن قدرته لا تقل عن قدرات الموسيقي العالمي "ياني"، وأتوقع أنه سيجد الفرصة المناسبة ليقدم ألحانه كفنان سوري متميز، وخامة صوتية تشبعت بعشق الموسيقا الغربية. وتابعت حفلاته التي أدى فيها للفنان الراحل "ديمسس روسس"، وأتصور أنه ترك شيئاً من روحه في هذا الفنان.

وعن تعاوني معه في مجال كلمات الأغاني، فقد لمست مرونة وتفهماً للكلمة تدل على تمكّنه، وسيتم تسجيل أول عمل للقاء كلمتي مع وتره بعنوان: "ضياء الروح"، الذي كتبت كلماته تعبيراً عن مشاعر الشوق لأخيه الذي اغترب في "لبنان". وهناك مجموعة من الأغاني، منها: "حكايات الحب"، و"قصة دار"، نعمل على إنهائها، ولا أنكر أنني استفدت منه الكثير في موازنة الكلام، وبالنسبة لي هي تجربة ممتعة أتمنى أن تصل إلى الجمهور كما نشتهي».

ولاء كرباج

ما يجدر ذكره، أن "بهاء حمزة" من مواليد "الإمارات" عام 1990، مغنٍّ وملحن وعازف، ومدرّس للعزف على عدد من الآلات الموسيقية؛ (البيانو، والغيتار، والأورغ).