عرف عازفاً مبدعاً منذ الصغر، يمتلك أسلوباً متفرداً، في كسر الأنماط والتقاليد الفنية، وفاجأ الجميع بموهبة رسم الكاريكاتور باحترافية منذ مدة قريبة، ليثبت أن الفن والإبداع لا يقفان عند نمط أو سن معين.

"شادي فوزي العشعوش" المقيم حالياً في "الدوحة"، تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 3 شباط 2018، عن مرحلة الطفولة التي مثلت مفترقاً في حياته، ويقول: «بدأت تجربتي الموسيقية بعمر صغير بدعم من أسرتي التي تعشق الفن الراقي، فأمي صاحبة صوت جميل، وأبي يعزف ويرسم ببراعة. ثم كان لمنظمتي "طلائع البعث" و"شبيبة الثورة" دور مهم في تنمية موهبتي، فقد نلت الريادة على مستوى "سورية" أعوام 1986،1987،1990، وأوفدت ممثلاً لـ"سورية" في تجمع الطفولة العالمي في مدينة "ليون" الفرنسية عام 1986.

أفضل نمط الكاريكاتور الصامت من دون تعليق في صفحتي الرئيسة، وأرسم بالأبيض والأسود أو الملون، وكانت تجربتي الأولى ورقية مستخدماً الحبر الصيني، أما اليوم، فأستخدم الرسم الإلكتروني عبر الشاشة؛ وهذا ما يعطي آفاقاً أوسع في التشكيل البصري. أما صفحتي المحلية باسم "ديرتي توون"، فأخصصها لرسم الكاريكاتور المحلي من البيئة السورية، مستخدماً التعليقات باللهجة المحلية

وتابعت تحصيلي الفني والعلمي، فنلت عضوية نقابة الفنانين عام 1998، وتخرجت في كلية الهندسة الكيميائية بجامعة "البعث" عام 1999».

الفنان "شادي العشعوش"

لم يقف "العشعوش" عند حدود العزف، فقد أبحر في الثقافة والفكر؛ وهو ما انعكس على عمله المهني، وعنه قال: «ركزت على علم النفس وعلم نفس الموسيقا، والعلوم الحديثة للموسيقا كظاهرة فيزيائية وكيميائية في العلوم العصبية؛ وهذا ما قادني إلى التربية الخاصة الموسيقية والعلاج الموسيقي، وقد جاءتني دعوة بناء على مجمل الخبرات في العمل في مجال تطبيقات العلاج الموسيقي مع حالات متعددة، مثل الإعاقة والتوحد، إضافة إلى المناهج الموسيقية الخاصة بالمكفوفين بلغة "برايل" الموسيقية (نظام بريموس) من أحد المراكز المتخصصة، وبدأت مشواري المهني بحماسة كبيرة، وعملت على تطويره من خلال مجموعة واسعة من المطالعات والدراسات والدورات التدريبية، وحصلت على عضوية الجمعية البريطانية للعلاج الموسيقي عام 2006 أثناء وجودي في "بريطانيا"».

مهرجانات دولية شارك بها "شادي"، وحصل على جائزة مميزة، وعنها قال: «حصلت على جائزة شهادة التصنيف الثانية من "المجمع العربي للموسيقا" في مسابقة "منير بشير" الدولية الأولى، التي أقيمت في "عمان" عام 1999 التي نظمتها جامعة الدول العربية، ثم بدأت رحلتي كعازف منفرد "صوليست" في العديد من المحافل والمناسبات، أهمها مشاركتي في افتتاح مؤتمر "الموسيقا العربية" في "دمشق" مع "الأوركسترا السورية"، وحفلاتي في "بلغراد"، ومدن "صربيا" مع منظمة "JUCOKONCERT" الدولية للإنتاج الموسيقي عام 2003، ومهرجان "رافي بيير" الدولي في "لاهور"، ومهرجان "العود الدولي" السادس في "تطوان" عام 2004، و"المركز الثقافي السوري" في "باريس" عام 2005، والمجمع الثقافي في "أبوظبي" عام 2005، وغيرها من الفعاليات».

كاريكاتور

ألّف "العشعوش" أول "ميتود" عربي لآلة "الربابة" البدوية، بطريقة تلائم العزف (الفرقي)، وهو قيد الطباعة حالياً، وعنه أضاف: «"الميتود" هو طريقة عزف تتضمن شرح الجانب التقني الذي يرافق الأداء في العزف وقراءة النوتة الموسيقية لهذه الآلة، والبداية لهذا المشروع كانت عام 2005، حيث أقمت دورة مجانية في المركز الثقافي بـ"السويداء" لعدة أشهر لطريقة عزف جديدة على هذه الآلة، وتجربة الربابة (الفرقية)؛ أي العزف الجماعي، وتقدم من خلالها مجموعة من المتطوعين والمهتمين ما يقارب عشرين شاباً وفتاة، واشتريت مجموعة ربابات بتصميم موحد، وبدأنا تجربة جماعية للعزف على هذه الآلة من خلال النوتة الموسيقية، ووثقناها ببعض التسجيلات النادرة، لكن لم يكتب لها الاستمرار بسبب ظروف السفر».

ومؤخراً فاجأ أصدقائه عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، برسوم كاريكاتور معبرة ومبتكرة تحاكي الواقع؛ الفكرة ليست جديدة، لكنها احتاجت إلى وقت للنضج، عن هذا الجانب قال: «أنا أحب الرسم، وقد أسرني كتاب لرسام الكاريكاتور "ناجي العلي" الذي يحتوي معظم أعماله، وبدأت أتابع هذا الفن وأتوسع بدراسته وممارسته إلى أن كانت فرصتي الأولى في المرحلة الجامعية في نشر رسم كاريكاتور في الصفحة الرئيسة لصحيفة "العروبة" في "حمص"، ومن فرحي آنذاك اشتريت عشرات الأعداد منها لتوزيعها على الأهل والأصدقاء.

من رسومه المعبرة

انقطعت فترة، وعدت بعدها إلى الرسم عام 2015، وقد عملت على تطويره تقنياً، وبمعدل تدريب مرتفع، وبدأت النشر في وسائل التواصل الاجتماعي، وتلقيت الاهتمام والمتابعة، وقد جاءتني مجموعة عروض احترافية، فبدأت العمل مع شركة "Cartoon Movement" العالمية الشهيرة، والنشر في مجلة "Satiraopinion" الإسبانية، ومشاركتي الأخيرة كانت في معرض عالمي لرسوم الكاريكاتور في "طوكيو" ممثلاً لـ"سورية"».

وعن طبيعة رسومه، أضاف: «أفضل نمط الكاريكاتور الصامت من دون تعليق في صفحتي الرئيسة، وأرسم بالأبيض والأسود أو الملون، وكانت تجربتي الأولى ورقية مستخدماً الحبر الصيني، أما اليوم، فأستخدم الرسم الإلكتروني عبر الشاشة؛ وهذا ما يعطي آفاقاً أوسع في التشكيل البصري. أما صفحتي المحلية باسم "ديرتي توون"، فأخصصها لرسم الكاريكاتور المحلي من البيئة السورية، مستخدماً التعليقات باللهجة المحلية».

الفنان "سلمان البدعيش" رئيس "جمعية أصدقاء الموسيقا" في "السويداء"، تحدث عن "شادي" بالقول: «برزت موهبته الإبداعية كعازف عود في وقت مبكر، وحاز ريادة على مستوى القطر لأكثر من عام، ويعدّ الآن من بين أشهر ثلاثة أو أربعة عازفين على العود في العالم العربي، وهو صاحب مدرسة جديدة، وخاصة في العزف والتأليف لآلة العود، فقد ألّف وعزف على العود أنماطاً جديدة من موسيقا الجاز، له اهتمامات خاصة بالموسيقا التأملية، وموسيقا أغاني الأطفال، وجلسات الاستماع الخاصة. كما ترجم العديد من الأبحاث المهمة في مواضيع تطبيقات العلاج بالموسيقا لذوي الاحتياجات الخاصة، وأعدّ كتاباً في هذا الموضوع؛ وهو قيد الطبع حالياً».

بقي أن نذكر، أن الفنان "شادي العشعوش" من مواليد مدينة "السويداء" عام 1975، يعزف حالياً نمط الجاز مع "تجمع جسور الصحراء" لموسيقيين حول العالم برعاية وزارة الثقافة السويسرية، ويقوم بتوزيع أنماط الموسيقا التصويرية والموسيقا الدعائية في استديو خاص في منزله، وهو متزوج من الفنانة التشكيلية "حسيبة الخطيب البعيني"، ولديه ولدان.