استطاع العازف "مهند نصر" تطوير آلتي "المجوز" و"اليرغول" التراثيتين بطريقة إبداعية، وبأنغام تنسجم مع السلّم الموسيقي بعلاماته السبع، ونقل هاتين الآلتين الشعبيتين إلى مصاف باقي الآلات الموسيقية.

مدونة وطن "eSyria"، وبتاريخ 10 آذار 2017، التقت "مهند"، الذي قال عن تطوير آلة "المجوز": «عشقت هذه الآلة لأنها من الآلات التي تربطنا بالأرض، فقد كان والدي وجدي يعزفان عليها، ومنذ صغري كنتُ شغوفاً بها، ولهذا عملت على تطويرها من خلال السلم الموسيقي، وأول ما عملت عليه هو التوافق الهارموني من خلال تلازمها مع آلة "الأورغ"، وكانت أول تجربة بما يتوافق مع علامات السلّم الموسيقي العربي، فقمت بتصنيع مجموعة "مجاوز" تتألف من سبع قطع، يختص كل واحد منها بعلامة من علامات السلم الموسيقي، مثلاً من علامة الدو إلى علامة الدو؛ أي سبع علامات بسبع آلات، كذلك آلة الـ"يرغول" التي صنعت منها سبع قطع أيضاً على غرار ما فعلته بـ"المجوز"».

آلتا "المجوز" و"اليرغول" قريبتان من القلوب، واستخدمتا في معزوفات كثيرة، وهناك أغانٍ تم استخدام آلة "المجوز" فيها وكانت رئيسة بين الآلات، مثل أغنية "أنا هويتك" للمطرب الراحل "فهد بلان"، وأغنية "يا بو رديّن يا بو ردانا" للمطرب "ذياب مشهور"، التي ترافقت مع الإيقاع البسيط المنسجم، إضافة إلى الأنغام التراثية التاريخية، مثل: معزوفة "البيارق" التي كانت تعزف أمام الجيوش لبث روح الحماسة والانتصار

يضيف "مهند": «آلتا "المجوز" و"اليرغول" قريبتان من القلوب، واستخدمتا في معزوفات كثيرة، وهناك أغانٍ تم استخدام آلة "المجوز" فيها وكانت رئيسة بين الآلات، مثل أغنية "أنا هويتك" للمطرب الراحل "فهد بلان"، وأغنية "يا بو رديّن يا بو ردانا" للمطرب "ذياب مشهور"، التي ترافقت مع الإيقاع البسيط المنسجم، إضافة إلى الأنغام التراثية التاريخية، مثل: معزوفة "البيارق" التي كانت تعزف أمام الجيوش لبث روح الحماسة والانتصار».

عازف "المجوز" معضاد أبو خير

وحول مكونات آلتي "المجوز" و"اليرغول" وأنواع المعزوفات تابع "مهند": «يتكون "المجوز" من ثلاث قطع، وهي: "اللعابة" المكونة من قطعتين، وتحمل 6 ثقوب؛ أي 12 ثقباً للقطعتين. و"العزبيات" أيضاً مكونة من قطعتين، وهي تفيد في عملية الدوزنة. ثم "الصلاليب" المغطسة بالشمع العسلي للدوزنة والوزن والثقل، والصوت الناعم والخشن، ولجعل صوت "الصلاليب" واحداً. أما "اليرغول"، فهي مؤلفة من أربع قطع، واللاعبتين فيهما طرف مغلق يعطي صوت "القرار"، ولها ست فتحات، و"الدواية والصلاليب" أيضاً مثل "المجوز".

عزفت على "المجوز" مقامات عدة، منها: "الصبا"، و"الراست"، و"البيات"، و"السيكاه"، و"الكرد". وآلة "اليرغول" يمكن أن تعطي نصف العلامة الموسيقية، والربع أيضاً؛ لأن الآلات الشرقية تحمل تلك الأبعاد الموسيقية، وحاولت عزف ألحان ذاتية لي، مثل "الدلعونا" التي كانت قديماً على نمط واحد، أما أنا فقدمتها بألحان جديدة على "المجوز" و"اليرغول"، وعملت أيضاً على تأليف بعض المعزوفات بمقدمة وخاتمة موسيقية، واستفدت من التراث الشعبي، حيث لكل نوع من أنواع الدبكة معزوفة خاصة، مثل: "الكرجة"، و"العرجة"، و"الأصلية"، و"اللوحة"، و"قرقطة"، وغيرها من أنواع المعزوفات، ولكل منها تفصيل خاص، والدخول فيها يعني الغوص في بحر الفن والموسيقا، والإيقاع والإبداع المتناغم مع حركات الدبكة، وأصبحت هذه المعزوفات جزءاً من العادات والتقاليد الاجتماعية، مثل معزوفة "البيارق" التي لا تعزف إلا أمام "البيارق" في حالة الحرب، ولها مكونات أربعة، على سبيل المثال: النفير، والهجوم، والمعركة، والنصر، ولكل منها نغمة خاصة بها».

مهند نصر مع آلة "المجوز"

عازف المجوز "معضاد أبو خير"، الذي قال عن "مهند" وعن تطوير آلة "المجوز": «"مهند" عازف مجوز مبدع، وأحد الذين يعملون على تطوير هذه الآلة، فهو يعمل على تجسيد الأنغام التراثية، مثل معزوفات الدبكات "الجردة"، و"اللوحة"، و"الأصلية"، وغيرها الكثير. إضافة إلى أنه أعدّ مجموعة من "المجاوز" بأنغام موسيقية مختلفة، منها على الطبقة المنخفضة، ومنها على العالية، وبات معروفاً بين الأوساط الفنية والاجتماعية، خاصة أنه استطاع تقديم "المجوز" مع آلة "الأورغ" بالتوافق الهارموني للأنغام، ولعله الرائد في ذلك بين عازفي الآلات التراثية كـ"المجوز" و"اليرغول"، حيث جعلهما ترقيان إلى مصاف الآلات ضمن الفرق الموسيقية الرفيعة، وقدم عبرهما ألحاناً تراثية ذات إيقاع سريع وبطيء في آن واحد، ويمكن القول إن "مهند" نقل "المجوز" و"اليرغول" من آلات شعبية ومحلية فقط، إلى آلات إبداعية بإمكانها مشاركة أرقى الآلات الموسيقية».

يذكر أنّ العازف "مهند نصر" من مواليد "نجران" عام 1980.

"طقم يرغول" بعلامات موسيقية