حملت أعمالها الفنية عبق الأصالة والتراث، وكانت حياتها ملأى بتنقلات مستمرة رأت فيها محطات أمل جديدة لإبداع جديد، واستطاعت على الرغم من مسؤوليتها كأم لثلاثة أطفال أن تعمل وتنفرد بعملها وإبداعها.

الفنانة "سناء شنان" من مواليد عام 1979 في "الكويت" لعائلة سورية، تخرجت في معهد إعداد المدرّسين في "السويداء"، ومقيمة حالياً في "السعودية"، تحدثت لمدونة وطن "eSyria" التي حاورتها عبر شبكة الإنترنت بتاريخ 8 آذار 2016، عن أبرز محطات حياتها، فكانت بداية الحديث عن غربتها: «لم تكن غربتي إلا زاداً اشتاق قوت يومي فيه إلى تلك الأعمال الزاخرة بغنى ما يحمله تراثنا الأصيل، عشت غربتي متنقلة من محافظة إلى أخرى في السعودية، وذلك لأن عمل زوجي يتطلب هذه التنقلات، لم أتقن الابتعاد فذهبت إلى المكتبة واتفقت معهم على صناعة ما تحتاج إليه المدارس من وسائل إيضاحية، وبالفعل أصبحت معروفة بمحافظة "الدوادمي" حيث كنت أقيم، حيث تسلمت جميع مدارسها وكلياتها وروضاتها، وحصلت على تكليف من قبل وزارة التربية والتعليم وقسم التوجيه بالإشراف على المعارض المقامة بهذه المحافظة».

أيضاً هي محطات التنقل وزيادة أعباء البيت ومسؤولية الأطفال، بدأت أبحث عن العمل الأسهل، بدأت مراسلة شركات تصميم الجواهر الكبرى في المملكة للعمل، وبدأت العمل في منزلي من دون التزام بدوام معين، عملت مدة جيدة، لكن بعد أن كبرت عائلتي وازدادت مسؤولياتي توقفت عن العمل، لكن شغفي بالفن لم يتوقف أبداً

وأضافت: «لم أتابع عملي في محافظة "الدوادمي" حيث مكثت عامين، إذ اضطررت للانتقال إلى "الرياض" مع زوجي المهندس "حسام غانم" بعد انتهاء مشروعه، حيث كانت "الرياض" محطة جديدة بدأت فيها من الصفر، بخلق قاعدة ذات أسس وروابط تجمعني بمدارس العاصمة التي تزحم بالكوادر على اختلاف الجنسيات، ومع ذلك أثبتت مهارتي وأتقنت جميع أعمالي، ودرست بالمعهد البريطاني السعودي لهندسة الديكور الداخلي.

الفنانة "سناء شنان"

كان الطلب المتزايد والمستمر على أعمالي خير دليل على نجاحي، إلى أن التقيت سيدة طلبت مني تصميم "فيلتها" بإنشاء أرضية رخامية على هيئة سجاد، وتصميم كامل جدار المسكن مع السقوف، مع الأخذ بعين الاعتبار تفرد أصحاب العمل بالمسكن والتصميم».

وتابعت: «أيضاً هي محطات التنقل وزيادة أعباء البيت ومسؤولية الأطفال، بدأت أبحث عن العمل الأسهل، بدأت مراسلة شركات تصميم الجواهر الكبرى في المملكة للعمل، وبدأت العمل في منزلي من دون التزام بدوام معين، عملت مدة جيدة، لكن بعد أن كبرت عائلتي وازدادت مسؤولياتي توقفت عن العمل، لكن شغفي بالفن لم يتوقف أبداً».

من أعمالها؛ يحمل طابع التراث في الجبل

الفنانة "سناء شنان" عملت في التدريس لمادة الرسم قبل زواجها وسفرها، وهذا ما دفعنا إلى سؤالها عن بدايات الاهتمام بالرسم، حيث تحدثت قائلة: «عشت طفولتي في الكويت، وظهر اهتمامي بالرسم بعمر صغير جداً، كنت بعمر أربع سنوات عندما عوقبت على رسمي للوحة ظناً من المدرّسة أنني أكذب، كانت اللوحة بسيطة عبارة عن وردة بكوب ماء، لكنني ركزت على انكسار الضوء الذي صنعه زند الوردة في الماء، وهذا ما لم تصدقه المدرّسة، هي ذكريات أقف أمامها الآن مبتسمة».

زيارات الفنانة "سناء" دائمة ومستمرة إلى أرض الوطن، وهي تعمل على التحضير لمعرض فردي، وعنه أضافت: «دائماً الحنين يلعب دوره في حياتنا، فأنا لدي شغف بالتراث والأصالة، وأعمالي معظمها تحاكي التراث والقدم، قبل زواجي بعت عدداً كبيراً من الأعمال في "بيروت"، وعملت في النحت إضافة إلى الرسم، وأعمالي النحتية والفنية بين الواقعي والتعبيري والسريالي الذي طغى على كافة الأعمال التراثية، في لوحاتي أرغب بأن يكون لكل عمل قصة تلامس أعماقنا وتترك أثراً وانطباعاً جميلاً لدى المتلقي، وحالياً بصدد التحضير لمعرض فردي، إضافة إلى مشروعي الخاص الذي أعمل على التحضير لإنجازه وهو عبارة عن غاليري فني شامل، وصالة تدريب لتحضير الطلاب للمسابقات الفنية».

عمل آخر

الفنان "منير العيد" تحدث عن أعمال الفنانة "سناء" بالقول: «أغلب أعمال الفنانة "سناء" بأسلوب الواقعية المدروسة بطريقة فيها تميز وإمكانية عالية، وتقنيات الفحم واللون المختلفة وخاصة رسم الطبيعة والحصان و"غاندي" بأسلوب شائق، وتألقت بلوحتها الفتاة والفتى على الأرجوحة المنسوخة عن لوحة عالمية برزت فيها إمكانياتها العالية بالنسخ المطابق للواقع بدقة، وعالجت الألوان بأسلوب مميز ومزجتها باحترافية لخدمة العمل، وقد تألقت بلوحتها (حاملة الجرة) بكل النواحي الفنية، وأنا مع استمرارها بالعطاء الدائم لأن لديها إمكانيات عالية».

بقي أن نذكر، أن الفنانة "سناء شنان" لديها اهتمامات بالطب الصيني "السياتشو"، وقد درست هذا المجال أيضاً، وهو علاج بواسطة الضغط بالإصبع؛ حيث يقوي نقاط القوة بالجسد، ويعالج أماكن الضعف والوهن.