تحمل الألوان عند الفنانة التشكيلية "ريم هنيدي" دلالات ورؤية متجسدة مع المضمر الذي يكتنفه المعنى لدى أعمالها الواقعية؛ خاصة أن لديها عشقاً للفن بشكل يتماهى لديها الشكل والمضمون، والمعنى والشعور في تكوين اللوحة.

حول تجربة الفنانة "ريم هنيدي" مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 21 تشرين الأول 2014، التقت الباحثة والكاتبة "فوز أبو ترابي" المتخصصة في علم الألوان، فبيّنت قائلة: «تعمل الفنانة "ريم هنيدي" على جعل اللون يتجسد في تركيز محكم، حيث يتطابق الشدو والشجن في بوتقة واحدة وهي الدلالة، أي إن الفنانة تشتغل على إظهار جمال واقعي لأنها تنتسب إلى المدرسة الواقعية بوجه واضح وجلي، وهي تتعامل مع اللون على أنه عامل جمالي وليس عاملاً توصيفياً تعبيرياً فحسب، ربما كان ذلك رؤية جميلة في اللوحة، ولكنها تحمل في داخلها شيئاً من الصمت الهادئ لا تبوح به إلا عبر الريشة الضامرة فيما تضمر للأحداث والمعاناة والفرح والسعادة، والفنانة "ريم هنيدي" تبشر بمستقبل وافر العطاء فيما لو تمكنت من حصر الزمن في دائرة الحركة والديمومة المستمرة في عجلة العطاء، لوحاتها واقعية ذات دلالة متألقة، وألوانها منسجمة مع ما تريد وتتخيل».

تعمل الفنانة "ريم هنيدي" على جعل اللون يتجسد في تركيز محكم، حيث يتطابق الشدو والشجن في بوتقة واحدة وهي الدلالة، أي إن الفنانة تشتغل على إظهار جمال واقعي لأنها تنتسب إلى المدرسة الواقعية بوجه واضح وجلي، وهي تتعامل مع اللون على أنه عامل جمالي وليس عاملاً توصيفياً تعبيرياً فحسب، ربما كان ذلك رؤية جميلة في اللوحة، ولكنها تحمل في داخلها شيئاً من الصمت الهادئ لا تبوح به إلا عبر الريشة الضامرة فيما تضمر للأحداث والمعاناة والفرح والسعادة، والفنانة "ريم هنيدي" تبشر بمستقبل وافر العطاء فيما لو تمكنت من حصر الزمن في دائرة الحركة والديمومة المستمرة في عجلة العطاء، لوحاتها واقعية ذات دلالة متألقة، وألوانها منسجمة مع ما تريد وتتخيل

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنانة التشكيلية "ريم هنيدي"، وكان الحوار التالي:

الباحثة والكاتبة فوز أبو ترابة

  • كيف تنظرين إلى اللوحة الزيتية بأبعادها المتعددة هذه الأيام؟
  • ** هناك عدة طرائق للإبداع، وكل فنان يختار الطريقة التي تناسبه لكي يقدم أجمل الأعمال الفنية، ومنها اللوحة الزيتية؛ فالألوان الزيتية تعطي اللوحة حس النعومة؛ فهي تنبض بالحياة، وقد استخدم هذا النوع من الألوان من أقدم العصور وما زال حتى يومنا هذا؛ لسهولة الرسم فيه ومرونته، فاللون يجف على القماش ببطء ويمكن الإعادة والتصحيح كما نرغب، ويمكن وضع أكثر من طبقة من الألوان دون أن يحصل تشقق، ويمكننا أخذ اللون من الأنبوب مباشرة واستخدام السكين للحصول على ملمس خشن؛ فاللوحة الزيتية بالنسبة لي هي تعبير حسي وجمالي عما في داخلنا.

    إحدى لوحاتها

  • تكوين اللوحة لدى الفنانة "ريم هنيدي" من أين يبدأ؟
  • ** تكوين اللوحة يبدأ أولاً من داخلي فشعوري وأحاسيسي تتحكم بما سيحدث على هذه القطعة من القماش؛ فكل جزء من اللوحة تعبير عما يجول في داخلي وما أحمل من أفكار، كما أننا لا نستطيع تجاهل ما يحدث حولنا ومدى تأثيره في العمل الفني.

    الفنانة التشكيلية ريم هنيدي

  • هل يتماهى اللون مع التخيل عند الفنانة "ريم هنيدي"؟
  • ** استخدامي للألوان الزيتية يساعدني على تجسيد ما في مخيلتي من أفكار وبألواني المفضلة؛ فيمكن خلق لون من دمج عدة ألوان، ولا أجد صعوبة في ذلك؛ فالتعامل مع الألوان الزيتية سهل.

  • كيف تختارين اللون؟ وهل لديك علاقة مع بعض الألوان؟
  • ** أختار اللون بما يناسب موضوع اللوحة على الرغم من خصوصية كل لون، لكن الترابط والانسجام بين الألوان يعطي معنى للوحة وقيمة عالية؛ فعمق اللوحة وأبعادها يتطلب تلاعباً باللون وتدرجاً لونياً؛ فعلاقتي حميمة مع جميع الألوان، ولا أستثني لوناً بل أفضل لوناً أكثر من آخر بما يخدم عملي.

  • ما هي الألوان التي تشعرين بأنها الأقرب إليكِ، ولماذا؟
  • ** أشعر بأنني أقترب من الألوان النارية لأنها تشعرني بدفء اللوحة وقوتها؛ فهي تخلق الإضاءة في اللوحة، ولها خاصية القوة اللونية، فاللون الأحمر دافئ يستحق أن يأخذ مكاناً في لوحتي، والبنفسجي له قوة تلوين عالية والأصفر إنارته واضحة، ولا ننسى الأبيض الذي يعطينا درجات فاتحة لو تم مزجه مع باقي الألوان، كما أنني لا أستخدم اللون مباشرة، بل أقوم بمزج عدة ألوان للحصول على اللون الذي أريد.

  • هل شاركت في إقامة معارض؟ وهل تعتبرين أن المعرض بالنسبة للفنان عامل مهم للنشر؟
  • ** شاركت في عدة معارض مع زملائي في المركز الثقافي بـ"السويداء"، وطموحي أن أقيم معرضاً خاصاً لي، أعتقد أن المعرض عامل مهم وضروري لنشر ثقافة الرسم بين الناس والأخذ بآرائهم وأفكارهم، كما يمكننا من إيصال ما نريد للتعبير عنه من خلال اللوحة ومشاهدتها، وهو يخلق نوعاً من التواصل مع أعمال باقي الفنانين، ومعرفة أفكار جديدة إضافية تكون رؤية جديدة عند الفنان في مشروعه الفني.

  • ما قيمة اللوحة الفنية عند الفنانة "ريم هنيدي"؟
  • ** للوحة الفنية تقدير وقيمة عالية بالنسبة لي؛ فهي عالمي الذي أعيش فيه بحرية وأعبر فيه عما يجول في خاطري، فهي غذاء الروح عن طريق البصر، ولا بد للناظر أن يعيش ولو للحظات مع اللوحة وما تعنيه فتؤثر فيه وتصل رسالتنا بطريقة فنية ومبدعة.