أنجزت التأهيل الأكاديمي في مجال التدريس، وتحولت إلى مشروعها الفني، لتعود طالبة في كلية الفنون الجميلة، ويبقى الفن حارس أحلامها ومتنفساً لأفكارها؛ إنها الفنانة "أمل أبو فياض".

سنوات قضتها في مركز الفنون التشكيلية كهاوية، تؤكد تأصل الفن في حياتها ودوره الواضح في حياتها، كما أظهرت من خلال حوار أجرته مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 12 تشرين الأول 2014:

كانت طالبتي بمركز الفنون التشكيلية في "السويداء" متميزة بعلاقتها مع الفن وواعية لكل التفاصيل التي تخدم تطور نشاطها، تستجيب للملاحظات، وعرضت أداء متميزاً خلال مرحلة دراسة المعهد، وهذا ما هيأها للدراسة الأكاديمية التي حلمت بها مجازة وموظفة، وسارت مع طموح الاستمرار بهذا المشوار لتتابع الجامعة، ومن خلال متابعتي لمشاريعها يظهر أسلوبها التعبيري الذي ينطلق من الحالة الإنسانية بصدق تتعمده لتقديم فكرة واسعة خارج حدود الواقعية، وكانت لها مشاركة متميزة في ملتقى التصوير الزيتي الذي أقيم مؤخراً في "السويداء" ليضاف إلى عدد كبير من المشاركات التي أظهرت حضور هذه الفنانة الشابة التي تتعامل بفكرة الحداثة، وعملت بتكوينات متينة مترابطة دلت على خبرتها

  • دراسة وتفوق لكن الفن كان خيالاً لشخصيتك، كيف ذلك؟
  • من أعمال الفنانة أمل أبو فياض

    ** تجربة بسيطة من خلال المدرسة أخذت أعطيها اهتماماً كبيراً دفعني للالتحاق بمركز الفنون التشكيلية في "السويداء"، وكانت مرحلة غنية استفدت منها كثيراً، شعرت بأنها تطورت بشكل مستمر ليكون الفن وسيلة واضحة المعالم للتعبير عن شخصيتي، هنا فضاءات التعبير والحوار، سماوات اللون والخطوط أخذتني إلى عالم أجمل، وكنت مع كل تجربة أشعر بأهمية الفن، وما يمكن لهذه الموهبة أن تقدم لي كشابة، وكيف ساعدتني على إنجاز المرحلة الجامعية في اختصاص معلم صف، ومن بعدها أعود إلى الدراسة الثانوية وأنجز حلمي وأسجل في كلية الفنون الجميلة، لتكون خطوتي القادمة الالتصاق بتجربتي الفنية أكثر وأتمرس بشكل أكاديمي، وهذه مرحلة لها وزن كبير لدي لكونها تساعدني على التوجه أكثر للتخصص والانتقال من هاوية إلى متخصصة، وهذا يعني الكثير بالنسبة لي.

  • خلال دراستك في معهد الفنون التشكيلية تخصصت بالغرافيك، لماذا توجهت إلى الإعلان كتخصص في الكلية؟
  • من أعمالها أيضاً

    ** بين الغرافيك والإعلان فارق من حيث الفكرة وطريقة العرض ليكون لكل منهما تقنيته الخاصة ومقومات هذه التقنية، مع أن الاختصاصين يقدمان فرصاً مذهلة للتعبير والتجدد والخروج من الأطر الجامدة لتقديم نسخ متعددة لتصورات حقيقية أو خيالية، وبما أنني ومن خلال المركز أتقنت الغرافيك، فقد وجدت أن أمامي فرصة لتعلم تقنيات الإعلان، وهذا ما يمكن أن يضيف إلى معرفتي الكثير، خاصة وجود مجموعة متميزة من المتخصصين أصحاب تجارب عميقة ومتميزة، والأهم بالنسبة لي في هذه المرحلة تكرار التجربة من خلال عدة مشاريع، والتعامل مع الإعلان كفكرة فنية لم أجد فيها صعوبة؛ لكوني قريبة جداً من العمل الفني ومارسته قبل الانضمام إلى الكلية كطالبة.

  • مشاركة مميزة من خلال ملتقى التصوير الزيتي، حدثينا عن دافعك الخاص للمشاركة؟
  • الفنان نضال خويص

    ** كانت تجربة مميزة خاصة أنني أعشق العمل بالملتقيات الفنية؛ لكون الشريحة المتفاعلة أكبر وهناك فرص لتجديد الخبرة والاطلاع على تجارب فنانين كبار، وكنت الطالبة المشاركة بين عدد من الأساتذة، وهذا بحد ذاته تجربة تستحق التوقف عندها، ليكون أمامي فرصة التفكير بحالة العمل ضمن الفريق، مع أن فكرة الملتقى تقتضي تقديم أعمال فنية خاصة لكنها حالة تفيض بالسعة والتواصل مع محيط غني، وقد عملت في البداية على منطق الغرافيك ووفق تجارب سابقة حاولت تطويرها، ليكون لكل منا مشاركته التي تتحدث عن حالة فنية منفردة، لكنها ضمن وهج المجموعة والتشاور والحوار الفني الحقيقي الذي قدم للعمل متعة بنكهة جميلة تشجعني على مشاركات قادمة.

  • التكوينات الإنسانية عنوان عريض تلتقي عليه مجموعة أعمالك، لماذا اخترت هذا الأسلوب؟
  • ** لا أقر فكرة الاختيار بقدر ما هي حالة تقودني إليها رغبتي بالتعبير والتعامل مع الأسلوب التعبيري وفق تكوينات إنسانية، بطريقة تتجه للتجريد وتحتاج إلى تجربة طويلة للوصول إلى نتائج وخطوات تذكر هنا كتبسيط المساحات، وعدم الاعتماد على الفن الواقعي، وإخفاء بعض التفاصيل لمصلحة الفكرة، هذا الأسلوب خدم أعمالي لكنني أتوقع أنه سيكون مرحلة انطلق منها لفضاء جديد، وقد يكون لمدارس أخرى حضور لكني غير مستعدة بالوقت الحالي للانتقال، وسأترك للتجربة المحطة القادمة.

  • تعتبرين الفن حارس أحلامك، هل لأنه خيارك البعيد عن الاحتراف؟
  • ** مع الفن خلقت للروح فضاءات جديدة للتعبير والحديث، وقول ما قد تعجز عنه الكلمات والتعابير اللغوية، ليكون لي مع اللون والخطوط مساحات أرسمها وفق سعة الخيال؛ لتكون متنفسي في الحياة لعمل اخترته بعيداً عن دراستي الأولى والتخصص كمعلمة صف، فهي هوايتي التي حرصت على أن تكون الجزء الثري والغني من مستقبلي، لذا سيكون الفن هو الأمين على أحلامي والقادر على نقلها وتقديمها بصور مختلفة، وفي ذات الوقت أمين عليها وحارس لها، لتمدني بالطاقة لحياة أفضل وعمل خلاق أتمناه وأعمل لأجله.

    تميل لاكتساب الخبرة بعمل مثابر ومستمر وفق فكرة تناولها الفنان "نضال خويص" الذي درّسها وعرف مشروعها الفني الجميل، كما قال: «كانت طالبتي بمركز الفنون التشكيلية في "السويداء" متميزة بعلاقتها مع الفن وواعية لكل التفاصيل التي تخدم تطور نشاطها، تستجيب للملاحظات، وعرضت أداء متميزاً خلال مرحلة دراسة المعهد، وهذا ما هيأها للدراسة الأكاديمية التي حلمت بها مجازة وموظفة، وسارت مع طموح الاستمرار بهذا المشوار لتتابع الجامعة، ومن خلال متابعتي لمشاريعها يظهر أسلوبها التعبيري الذي ينطلق من الحالة الإنسانية بصدق تتعمده لتقديم فكرة واسعة خارج حدود الواقعية، وكانت لها مشاركة متميزة في ملتقى التصوير الزيتي الذي أقيم مؤخراً في "السويداء" ليضاف إلى عدد كبير من المشاركات التي أظهرت حضور هذه الفنانة الشابة التي تتعامل بفكرة الحداثة، وعملت بتكوينات متينة مترابطة دلت على خبرتها».

    الجدير بالذكر أن الفنانة "أمل أبو فياض" من مواليد 1990 "السويداء"، درست كلية التربية معلم صف، وتنتسب إلى كلية الفنون الجميلة، لها مشاركات فردية وجماعية، آخرها معرض أبناء الجولان، ومعارض مشتركة، تميزت بالغرافيك ولها مشاركات بالزيتي؛ أهمها ملتقى التصوير الزيتي في "السويداء".