دخل عالم الفن إثر حادثة طريفة، وهو بالأساس فنان متعدد المواهب، حاول بعد الحادثة تطوير أدواته فاستقى علومه الفنية على يد أساتذة كبار في العاصمة "دمشق"، وردد الأغاني في الفرق الكبيرة حتى انفرد بلونه الخاص.

مدونة وطن "eSyria" التقت المطرب الشاب "وسام حاطوم" يوم الأحد 29 حزيران 2014، في منزله بقرية "أم الزيتون" حيث تحدث في البداية عن الحادثة التي غيرت مجرى حياته: «كان جميع من عرفوني منذ الطفولة حتى ذلك الوقت من منتصف التسعينيات على يقين أن موهبتي التي حباني بها الخالق قد اندثرت مع الوقت بسبب الأعمال المجهدة التي أعمل بها في الحياة، وكذلك الحظ العاثر الذي لم يضع أحداً في طريقي ينتشلني إلى النور.

"وسام حاطوم" يحضر إلى الملعب، وهو وفيّ لناديه وللرياضة التي يمارسها يومياً على الرغم من كل مشاغله، وهو إنسان خلوق، ومبدع في مهنته، ويأخذ صحته وصحة صوته على محمل الجد، ويمتلك صوتاً جميلاً يؤهله ليصبح نجماً في سماء الأغنية

في "دمشق" كنت أعمل مشرفاً في مطعم كبير، وكانت الفقرة الأساسية لمطرب معروف شاءت ظروف قاهرة أن تغيّبه ذلك اليوم، وكان القلق ينتاب صاحب المطعم والإداريين لأن الصالة امتلأت وهناك الكثيرون من الناس قدموا من أجل سماع المطرب، فدخلت مكتبه وطلبت منه منحي فرصة الصعود إلى المسرح وتأدية أغانٍ قديمة للفنان "عبد الحليم حافظ"، كانت ليلة لا تنسى بالنسبة لي، فقد كان أحد الحضور من متذوقي الفن، وله صلات كبيرة جعلتني أكسب الكثير من المال في تلك الأيام، وتغيرت تفاصيل حياتي بالكامل».

ولداه ثمرة زواج ناجح.

بعد أن التمس بداية الطريق قرر أن يبدأ التعلم من جديد، وينهل من الفن على أصوله، ولذلك قصد أساتذة الموسيقا في البلد، ويضيف: «التحقت بفرقة الأستاذ "هادي بقدونس" الموسيقية، وكنت من ضمن الكورس في الحفلات التي تقوم بها الفرقة، وأثناء هذه الفترة التي امتدت لسنتين تعلمت العزف على العود، والنوتة على يد الأستاذين "وسيم إبراهيم"، و"عبد الكريم جودية". بعد ذلك انتقلت إلى فرقة "زنوبيا" بقيادة المايسترو "حسين نازك"، حيث تعلمت أصول الموشحات، والقدود الحلبية في فرقة الكورال، وكانت هذه الفترة بالنسبة لي هي النضج الكامل فنياً على طريق الاحتراف، ولكن الفرصة الحقيقية لم تأت بعد على الرغم من الغناء في الكورال وراء أهم المطربين العرب بعقود نظامية كاعتراف بموهبتي في الغناء إلى أن كان العام 2005؛ عندما وجدت فرصة الغناء على المسرح في "بلودان" و"السويداء"، وهي التي أهلتني للغناء في لبنان».

اشتهر على المستوى المحلي بترديده للأغاني الشعبية، وأدائه لأغنية من ألحانه وكلماته، ولكنه حتى اللحظة لم يجد السبيل لتسجيل ألبومه الخاص، ويضيف: «يعرفني الناس من خلال أغنيتي الخاصة (يا دار العمراني)، وعلى الرغم من عملي الدائم في الغناء، وحجز مكان لي في أهم المناسبات والفنادق إلا أنني لم أستطع أن أصل لمن يأخذ بيدي لكي أدخل كل بيت عن طريق صوتي ومواهبي في التلحين والكلمات، وهو وضع ينطبق على زملائي في المهنة من مطربي المحافظة، فنحن نحتاج إلى شركة ترعانا وراعٍ منصف يأخذ بيدنا، وبعد الراحل الكبير "فهد بلان" لم يشتهر مطرب في "السويداء"».

أما عن طفولته، والمحطات التي مازالت عالقة بالذاكرة، فيقول: «ولدت في قرية "أم الزيتون" في العام 1976 في عائلة غاب رب أسرتها ولم يكن عمري إلا سنة واحدة، وكان الفقر هو الغالب على حياتنا، كانت الوالدة تتحمل هذا العبء الثقيل، وتسهر الليالي على تربيتنا، كنت في المدرسة أحب الرسم والنحت على الحجر، وكرة القدم التي تميزت فيها، وانتسبت إلى نادي "شهبا" ولعبت ضمن كل فئاته. وفي الغناء اكتشف موهبتي الأستاذ "أيمن البلعوس" مبكراً، وتدربت لفترة على يد الأستاذ المعروف "سعيد حرب"، والآن أعيش حياة استقرار وسعادة ضمن عائلتي الصغيرة».

"رشيد سلوم" صاحب إحدى المنشآت السياحية الكبيرة، تحدث عن علاقته بالفنان "حاطوم"، وقال: «تعود معرفتي بالفنان "وسام حاطوم" لسنوات طويلة، فهو يتمتع بصوت رخيم، طربي يجذب العقول والقلوب، ويرضي المتذوقين للفن الأصيل. والأهم من كل ذلك أنه يمتلك صفة الذكاء ومعرفته كيف يضفي على الجو البهجة والفرح، فنان خلوق يمتلك كل الصفات الجيدة التي تجعله فناناً نجماً».

وتحدث مدرب نادي "شهبا" الرياضي "جهاد بكري" عما يعرفه عن "وسام" فقال: «"وسام حاطوم" يحضر إلى الملعب، وهو وفيّ لناديه وللرياضة التي يمارسها يومياً على الرغم من كل مشاغله، وهو إنسان خلوق، ومبدع في مهنته، ويأخذ صحته وصحة صوته على محمل الجد، ويمتلك صوتاً جميلاً يؤهله ليصبح نجماً في سماء الأغنية».