«اطلعت على فن "بيكاسو" و"دافنشي" وفناني فرنسا وإسبانيا واليونان، ومع ذلك لم أغترب عن جذوري.. عشقت هذه الصخور فدخلت في عجينة لوحتي!».. بهذه العبارات لخص الفنان والمربي والناقد التشكيلي "جمال العباس" سيرته الفنية لمراسل موقع eSuweda بتاريخ 10/9/2009

وأضاف "العباس": «ولدت في "السويداء" 1941 وشاركت في معظم المعارض الفردية والجماعية وكنت قريباً من تجارب الجيل الواعد من مصوري "السويداء" وفنانيها ونحاتيها، ونظراً لكوني من الرعيل الأول لخريجي "كلية الفنون الجميلة" 1969 كانت أول مشاركة لي في معرض في العام نفسه، وعلى مدى عقود أقمت معارضي في الجزائر وعمان وقطر ولبنان، وعملت في التربية والتدريس وكان لي شرف تأسيس "مركز الفنون التشكيلية" في "السويداء" وخلال عملي كموجه اختصاصي للتربية الفنية، قدمت أفكاراً ودراسات موثقة، للجهات المختصة لإقامة كلية للفنون في "السويداء" وقبلها "مركز الفنون التشكيلية" وبعدهما "ملتقى النحت الدولي"، وأخيراً كنت من أوائل الذين طالبوا بإقامة مهرجان فني وثقافي دائم في المحافظة.. وقد تحققت جميعها.. فليس المهم لمن كان الفضل.. المهم أنها تحققت وأشعر بسعادة لذلكً!».

إنه فنان في تجواله الحيران بين الدفء والرقص والعاطفة التي استمدها من أهله في الجنوب السوري.. إنه حر كهذا الخط المتلوي بين السماء وعشق الأرض وبينهما الإنسان الذي هو رؤاه...

قال عنه الفنان "فاتح المدرس" في مذكراته: «إنه فنان في تجواله الحيران بين الدفء والرقص والعاطفة التي استمدها من أهله في الجنوب السوري.. إنه حر كهذا الخط المتلوي بين السماء وعشق الأرض وبينهما الإنسان الذي هو رؤاه... ».

لوحة لجمال العباس

ووصفه الفنان "الياس زيات" بالقول: «مصوّرٌ عارك اللون حتى أصبح اللون طبيعته الثانية واللون عند هذا الفنان ينادي بصوتٍ عالٍ محاوراً الشكل المرسوم ثم يتجه معه صوب المشاهد فيخبرانه عن حدث حصل فجأة كانفجار أو كلقاء غير منتظر أو كصرخة طفلٍ وليد».‏

ومع ذلك فلا يزال الفنان "العباس" يواجه أنواء الحياة في مجتمعاتنا العربية بحساسية طفل فتراه مشغولاً بأبعد حدث ومعلقاً بعبارته اللاذعة على كل شاردة وواردة، تقلقه أحداث السودان والصومال..إلخ، مثلما تقلقه جماليات المدينة، وفاتورة الكهرباء ومجاهيل النفس البشرية الحاضرة في لوحته الأقرب إلى التجريدية والتي لا تشبه أحداً سواه!!.