«يعيش الفنان حياته الفنية بين الإيقاع الهادئ والسكون الصامت، وبين وقور الأب وصورته الروحانية ونغمات صوته العذبة من خلال تراتيله الدينية كجدول ماء منساب في شلال صاف، والتأثر بنمط الأصالة، وذلك بالتعايش مع الحجارة الصلبة السوداء التي تحمل حكاية الماضي التليد».

بهذه الجمل بدأ الأستاذ "نزيه حمزة" حديثه ليقول: «إن "صلخد" المشهورة بتاريخها العريق وقلعتها الشامخة، قد أثرت كثيراً بأبنائها، ولهذا استفاد الفنان "ناصر يقظان" منها بأكثر المجالات فهو يجيد العزف على آلة العود، والغناء، وقرض الشعر الشعبي، ولهذا كان نصيبه أكثر من غيره من أبناء البلدة، فإن إحساسه بقلعتها أكسبه الشموخ، ورسوخها جعل صوته يحمل الشجن، وأخذ صوره التعبيرية التصويرية من نسيم الجبل مستلهما إياها من بلدته "صلخد"».

لقد ولدت وأنا اسمع بوجود أخ لي اسمه "فاروق" وهو الذي تركنا وهاجر منذ زمن وكبرت ولم أعرفه إلا عبر دموع الوالدة والرسائل والسطور، ومشاهدة والدتي عندما يذكر اسم" فاروق" أمامها تبدأ بدموعها، وأبي الذي يقرأ في كتاب "الله" ويرتل بدعائه اسمعه يقول: «أعد لي ولدي الغائب إلى الديار سالماً واجعلني أراه بعطفك وحنانك وكرم جودك وعطائك

ومن الواضح أن الطبيعة تعكس الإبداع على أبنائها، فقد اتخذ الشعر الشعبي متنفساً له في عتمات الليل المدلهم، وربما تكون الحنين والعاطفة قد ولدت لديه مشاعر وأحاسيس خاصة جعلت موهبة الشعر تتفتق من مسماتها المدفونة بلغة الحزن والشجن، وذلك عندما بدأ بقصيدة على النمط الشعبي من النوع الزجل والذي خاطب أخيه المهاجر إلى بلاد الاغتراب حين كان الزمن حاجزاً منيعاً في مشاهدة أخيه الذي فتحت عيناه على الدنيا ولم يراه وإنما يتذكره من خلال دموع والدته وحسرة أبيه، ذاكرين أمامه منذ طفولته ذاك الغياب المرير، وهو لم يعرفه لأنه ولد في غياب أخيه المهاجر.

الأستاذ نزيه حمزة

ويقول الشاعر والفنان "ناصر يقظان": «لقد ولدت وأنا اسمع بوجود أخ لي اسمه "فاروق" وهو الذي تركنا وهاجر منذ زمن وكبرت ولم أعرفه إلا عبر دموع الوالدة والرسائل والسطور، ومشاهدة والدتي عندما يذكر اسم" فاروق" أمامها تبدأ بدموعها، وأبي الذي يقرأ في كتاب "الله" ويرتل بدعائه اسمعه يقول: «أعد لي ولدي الغائب إلى الديار سالماً واجعلني أراه بعطفك وحنانك وكرم جودك وعطائك» ولهذا كتبت له الأبيات الشعرية الشعبية والتي منها:

بيكفي يا خـيّي عود طال الانتظار/ حاجي سفر وغروب جوات البحار/ ما بظن أخوي بعمر مـا يتقابلوا/ عالبعد صفـا الطفل فينـا اختيار/ خيّك أنـا ويا حسرتي ما بعرفك/ غير بـدموع الوالدي مـا بقشعك/ تمنيت ربي يطفيلي شمعة صباي/ بعد ما تشوفك عيوني ولنـو نهار/ خيّي يا الله شو هالكلمة الحنوني/ يا كنز كبير يسرح في شـجوني/ ويا ربي قبل ما تغمض عيوني/ تا شوف خيِّي عنهم وزيح السـتار».

الفنان ناصر يقظان

ويقول الفنان الشاب "سامر أبو دقة" لموقع eSuweda بتاريخ 29/7/2008: «لقد استطاع الفنان الشاعر "ناصر يقظان" أن يوقظ فينا الحس الشاعري والإحساس العاطفي فيما يفعله الشعر عندما يكون صادراً من القلب، وخاصة أنه يؤدي قصيدته على آلة العود بأنغام يجعلك تنساب مع الكلمة واللحن الشعبي التقليدي المرافق لألوان الشعر الشعبي الزجلي ولكن الفرق بالأداء الذي يتخلله الإحساس المرهف المعبر عن التأثير الوجداني للكلمة وما فعلت في مشاعر المتلقي».

وعن الجانب الموسيقي فقد أجاب على السؤال المتعلق بطبيعة الأغنية وعناصرها الأساسية، قائلاً: «من المعروف أن الأغنية لها مكونات أساسية تقوم عليها وهي "الكلمة واللحن والأداء"، ولكن اليوم نعيش على أغنية فيها تموج بين محاولة لاستقطاب الجمهور عن طريق المشاهد والصور الخاطفة وبين اللحن الضائع بين الجمل الموسيقية الصغيرة المسروقة من هنا وهناك محسنة عبر الأجهزة الالكترونية وهي ذات الرتم الواحد من بدايتها حتى نهايتها وبين الأغنية الهادفة التي تعالج قضايا إنسانية اجتماعية وأخلاقية، ولهذا فقد خلت الساحة الفنية من مقومات الغناء وأسسه العلمية والمنطقية، ولولا وجود بعض المهتمين والمحافظين على التراث الموسيقي من فرق وملحنين يجاهدون من أجل الحفاظ على هوية الموسيقا العربية لأصبحت الأغنية العربية بخبر كان، ولكن يبقى الشعر والفن رسالة الشعوب الخالدة ولسان حال الناس في مناح الحياة جميعها، وهو الباقي حقاً في رياح الزمن العاتية».

الفنان الشاب سامر ابو دقة

يذكر أن الفنان "يقظان" له عدة أغاني من ألحانه وهي: "هيا ليلة" من كلمات "كمال السعدي"، و"ليش ترحل"، و"أتأمل "من كلمات "فؤاد بطرس"، ومن كلماته وألحانه "الوراد" وغيرها الكثير.