الأستاذ "حسن عز الدين" (45 عاماً) وراء كاميرا السينما، عمل مديراً للتصوير، أعد وأخرج العديد من الأفلام السينمائية التوثيقية.

الأستاذ "نجيب الشريطي" المهتم في المجال الفني يذكر بتاريخ 11/7/2007 أن المرء يعيش سنوات عديدة وهو يبحث عن عمل يرزق منه، بهدف العيش الكريم في حياته الاجتماعية، ويزيد ارتباطه أكثر في عمله عندما تولد علاقة محبة بينه وبين عمله، ليصبح مفهوم العمل لديه ثقافة ومعرفة تدخل في مقومات الإبداع الفني، مستذكراً التاريخ والحضارة والأزمان الغابرة، في فيلم وثائقي، ناشراً فيه قضية إنسانية عبر مشاهد درامية، من خلال الكاميرا.

أحد الحضور المهندس "أسامة جناد" ذكر أن الأستاذ "حسن عز الدين" الذي كرم في المهرجان السينمائي الخامس عشر على أرض بلده الحبيبة سورية، كان لهذا التكريم ذائقة خاصة- على حد قوله- إضافة إلى أن التكريم نفسه ترك انطباعاً جميلاً لأعلام التصوير السينمائي في سورية، لأنه جاء محفزاً لنا كجيل من الشباب بالسعي والعمل كي نحصل على تكريم مماثل بعد خدمتنا وإخلاصنا للعمل كما رأينا بعد مسيرة /45/عاماً قضاها وراء تلك الكاميرا وتجربة فنية في حقل التصوير السينمائي حصل على التكريم الذي يستحق.

الأستاذ نجيب الشريطي

موقع eSuweda حاوره في اللقاء التالي:

  • ماذا يعني لك هذا التكريم؟
  • حسن عز الدين مكرماً

    ** في الحقيقة هذا التكريم عامل إيجابي، يشعر الشخص بالسعادة وقيمته، وعامل محفز للعطاء والاستمرارية في العطاء نحو الأفضل وبالتأكيد فإن الفترة الطويلة التي عملت بها كمدير التصوير في السينما للقطاعين العام والخاص، والخبرة التي اكتسبتها من خلال حياتي العملية، باتت الكاميرا جزء لا يتجزأ من حياتي اليومية، كنت أشعر في الفراغ عندما أهاجرها لمدة وجيزة من الزمن نتيجة ظروف العمل الإداري إلى أنني أحن إليها دائماً لذا حقاً شعرت بسعادة كبيرة عندما تم تكريمي من قبل الدولة وفي مناسبة كهذه المناسبة وهي انعقاد المهرجان الدولي للسينما في بلدي الحبيبة سورية، وهذا المهرجان العالمي ينعقد سنوياً من جهة، ومن جهة ثانية تحدثت باسم الفنانين السوريين على دار الأوبرا من جهة ثانية لذلك لهذا التكريم ذائقة خاصة لدي.

  • كم عام عملت في مؤسسة السينما وكم فيلماً شاركت فيه؟
  • المهندس أسامة جناد

    ** لقد عملت في حقل الفن السابع (عالم السينما) أكثر من /45/عاماً وشاركت في تصوير ما يزيد على /15/ فيلماً، وأكثر من /100/ فيلم وثائقي، وأخرجت وكتبت أكثر من /10/ أفلام منها الطب والعلوم عند العرب، وجبل العرب، وآخر أفلامي عن مشروع تطوير الجامع الأموي بدمشق والذي أطلق عليه تسمية "مشروع الجامع الأموي الكبير"، إذ لم يكن العمل يدرس فترة زمنية معينة أو حقبة، بل كان يحمل أبعاداً تاريخية وحضارية لوجوده في مكان يأخذ الصبغة الإنسانية والاجتماعية والتراثية في نفوس الكثيرين من المهتمين والمحبين لدمشق وتاريخها، ولم يكن العمل عبارة عن مكان ديني فحسب بل يجمع العلوم والثقافات، ولهذا كان الفيلم ضرورة ملحة لإعادة ألق هذا الصرح الهام لإعادة رونقه التاريخي والحضاري بالنسبة لسورية والعالم الإسلامي والعربي.

  • ماذا أضاف إليك العمل السينمائي في تكوين بنيتك الشخصية؟
  • ** العمل الفني بشكل عام ممتع لصاحبه وهو مفيد في تحديث السلوك اليومي ومتعته تكمن في تطوير الحياة الثقافية التي يكتسبها العامل في هذا الحقل، ولهذا يتطلب منه يومياً أن يقف وراء الكاميرا وأن يستعد لمشاهد جديدة ورؤية تأملية في الطبيعة وتصوير الحدث بما يتلاءم مع النص الفني المكتوب،لأن النص بلا شك هو نص جديد عليه، وبالتالي يجب أن يجسد العوامل النفسية والسيكولوجية لشخصيته ليعيش مع الحدث اليومي بروح تفاعلية معه، وإلا أصبح عملاً تقليدياً لا يكسب العامل فيه سوى الملل والقنوط ويمكن له الفشل في كل لحظة، بينما كنت أشعر أنه في كل فيلم تزداد ثقافتي ومعرفتي يوماً بعد يوم وكذلك المفردات اللغوية والتركيبية في تأليف النص الدرامي السينمائي، كأن يكتسب خبرة وثقافة وإلماماً في الطب والموسيقا والقانون وبالتالي يعيش عامل السينما بدارسة دائمة للشخصيات التي يقوم بتصويرها، وبالتالي يدخل في تراكيب الشخصية، والاندماج مع الآخرين ومعرفة طبيعة المجتمعات الأخرى من خلال الأفراد واختيار أماكن وتحضير التصوير بشكل يتناسب مع الأعمال الفنية والسيناريو، كلها تعتبر رصيداً ثقافياً هاماً وهذا ما شعرت به من زيادة في رصيدي الفني والثقافي، وكل هذا بعد أن أوفدت من قبل الدولة عام 1958 وتخرجت في عام 1963 بامتياز، والتحاقي في دائرة التصوير السينمائي العامة، ومساهمتي بإعداد الكوادر الفنية بعد إحداث المؤسسة العامة للسينما، وشغلت فيها مديراً للتصوير في القطاعين العام والخاص.

  • أثناء عملك في التصوير هل اخترت أماكن من السويداء لعملك الفني؟
  • ** نعم ولمرات عديدة تم التصوير في السويداء وكان تتويجاً لأعمال عديدة قمت بها في الفيلم عن المحافظة، ذلك بعد أن طلبت وزارة الخارجية من وزارة الثقافة إعداد أفلام وثائقية للمحافظات السورية تتضمن عادات وتقاليد وتاريخ كل محافظة فوجدت نفسي أنني أقوم بعملٍ يخص شخصيتي الانتمائية والبيئية لأنني من البيئة التي تعبق في تاريخ تلك المنطقة بما تحمل من بطولات ومآثر قدمتها للتاريخ، ولهذا كان من الواجب عليّ أن أعد فيلماً يليق بهذه المنطقة الجميلة الخيرة والمعطاء، فعلاً هذه الأفلام تم إرسالها من وزارة الخارجية إلى سفاراتنا في كل دول العالم وعن كل المحافظات السورية، ومن حسن حظي أنني عملت في تصوير وإخراج هذا الفيلم الذي يخص السويداء، بعد أن تقدم لهذا الفيلم العديد من الزملاء لكن وقع الاختيار عليَّ لكوني أكثر معرفة في المنطقة بعاداتها وتقاليدها.

    أخرجت فيلماً مدته حوالي /37/ دقيقة بالألوان وكان قبل وفاة القائد العام للثورة السورية الكبرى المغفور له "سلطان باشا الأطرش" بعام واحد وأجريت مقابلة معه، حيث تحدث فيه بالتفاصيل عن معارك الثورة في "الكفر والمزرعة والمسيفرة واللجاة" ومن "الجبل" إلى "دمشق والغوطتين وحماة وحلب" واستطعت أن استفيد من الثقافة العملية لقائد الثورة بتشكيل تلك اللوحة الوطنية الكاملة، وتم استعراض لتاريخ المنطقة معروفة وموغلة في القدم إذ سكنها الإنسان ما قبل الميلاد وفيها من الأوابد والآثار التي تدل على العصور الوثنية واليونانية والرومانية ونقلت آثارها إلى المتاحف السورية في "دمشق والسويداء" وغيرها، وكذلك تضمن الفيلم قلعة "صلخد" وفترة الأنباط لأنهم أقاموا فيها فترة طويلة وهكذا وصولاً حتى العهد الحالي.

    * ما حال السينما حالياً؟

    ** حال السينما حالياً (مع ابتسامة لطيفة) أتمنى أن تكون أفضل لأن التلفاز قد سرق قليلاً من ألق السينما لكنها بدأت تستعيد نشاطها، وعرض الأفلام يبقى له شأنه الخاص، لأن العالم الخارجي لم يهمل السينما على العكس ازداد الإقبال عليها، وقد أعادت نشاطها، ونحن عقدنا ورشة عمل منذ فترة حول تطوير السينما، وكنت أحد المشاركين في هذه الورشة حيث تم بحث هموم السينما ومشاكلها ووضع المقترحات اللازمة لكيفية تطويرها وزيادة تطلعاتها في عالم الفن السابع "السينما".

  • هل تستطيع السينما أن تساهم في رفد الحركة الثقافية؟
  • ** لا أشك في ذلك لأن السينما السورية استطاعت أن تلقي الضوء عبر أفلامها الوثائقية على كل المناطق السورية بتاريخها وعاداتها وتقاليدها ومن النواحي الاجتماعية والسياحية والمواقع الأثرية، وهي تساهم في وضع الحلول الناجعة للهموم الاجتماعية والنفسية،

    هذه المساهمة على الصعيد المحلي، أما على الصعيد القومي فقد عملت السينما السورية أفلاماً مميزة وثقت فيها قضايا وأهمها القضية المركزية وهي القضية الفلسطينية حيث أنتجت السينما السورية العديد من الأفلام منها "المخدوعون، وكفر قاسم" وغيرهما، وذلك بهدف نشر القضية والوعي العالمي حول المظالم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.