يذكر أحد المعجبين في فن وأداء الفنان "فوزي عليوي" السيد "مزيد أبو شقرة" لموقع eSuweda بتاريخ 17/6/2008 أن الفنان "فوزي عليوي" هو واحد من الفنانين القلائل الذين لم يتخل عن عبق تراب أرضه وبلدته فهو منغمس بها، ويرشف دائماً من معينها، فتراه يغني لها بصوته الجميل ويعطيها من ألحانه العذبة ما يستطيع أن يقدم.

له حضور مميز على المسرح الغنائي ويعرف كيف يختار الكلمة الغنائية واللحن، وقد حضرت له العديد من الحفلات الغنائية على المسارح في المراكزالثقافية وقد استطاع أن يعود بنا إلى الماضي أيام العمالقة بعزفه على آلة العود الطربية.

ويؤكد الأستاذ "أمين أبو ترابة" وهو جاره في السكن ومهتم في الغناء العربي الأصيل أن الفنان "فوزي عليوي" هو ملحن ومطرب وقبل كل ذلك هو إنسان، فقد كان الفن لديه رسالة، ورسالته تكمن في إعطاء الأولوية لإنسانيته ثم يختار المناسب من الكلمة التي تدخل القلوب، وكذلك اللحن الجميل والأداء المميز، وهناك إشارة عندما تستمع إلى صوته الشجي تستذكر المدرسة الموسيقية الطربية في الزمن الجميل وتسترجع بذاكرتك حنين ذاك الزمن الفن الأصيل من كلمة ولحن وصوت.

أمين أبو ترابة

موقع eSuweda حاورالفنان "فوزي عليوي" في منزله :

  • أنت فنان تميل نحو الغناء الطربي وتستمع إلى ألحان العمالقة، أمثال الموسيقار "فريد الأطرش والموسيقارعبد الوهاب" وغيرهم، كيف تنظر إلى واقع الأغنية هذه الأيام؟..
  • مزيد أبو شقرة

    ** لم أجد وجهاً للمقارنة ما بين الغناء القديم والحديث!! وذلك في منتصف القرن العشرين حينما ارتفع مستوى الأغنية العربية والمحلية وارتقت إلى حقيقة المغنى الراقي والمعبر والصادق بكلماته وألحانه وبأصوات نجوم الغناء العربي ونذكر منهم: أصوات النساء "اسمهان وأم كلثوم" والمطربون "فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وكارم محمود" وآخرون، تلك المرحلة ازدهر عصر الأغنية والساحة الفنية لم تقبل أياً كان في مشهدها الفني بل لم تستقبل سوى الفنان المتمكن من فنه وإبداعه، أما اليوم مع الأسف فلايوجد وجه مقارنة بين الأغنية القديمة والأغنية الحديثة التي نسمعها الآن التي باتت تعتمد على الإيقاع والرتم السريع والآلات الإلكترونية عدا الكلمات الفارغة المضمون والألحان البسيطة والجمل المكررة فيها وذلك بحدود مقامات معروفة ببساطتها ولا تعبرعن أحاسيس الجماهير وذوقها الموسيقي، ولا تظهر مقدرة الملحن والمطرب ولهذا فإن واقع الأغنية اليوم يكاد لا يرى النور المضيء فيما يعنيه على الحياة إلا إذا حافظنا على تراثنا الغنائي العربي دون تحريف وزيف، من الهجمة المعولمة على ثقافتنا الفنية وغنائنا العربي الأصيل.

  • ألا يوجد استثناء لبعض الأصوات برأيك؟..
  • ** بالطبع لكل زمان رجاله ومبدعوه والساحة الفنية عامة لا تخلو من أصوات شابة جيدة وقادرة!! ولكنهم قلائل والقلائل ممن يعتنون بالفن الطربي كغناء القصائد والموشحات والأغنية الشعبية ذات البعد الاجتماعي والفكري والتي تساهم في رفد الحركة الثقافية بل الكثير من الأصوات وللأسف انحدرت إلى مستوى الأغنية البسيطة والخالية من المقومات الرئيسية للأغنية الجيدة والراقية، مع العلم أن هناك شريحة كبيرة تستمع إلى ما يسمى فيديو كليب وأنا أرى أن الفيديو كليب لم يقدم إضافات على الأغنية ولم يطورها بالشكل المطلوب فنياً وعلمياً بل كرس الألحان الرديئة والأصوات الشاذة وللأسف الإغراءات دون أن تستطيع إيصال أي معلومة للمتلقي سوى معلومة القضاء على الذوق الطربي واتباع أسلوب الاستهلاك الالكتروني.

    *أعمالك الفنية التي قدمتها هل ضمنتها قوالب التأليف للموسيقا؟..

    ** في الحقيقة قوالب التأليف الموسيقي عديدة وهامة لكنني قمت بتلحين وغناء العديد من الأغنيات الشعبية والوطنية والقومية والأناشيد والقصائد ومن أهمها: لحنت وغنيت من كلمات الشاعر "صالح هواري" والدكتور "صابر فلحوط" و"عيسى فضة" وغيرهم/نيالك ياسنين، ويا موطن الفدا، فلسطين فوق الحصار، ويا عزة الوطن، أحب بلادي، وكذلك من كلمات الدكتور "صابر فلحوط" تشرين الكرامة، وعرس الجلاء/ ومن التراث: أغنية ربعنا كلهم نشاما، وأغنية هلاهلا بك عضيدي، صوت المهابيج، وقدمت أغنيات وطنية بصوتي وبأصوات العديد من المطربين والمطربات أذكر منهم على سبيل المثال: أغنية ياروابينا الشامية، التي غنتها سمرعرفة، وأغنية وطنية للأطفال بعنوان: نحن الصغار لحن على فم الزمن التي غنتها "هالة الصباغ".

    أما في القصائد فقد قدمت القصائد العاطفية والوطنية من كلمات الشاعر "صالح هواري" مثل: /طير الهوى– إلى حبيبك عودي– آه من عينيك، تعاون مع عدد من الشعراء والملحنين من لبنان وغنى لهم الأغاني العاطفية الصادقة مثل: /بين كروم المحبة/من كلمات ميشيل طعمة /بين التلة والوادي/من كلمات الشاعر"عبد الجليل وهبة"،/وكذلك طولت الغيبة علينا/ من كلمات "شفيق المغربي"، كما لحنت لعدد من المطربين السوريين.

    وقد أكون ميالاً نحو تلحين القصائد وغنائها لأنني عشق لمدرسة الطربية الشرقية في القرن الماضي والعمالقة أمثال "السنباطي والقصبجي وفريد الأطرش وعبد الوهاب وبليغ حمدي ومحمد الموجي" ولهذا كان سلوكي الفني يعتمد على نمط هؤلاء من عالم الفن العربي.

  • ما الفرق بين الموسيقا اليوم والموسيقا أيام زمان؟..
  • ** هناك فارق كبير بين القديم والحديث، وأنني اعتبر الاهتمام بالموسيقا قديماً أكثر انسجاماً مع واقعها وهي تخدم مقومات الأغنية في الألحان والكلمات والأداء، ومتوافقا مع المرحلة التي عشناها حيث كنا نستمع للمقطوعات الموسيقية دون الغناء في المقدمات والاستهلالات الغنائية وخاصة القصائد منها والتوزيع الموسيقي والتركيز على الآلات الشرقية والتخت الشرقي إضافة إلى اللونغات والسماعيات الشرقية وغيرها.

  • ألحانك يتخللها الكثير من الجمل الطربية المعبرة، ما السر في ذلك؟..
  • ** أولاً يسرني رأيك وملاحظتك القيمة بوجود التطريب في ألحاني، وهذا دليل على اهتمامي بالموسيقا الشرقية والتخت الشرقي وبآلاته وخاصة آلة العود، وإنني أبحث دائما عن أية جملة طربية يحتاجها اللحن وخاصة إذا كانت الكلمة معبرة بصورتها وبمعناها حيث أبحث عن اللحن المعبر عن شعوري وإحساسي والذي يطرب له المستمع.

  • بماذا تحب أن تختم اللقاء؟..
  • ** أتمنى من الإعلام العربي أن يهتم بشكلٍ أكبر بنشر الأعمال الغنائية عبر الفضائيات، ويتم التركيز على الأغنية التي تحاكي الوجدان وتعبر عن شعور وأحاسيس المستمع من حيث الكلمة واللحن والأداء، بعيداً عن مشهد الأغاني الهابطة وبعيداً عن عولمة الأغنية، كي نترك للأجيال القادمة تراثاً غنائياً يمكن له أن يبقى ثقافة تاريخية وهوية فنية في التاريخ المعاصر.