بخشبة عارية وخلفية سوداء وشبكة صيد كبيرة علقت في سقف المسرح على شاكلة الخيمة العربية بدأ عرض مسرحية الفخ على مسرح مديرية التربية بالسويداء من قبل فرقة حكايا..

وذلك ضمن الأسبوع الثقافي لفرع اتحاد شبيبة الثورة بالسويداء، ونص المسرحية مأخوذ من نص لمسرحية السمكة الذهبية التي ألفها الكاتب سلام اليماني وأخرجها رفعت الهادي بينما تناول إخراجها هذه المرة الفنان ثائر حديفة والممثلون من الأطفال الصغار الذين لم تتجاوز أعمارهم 15 عاما وقد قدم العمل ضمن قالب فني جديد حيث تابع الممثلون نص الحكاية كما ورد بالنسبة للتاجر رأس الغول الذي يرسم المكيدة لدرويش عندما يوقع على شرط اقتطاع رطل من لحم جسمه إذا لم يعد شبكة الصيد في الوقت المحدد وعندما تصل المشكلة إلى القضاء وتخرج سعاد ابنة درويش بالحل المناسب الذي ينقذ والدها بأن يقتطع رطلا من لحم درويش دون زيادة أو نقصان أو رعشة ميزان تتبدل الحكاية عن نصها في السمكة الذهبية حيث بدل أن يلتقط القاضي هذا الحل الذكي ويحكم بالعدل لينتصر الحق نتفاجأ في عرض ثائر حديفة أن القاضي يدافع عن رأس الغول ويقول (لا يا سعاد لابد أن يزيد الوزن أو ينقص ولو رعشة ميزان) ويحكم على درويش بالموت ويحتج الممثلون على القاضي رافضين هذا الانحياز فيجيب (كم أنتم متفائلون أنا القاضي وأنا أحكم كما أريد) ويرتدي القاضي وأتباعه قبعة راعي البقر الاميركي وهذه إشارة إلى الأشخاص المتأمركين في الداخل وخطرهم الذي يوازي خطر التحقيقات الاميركية الجارية في المنطقة العربية وفي نهاية العرض يصل المخرج المتأخر ليوقف البروفا ويعطي إيعازاً للفرقة بأن يخرجوا من المسرح لأن هناك اجتماع عندها يتحرك الممثلون إلى عمق الخشبة ليقفوا تحت الخيمة وتسقط الخيمة فوقهم كمصيدة وتغطي الإضاءة الحمراء ثم نسمع صوت أجراس كنائس يتبعه صوت طائرة ثم قصف على المسرح ونشاهد من خلال الاضاءة وقطعة قماش حمراء تمتد إلى الصالة نهر من الدماء وهذا يمثل ما يحدث في العراق حاليا، وهذا ما أراده المخرج من حالة اسقاط للحكاية القديمة على الواقع الراهن.

eSuweda حضر عبر مراسله العرض والتقى الأستاذ رفعت الهادي الذي أخرج عرض السمكة الذهبية وسأله عن المسرحية فقال: نجح الفنان ثائر حديفة بتقديم رؤية جديدة لعرض مسرحي كنت قد أخرجته سابقا وقد ابتعد عني كثيرا فأنا قدمت العرض من الصغار للكبار في حين هو استطاع من خلال قصة بسيطة طفولية ومجموعة ممثلين أطفال أن يعكس الرؤية من الصغار للكبار.

السيد عهد مراد أحد الحاضرين قال: إن العمل ناجح وقد أتقن فيه المخرج لعبة المسرحة وبنفس الوقت قدم بشكل رمزي ما يحدث فعلا في المنطقة العربية فالعمل هادف ورؤيوي وهذا سبب نجاحه وسبب الحضور الكثيف فيه.