عشقه للحجر ولد مع روحه فأول ما ابصرت عيناه الحياة كان بيت جده المبني من عهد الرومان فأحبه وتعلق به، ومن هنا ولدت مع هذا الفنان فكرة النحت، كيف لا، ومسعد رضوان نشأ وترعرع

في بيوت مبنية من حجارة البازلت التي استخدمها الرومان والأنباط في بناء قصورهم وقلاعهم الحصينة؟ عمل على نحت تماثيل آلهتهم وقادتهم حيث استطاع ان ينسج من ذلك العنيد ما عجز عنه المخترعون، فمن يصدق ذلك؟ الحجر أصبح بين يديه لينا طيعا كقطعة عجين، وعن كيفية تعامله مع الحجر قال الفنان مسعد رضوان لموقع eSyria: حجر البازلت حجر عنيد والتعامل معه صعب لذا يحثني أن أكون اعند منه وهنا يكون التحدي واستطيع أن أعطي فكري وتركيزي لعملي الفني وفي الوقت نفسه اشعر بالمتعة عندما أطوع هذا الصخر القاسي (البازلت الذي يعتبر ثاني اصلب صخر في الطبيعة) وأنا التعامل معه من خلال أزميلي ومطرقتي وهما بالنسبة لي مثل القلم بيد الشاعر فمن خلالهما أستطيع أن اقرأ الأشياء من حولي واستطيع تجسيد تأثيري لنقل الصورة الحقيقية للأشياء وإحياء هذه الخامة الميتة لتولد من جديد، فالفن امتداد وعلى الإنسان أن يستفيد من الحضارات السابقة والاهم من ذلك القيام ببناء حضارة من جديد على المثل القائل: زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون، الثقافات متعاقبة وإمكانية الاستفادة من الماضي أساس للفنان كي يزرع ويترك أعماله للأجيال القادمة والصخر هو الوثيقة الابقى والرسالة الوحيدة الدائمة من عصرنا إلى العصور القادمة.

وعن استيحاء فكرته قال: الحوار بين الفنان والخامة شيء أساسي، الحلم يجعلني أصحو من النوم لتجسيده بالصخر والفنان ابن بيئته وهو صاحب رسالة يجب عليه إيصالها، فأحيانا استمد فكرتي من البيئة، من المعاناة، من الأم، من الغربة، من الحنين إلى الماضي، وإنني أحقق ذاتي بصخر البازلت.

وعن بداياته وتطوره ومشاركاته قال: عشقت الحجر منذ نعومة أظفاري وقد تفجر ذلك العشق في داخلي عام 1994 ولم أتمكن من مقاومة فكرة النحت، فقدمت معرضي الأول عام 1998 في المركز الثقافي العربي بالسويداء وفي العام نفسه أقمت معرضي الثاني في المركز الثقافي بالمزة كما شاركت في عام 1999 بالمعرض السنوي لنقابة الفنون الجميلة في صالة الشعب بدمشق كما شاركت في عام 1999 بالمعرض السنوي لنقابة الفنون الجميلة بالسويداء وبتاريخ 2/1/2002 اقمت معرضي الفردي في صالة المركز الثقافي العربي بالسويداء وقد أقمت معرضي الرابع بتاريخ 24/7/2002، اما معرضي الخامس فقد أقيم في المركز الثقافي بالمزة وذلك بمشاركة الفنانة التشكيلية عائشة عجم مهنا وكان ذلك بتاريخ 13/3/2003.

كما شارك الفنان في الملتقى التشكيلي والنحتي الفني الذي أقيم في اللاذقية برأس البسيط (غابات الفرنلق) وذلك بمناسبة عيد الشجرة الأول عام 2003، وحاز رضوان العديد من شهادات التقدير تقديرا لفنه النحتي الرائع.

ولد الفنان رضوان في مدينة السويداء عام 1940 وقد تجلّت موهبة النحت لديه فعليا بين عامي 1994و1995، وما زال مستمراً في العطاء.