بتناغم بين العمل الأدبي، وريشة ولون، بدأت في مدينة "السويداء" أعمال ورشة "لفظة وصورة"، وهي جزء من مشروع متكامل بدأ عام 2015؛ بهدف سدّ الفراغ الأكاديمي الفني، التي قام بها عدد من الفنانين التشكيليين المتمسكين بالشغف والإبداع.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 حزيران 2019، الفنان "فرزان شرف" أحد منظمي الورشة، الذي تحدث عن الهدف الأساسي منها، فقال: «لكون الفنّ لا يتجزأ؛ تقوم الورشة على حالة المواكبة أو الدوران في فلك موحد للغتين مختلفتين من حيث التقنية وأسلوب السرد، ومتفقتين في التأثير الدرامي، وتصوير الحدث الواقعي. وكل هذا يصب في حالة أكاديمية الغاية منها احتكاك التجارب الفنية بمختلف تجاربها وأساليبها، والخروج بمنتج غايته المثلى تكريم التجربة وليس النتيجة؛ أي إن هذه الورشات تقوم على قواعد أكاديمية بحتة، وفيها هامش للحرية الفنية التي تأخذ الأولوية.

اختار العنوان لهذه الورشة أصدقاء من الكتّاب والفنانين التشكيليين، حيث يقوم الكاتب بإلقاء قصته بحضور عدد من الرسامين والفنانين والنحاتين، والمهتمين بالشأن الإبداعي. فالقصة بسردها وفكرتها ولغتها وشخوصها وإيقاعها؛ تحرّض مخيلة المتلقي، وتوقظ الأسئلة والهواجس في ثنايا نفسه، وتقترح عليه مناخات وصوراً وشخصيات، فإن للمتلقي الخيار في أن يرسم لوحة لشخصية أعجبته، أو مشهداً أحبه. وهكذا فإن مهمة الكاتب اللفظة، ومهمة الرسام الصورة

وخطة الفريق المشرف وضع الفنان في ظرفية مكانية زمانية غير متكاملة؛ من أجل اختبار الفنان لذاته، وليس اختبارنا».

من أجواء الورشة

ويعدّ الفنان "شرف" الذي اكتسب شهرة خارجية فردية من خلال أعماله التعبيرية الرمزية، أن الهدف الأساسي هجر المراسم أو العلبة الإسمنتية، والخروج إلى الشارع ومتطلباته الآنية والسياسية والاجتماعية، بقيمة بصرية مثلى قد تكون منارة للأجيال القادمة.

"مجدي العقباني" صاحب صالة "كل الفنون"، وأحد الرعاة للورشات المتتالية، قال عن هذه الحالة: «عملنا عدداً كبيراً من الورشات الفنية، منها ورشة بعنوان: "حتى يعود اللون"، حيث شبهنا المخطوفين والغائبين عن أهاليهم ومحبيهم باللون، وهي فكرة لاستنكار الخطف.

الفنان مجدي الحلبي

وقدمنا ورشة بعنوان: "على رصيف الدمى"، هدفها الإضاءة على مشكلات الأطفال بوجه عام، قوامها كان خريجين جدد في كلية الفنون، واستخدم الفنانون "موديلات" من الأطفال المشردين، حيث كان للفنان "فرزان شرف" الدور الكبير في نجاح الورشتين، ووصولهما إلى مراحل متقدمة. وفي ظل غياب "الموديل" عن الأكاديميات السورية والعربية، جاءت ورشة "ومضة حية" لتعيد الحياة إلى أسلوب التواصل بين الفنان كحالة إبداعية، و"الموديل" كمنبثق ومصدر إلهام وتأثير بصري موجود فعلاً، بعيداً عن التأثير الإلكتروني السائد في المدة الأخيرة. الورشة القائمة حالياً هدفها تجسيد الكلمة بلوحة، والفكرة أن الكلمة تصنع مسرحاً ولحناً ودراما، وفي النهاية هي لوحة قد تكون طويلة في الوقت لتأخذ حقها الكامل».

الروائي والممثّل المسرحي "فرحان ريدان" المشارك الرئيس، أضاف: «اختار العنوان لهذه الورشة أصدقاء من الكتّاب والفنانين التشكيليين، حيث يقوم الكاتب بإلقاء قصته بحضور عدد من الرسامين والفنانين والنحاتين، والمهتمين بالشأن الإبداعي. فالقصة بسردها وفكرتها ولغتها وشخوصها وإيقاعها؛ تحرّض مخيلة المتلقي، وتوقظ الأسئلة والهواجس في ثنايا نفسه، وتقترح عليه مناخات وصوراً وشخصيات، فإن للمتلقي الخيار في أن يرسم لوحة لشخصية أعجبته، أو مشهداً أحبه. وهكذا فإن مهمة الكاتب اللفظة، ومهمة الرسام الصورة».

لوحة للفنانة ثناء النبواني بعد أول لقاء

بدأت الورشة بتاريخ 14 حزيران 2019، وتنتهي بموعد مفتوح قد يستمر عدة أشهر، تعرض خلالها منتجات الكلمة اللوحة، التي يشبهها الفنانون المشاركون البالغ عددهم خمسة وعشرين فناناً، برحلة سمك "السلمون".