احتفى مهرجان "سلطان باشا الأطرش" بدورته الخامسة؛ بمعرض وثائقي خصص لكل ما يتعلق بأحد أركان الثورة السورية الكبرى؛ المجاهد "قاسم أبو خير"، كان أبناؤه قد احتفظوا بها، وأحاطوها بعناية خاصة، ليضعوها أمام المهتمين الكثر.

مدونة وطن "eSyria" حضرت المعرض بتاريخ 22 نيسان 2019، والتقت المشرف على المعرض الكاتب والمترجم "كمال الشوفاني"، ليتحدث عن تجربته الجديدة في التوثيق، فقال: «حاولنا في هذا المعرض المهم تاريخياً، أن نضع كل ما تم العثور عليه من مستندات ووثائق ومراسلات وصحافة متعلقة بالراحل "أبو خير"، وكان أغلبها قد احتفظ بها أبناؤه كل هذه السنين. قسمنا المعرض إلى عدة أقسام حسب نوع الوثائق والمتعلقات، وبدأنا بوثائق الثورة السورية الكبرى التي تدل على دوره الجلي فيها، ومنها ما هو بلغات أجنبية، وعرضنا أيضاً المراسلات الخاصة والدعوات والوثائق والحجج وشراكة الخيل والنعوات، وما قالته الصحف عنه ليخرج متكاملاً كما يجب. وهي دعوة إلى كل من يحتفظ بوثائق قديمة كي يعرضها أمام المهتمين والمتابعين لكي نحفظ تراثنا اللا مادي ونستفيد منه، ونستشف من خلاله عظمة ما فعله هؤلاء الرجال في الزمن الصعب».

أعدّ ما تركه الوالد المجاهد من مقتنيات ووثائق إحدى أغلى ما أملك، فهي تجسد فترة زمنية تعدّ منعطفاً بتاريخ "سورية"، خاصة تلك المتعلقة بالثورة، وما عاشه هؤلاء الرجال من صبر وكدح ونضال ضد المستعمر، والنفي وتهديم البيوت، والتهديد بالموت وقرارات الإعدام والمواجهة المسلحة في المعارك، وعادوا إلى بيوتهم ليعمروها من جديد، ويزرعوا أراضيهم بعد أن قاموا بواجبهم المقدس؛ من دون أن يلتفتوا إلى مكاسب أو مناصب، وماتوا مرتاحي الضمير، تاركين خلفهم وطناً مستقلاً معافى. علماً أنهم لم يكرموا التكريم اللائق، ولم تطلق أسماء أغلبهم على مدارس وشوارع أو مراكز ثقافية، وهو تقصير كبير بحقهم

"مروان أبو خير" أحد أبناء المجاهد، قال عن سرّ احتفاظه بتلك الأوراق: «أعدّ ما تركه الوالد المجاهد من مقتنيات ووثائق إحدى أغلى ما أملك، فهي تجسد فترة زمنية تعدّ منعطفاً بتاريخ "سورية"، خاصة تلك المتعلقة بالثورة، وما عاشه هؤلاء الرجال من صبر وكدح ونضال ضد المستعمر، والنفي وتهديم البيوت، والتهديد بالموت وقرارات الإعدام والمواجهة المسلحة في المعارك، وعادوا إلى بيوتهم ليعمروها من جديد، ويزرعوا أراضيهم بعد أن قاموا بواجبهم المقدس؛ من دون أن يلتفتوا إلى مكاسب أو مناصب، وماتوا مرتاحي الضمير، تاركين خلفهم وطناً مستقلاً معافى. علماً أنهم لم يكرموا التكريم اللائق، ولم تطلق أسماء أغلبهم على مدارس وشوارع أو مراكز ثقافية، وهو تقصير كبير بحقهم».

الكاتب والمترجم كمال الشوفاني

"جمال مهنا" المهتم بجمع التراث المادي واللا مادي، الذي قدم مع وفد من قرية "أم الزيتون" شمالي "السويداء" لحضور المعرض، قال: «شاهدنا اليوم وثائق المجاهد الكبير "قاسم أبو خير"، الذي يعدّ واحداً من أركان "الثورة السورية الكبرى"، وله صولات وجولات دافع فيها بالسلاح والسياسة عن بلده، ففي عام 1927 رحل مع الثوار من "الأزرق" إلى "النبك" في "وادي السرحان" بـ "السعودية"، وفي 19 أيار من سنة 1937، عاد من النفي برفقة القائد العام ورفاقه المجاهدين، وعندما وصل إلى "السويداء"، قال: (إنني مرتاح الضمير، وسأذهب إلى جوار ربي بعد أن قمت بواجبي نحو أمتي وبلادي، لقد شهدت أهوالاً كثيرة أنزلها المستعمر بوطني، كنا نستقبلها بحزم، ونتغلب عليها بشجاعة، وحضرت معارك عديدة منذ صباي رأيت فيها مصرع والدي برصاص العثمانيين، ومرّت أمام عيني مناظر تقشعر لها الأبدان، وأنا أخوض غمرات الوغى بصحبة أبناء بلدي)».

افتتح المعرض الدكتور "ثائر زين الدين" رئيس هيئة الكتاب، وممثل وزير الثقافة، بحضور رسمي وشعبي كبير، علماً أن المعرض مستمر حتى الخامس والعشرين من نيسان 2019، في المركز الثقافي العربي بمدينة "السويداء".

مروان أبو خير وعقيلته
حضور كثيف في افتتاح المعرض