يحاول "موفق مسعود" من خلال عمله "كوميديا الجنون - فصل في الخراب" في أحدث عروضه على المسرح القومي، قول كلمته الإبداعية؛ إن للإنسانية الحق في أن تطل على مساحة أكثر إشراقاً.
يهمس العمل في أذن هواة المسرح ساعة وخمس دقائق؛ بأصوات أبطاله في أحداث يمكن أن تجري في أي بقعة، لكن ما دار من خراب على أرض "سورية" يعدّ الأقرب، يحاول "مسعود" من خلاله استخراج كوميديا تنقل الرؤية إلى مساحات أكثر ضياء وجمالاً، كما تحدث عبر مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20 كانون الأول 2018، وهو مؤلف ومخرج العمل، وقال: «العمل كتب ما بين عامي 2010-2012 ليعبّر عن كل ما مرت به "سورية"، ولأن المسرح ضمير كاشف لم أنشغل بالأحداث المعاصرة، وانشغلت بالإنسان وعلاقته بالحرب، فهو يكشف خراب الاقتصاد والسياسة، خراب كل المفاهيم لأنه جرّاح الضمير، الذي ينقل الدمار الحقيقي للإنسان في هذه المنطقة من العالم.
النص مميز بتفاصيله، حيث اشتغلنا على اللغة، ليكون أقرب إلى الجمهور، لعلنا وفقنا في نقل رؤية الكاتب وفريق العمل إلى برّ الإمتاع والدهشة
هنا نسلّط الضوء على كوميديا الجنون عبر فصل من فصول الخراب، فالإنسان المعاصر معتقل لمجموعة من الجهات والأفكار والمعتقدات، وهذه خديعة الحرب، ودائماً الكلمات والأيديولوجيات تخلق مبررات لزجة لتعميم السلاح والحرب. أظن أن الإنسانية يجب أن تطل على هامش أكثر إشراقاً، لكي نحمي مستقبل أولادنا، ولا يوجد خيار إلا مواجهة ضمير الحرب الشرس بالفن».
"رانيا الخطيب" أدّت دور "دلال" الأنثى الباحثة عن العدل، وقالت: «الأنثى هي الأم والأخت والبنت، حواء المعاناة التي مات أطفالها ومازالت تنجب، حيث نالت منها الحرب بقسوتها لتغتصب وتعذّب. حاولت تجسيد دورها وبحثها عن الصدق لتشرق إلى عالم جديد».
"ياسمين أبو فخر" مساعدة مخرج، تحدثت عن تجربتها الأولى مع "مسعود"، وقالت: «النص مميز بتفاصيله، حيث اشتغلنا على اللغة، ليكون أقرب إلى الجمهور، لعلنا وفقنا في نقل رؤية الكاتب وفريق العمل إلى برّ الإمتاع والدهشة».
المخرج "صابر أبو راس" حلّل العمل فنياً، وقال: «"مسعود" وفريق العمل بذلوا مجهوداً كان واضحاً، مع أنهم لم يروا "فصل الخراب" كما رآه "مسعود" حينَ ألّف العمل. فقد وضعنا أمام فكرة تستحق عمقاً، وفَرد مساحات أكبر لمضامينها، وهذا ما أوقع العمل في مشكلة إخراجية ظهرت واضحة في اللعبة المسرحية؛ وهو ما انعكس بوضوح على أداء الممثلين، حيث كنا أمام مجهودٍ كبير منهم؛ محاولين من خلاله إخفاء عيوب في شخصيات هي أمامَ خرابٍ مربك. كنت أفضّل عدم استخدام اللغة المحكية في مواقف الاستهزاء، لكن كان الجهد كبيراً في الأداء والعرض».
ما يجدر ذكره، أن العرض بدأ في الثامن عشر من الشهر الحالي، ومستمر لغاية السابع والعشرين منه. وهو من تمثيل "ثائر حديفة"، و"رانيا الخطيب"، و"هزار نوفل"، والأداء الصوتي "سيف درويش"، والحركي "رانيا أبو زكي".
