تميّز الفنان "أدهم قسام" باعتماده المدرسة التجريدية وبعده عن التشخيص والأشكال الواقعية؛ وهذا ما جعله يحاكي في فنه الكوامن النفسية التي تختلج داخل الإنسان، لذلك حملت مشاركته في معرض "ربيع شباب سورية الثاني" لوناً خاصاً.

مدونة وطن "eSyria" حضرت افتتاح المعرض في صالة "آرت فورم"، للفنون التشكيلية بـ"السويداء"، بتاريخ 3 أيار 2016، والتقت الفنان "قسام"، فتحدث عن مشاركته بالقول: «شاركت في المعرض بلوحتين مرسومتين بتقنية الفحم والباستيل، وكان موضوع اللوحتين واقع الأزمة التي يعيشها الوطن من خلال تصوير حالات الطفولة والمعاناة نتيجة الحرب، وقمت بتشكيل ذلك عبر عكس دواخل الوجوه والنفوس، واستخدمت التضاد الذي يجيد التعبير عنه الأبيض والأسود، الذي حاكى الظلمة والنور وعبر عن حالات تدخل في نطاقات مدروسة».

إن هذا المعرض هو نتاج عمل متميز، حيث ارتقى الفنانون في لوحاتهم من لغة الفنان إلى لغة المبدع، وذلك عبر المواضيع التي تم تناولها، حيث رأينا التنوع في تناول المجتمع السوري وخاصة في اللوحات التي تناولت الأزمة التي يعيشها الوطن اليوم

بدوره الفنان "ناصر عبيد" المشرف على المعرض ومدير الصالة تحدث عن الفنان "قسام" وعن المعرض بالقول: «يتميز الفنان "أدهم قسّام" بالخطوط الفنية التي يرسمها في اللوحة من حيث الجرأة والحداثة في طرح الموضوع المرسوم، كما أن اعتماده التضاد اللوني يبرز تمكنه من ريشته كفنان، فكانت لوحاته ذات مضمون يعكس الواقع بطريقة غير سطحية، وهذا ما نلاحظه في اللوحتين اللتين رسم فيهما أطفال "سورية" الذين كانوا المتضرر الأكبر من هذه الحرب. وضمن المعرض الثاني لشباب سورية الذي يقام للسنة الثانية في هذه الصالة، شارك فيه عشرون فناناً، قدموا ثلاثين عملاً، تنوعت ما بين التصوير والحفر والغرافيك والنحت على البازلت والخشب والحديد، والمشاركون كلهم بعمر الشباب، تنوعت مواضيع اللوحات ما بين الأسطورة والطبيعة الصامتة والبيئة والتراث، كما في اللوحات التي ضمت رسوم الجرة والأدوات الريفية المستخدمة قديماً، وذلك عبر استخدام ألوان زيتية زاهية أحياناً وقاتمة أحياناً أخرى لتحاكي صلب الموضوع المرسوم، ورأينا في الأعمال النحتية العشرة أيضاً تعاملاً جميلاً مع الكتلة والسطح بأسلوب علمي وفني من قبل الفنانين الذين تناولوا الإنسان في الأسطورة الكونية».

الفنان ناصر عبيد

الفنان والباحث في التراث "سلمان البدعيش" تحدث عما قدمه المعرض للزائرين بالقول: «إن هذا المعرض هو نتاج عمل متميز، حيث ارتقى الفنانون في لوحاتهم من لغة الفنان إلى لغة المبدع، وذلك عبر المواضيع التي تم تناولها، حيث رأينا التنوع في تناول المجتمع السوري وخاصة في اللوحات التي تناولت الأزمة التي يعيشها الوطن اليوم».

يذكر أن الفنان "أدهم قسام" من مواليد محافظة "ريف دمشق" عام 1987، وهو خريج كلية الفنون الجميلة في جامعة "دمشق" عام 2010، قسم الاتصالات، ويتابع دراسة الماجستير في ذات الاختصاص، والمعرض ضم عشرين فناناً هم: "إقبال الصفدي، راما أبو غانم، رينال ركاب، نجود الشومري، نغم العشعوش، نور الكوى، هيفاء عبد الحي، عامر عبيد، عامر قطيش، مروة مزهر، ميساء أبو الفضل، رهام السلمان، شادي العيسمي، شاهر الزغير، حسام المصري، دانا عبيد، ريم أبو عسلي، أنوار حمزة، أمل أبو فياض، أدهم قسام".

الأستاذ سلمان البدعيش
جانب من المعرض