اختبأ "سليم الشحف" خلف رؤوس زبائنه دافناً هوايته الفنية الراقية زمناً طويلاً حتى أيقظها من سباتها معرض فني حمل اسم "لمة فن"، فحمل منحوتاته الخشبية وتسلل إلى قلوب وعقول الناس بدقائق قليلة.

كانت قصته مع النحت تسير وفق ما خطط لها لولا تلك الحادثة التي رواها لمدونة وطن "eSyria" عندما التقته في المعرض بثقافي "شهبا" بتاريخ 4 شباط 2016، وقال: «لم أكن يوماً قليل الطموح، ولدت عام 1968 في مدينة منحوتة بالصخر الأسود القاسي، فتفننت بالحجر كما لو أنني خلقت لأحفر عليه ما أرغب، لكنني حتى اللحظة أندم على عدم قدرتي دخول "كلية الفنون الجميلة"، وكانت رحلتي إلى "لبنان" مكللة بالنجاح لولا سرقة أعمالي النحتية بعد سنوات من التعب، وهو ما أصابني بإحباط كبير لم أستطع تجاوزه إلا عندما تلقيت دعوة من قبل فريق "لمة محبة" لأشارك في معرض فني متنوع لكل فناني وموهوبي مدينة "شهبا"، وقد أعادت لي هذه الدعوة الروح من جديد، وأنا القابع منذ ذلك الوقت حول كرسي الحلاقة لأزين رؤوس الزبائن كآلة لا تتعطل عن العمل».

لم أكن أعلم من قبل أنه يمتلك كل هذا الجمال، فإضافة إلى لوحاته الزيتية التي تمثل آثار المدينة؛ وجدت هذه المنحوتات التي تمتعت بالدقة والحرفية العالية، ومشغولة بصبرٍ وتأنٍ، وقد لفتت نظري تلك الخطوط الدقيقة والأشكال الصغيرة الحجم المنحوتة على جذع شجرة زيتون، وهو دليل على امتلاكه لأدواته في النحت، وأتمنى أن يكون هذا المعرض فاتحة خير لعودته من جديد إلى هذا العالم الجميل

وعن المنحوتات التي قدمها في المعرض، وما وجده بعد غياب طويل عند الناس، أضاف: «قدمت منحوتات صغيرة الحجم من الخشب والبازلت، وهي عبارة عن رؤيتي القديمة لحالات خاصة في النفس، ولا أدعي أنني نحات أو فنان، أنا مجرد عاشق أو موهوب لم يتعلم على يد أحد، لكن الفطرة هي التي قادتني إلى نحت الأشياء الصغيرة على جذوع شجرة مقطوعة، أو حجر مهمل تسللت أفكاري إلى وجهه القاسي لأخلق منها الجمال. لقد حاولت في المعرض تقديم الفرح والمتعة، ومحاولة الرجوع إلى الذات بعد غياب، وهو ما وفره لي الكمّ الكبير من الناس المتذوقين للفن والجمال في مدينة "فيليب"، وهو أمر أعادني إلى إزميلي ومطرقتي من جديد».

منحوتة خشبية من جذع الزيتون

منحوتة خشبية، وكتاب من الحجر؛ جذبا الزوار ومتذوقي الفن بطريقة لافتة للنظر، وهو ما عدّه التربوي "بسام شريف ناصيف" إبداعاً فطرياً، وقال: «لم أكن أعلم من قبل أنه يمتلك كل هذا الجمال، فإضافة إلى لوحاته الزيتية التي تمثل آثار المدينة؛ وجدت هذه المنحوتات التي تمتعت بالدقة والحرفية العالية، ومشغولة بصبرٍ وتأنٍ، وقد لفتت نظري تلك الخطوط الدقيقة والأشكال الصغيرة الحجم المنحوتة على جذع شجرة زيتون، وهو دليل على امتلاكه لأدواته في النحت، وأتمنى أن يكون هذا المعرض فاتحة خير لعودته من جديد إلى هذا العالم الجميل».

يشار إلى أن المعرض استمر لغاية أسبوعين في ثقافي "شهبا".

جانب من المعرض