لم تكن الدعوة التي تلقاها النحات العالمي "شفيق نوفل" من مجموعة "لمة محبة" للاشتراك بالمعرض الجماعي الأول في مدينة "شهبا" عادية؛ وهو الذي قرر اعتزال الفن، فكان حضوره طاغياً ضمن مجموعة كبيرة من فناني المدينة.
مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان "نوفل" على هامش المعرض بتاريخ 7 كانون الأول 2015، فتحدث عن عودته بمجموعة من المنحوتات الصغيرة قائلاً: «تلقيت دعوة من الفنان التشكيلي "طلعت كيوان" ممثلاً "لمة محبة" التي تزرع الفرح وترويه في أرض عطشى للجمال والفن والسلام، ولم أستطع الرفض وأنا الذي ابتعدت عن العمل والمعارض منذ زمن طويل لأسباب خاصة، وقد كانت دهشتي كبيرة من الحضور في الكم والنوع، وهناك أشخاص لم أتصور أبداً أنهم يمتلكون بذرة الفن وهم يعيشون بيننا من دون أن نعلم أنهم فنانون بالفطرة، ولمست الفرح في عيون من شاهدوا أعمالي، وأحسست بشوق لرؤية الناس وتفاعلهم مع منحوتاتي التي لم يرها أحد من قبل. وأعدّ هذه الخطوة من قبل مجموعة من الشباب دعوة إلى الحياة».
كل ما عرض كان ممتعاً وجديراً بالمشاهدة، فضمن هذا الكمّ الكبير من الأعمال المتنوعة والمدارس العديدة، والأعمار المتباينة يتضح أن المشاركات لم تأتِ عبثاً؛ خاصة أن وراءها فريقاً ذا خبرة في "لمة محبة"؛ التي بحث ونقب أعضاؤها عن الإبداع لإظهار الجمال المكنون وخلق حالة بصرية متميزة، والأجمل ذلك القسم الذي خصص لذوي الاحتياجات الخاصة؛ وهي حالة فريدة في المدينة نأمل أن تتكرس دائماً لأن هؤلاء الأشخاص يستحقون كل اهتمام ورعاية
وعبرت الفنانة "ميسون أبو كرم" العضو الفاعل في "لمة محبة" عن فخرها بما تم إنجازه بالمعرض، وأضافت: «شارك في هذا المعرض النوعي الذي يقام في صالة المعارض بثقافي "شهبا" 145 فناناً من عمر ست سنوات حتى عمر 75 سنة، وهنا المفارقة والتميز الذي جعل نشاطنا هذا ينال من دهشة الناس وتفاعلهم.
ومن المفاجآت الجميلة الاشتراك الفاعل للفنانين الكبار وهم من الرعيل الأول أمثال: الفنان "محمد حماد"، والفنانة المعتزلة منذ زمن طويل "فيزة أبو كرم" البالغة من العمر 72 عاماً؛ حيث اشتركت بعملين لم يرهم الجمهور من قبل، وكان لاشتراك النحات العالمي "شفيق نوفل" وقع كبير في نفوس الحاضرين وهو القامة الكبيرة والغائب الحاضر، إضافة إلى حضور عدد من فناني المدينة، أمثال: "حسين الحج"، و"عصام أبو كرم"، و"حميد نوفل"، و"فرزان شرف"، و"بشار صعب"، والمنظم الأساسي للمعرض "طلعت كيوان"، وكانت أجمل المفاجآت في هذا الحدث اشتراك عدد من الأشخاص الذين لا يعلم أحد في المدينة أنهم هواة فن، وهذه إضافة كبيرة لنا في "لمة محبة" وقد استفدنا كثيراً من هذه التجربة لإلقاء الضوء على تلك الوجوه المنسية».
بدوره تحدث أستاذ الرياضيات المعروف "نشأت مقلد" عما شاهده من أعمال تلفت النظر قائلاً: «كل ما عرض كان ممتعاً وجديراً بالمشاهدة، فضمن هذا الكمّ الكبير من الأعمال المتنوعة والمدارس العديدة، والأعمار المتباينة يتضح أن المشاركات لم تأتِ عبثاً؛ خاصة أن وراءها فريقاً ذا خبرة في "لمة محبة"؛ التي بحث ونقب أعضاؤها عن الإبداع لإظهار الجمال المكنون وخلق حالة بصرية متميزة، والأجمل ذلك القسم الذي خصص لذوي الاحتياجات الخاصة؛ وهي حالة فريدة في المدينة نأمل أن تتكرس دائماً لأن هؤلاء الأشخاص يستحقون كل اهتمام ورعاية».
يستمر المعرض حتى 16 كانون الأول 2015، في صالة المعارض بثقافي "شهبا".
