ستون دقيقة قضاها جمهور مهرجان "شهبا للتراث والفنون" الثامن في مشاهدة فيلم "الباشا" الذي أنجزه المخرج السينمائي "غسان شميط"، وهو الفيلم الأول الذي يروي قصة قائد الثورة السورية الكبرى منذ ولادته حتى وفاته.

مدونة وطن "eSyria" التقت المهندس "ثائر منصور الأطرش" حفيد قائد الثورة، بتاريخ 12 تشرين الثاني 2015، في مسرح المركز الثقافي العربي في "شهبا"؛ الذي تحدث عن الفيلم الوثائقي والمدى الذي وصل إليه للتعريف بما قدمه جده الثائر ورفاقه في النضال بالقول: «كنت أحد الذين تحدثوا بالفيلم من خلال الصلة التي تجمعني بقائد الثورة، وقد تحدثت بما عرفته عن قرب وجرى تداوله أمامي، وما قرأته من مذكرات ووثائق عن تلك المراحل من حياته، وأعتقد أن هؤلاء الرجال العظماء لا نستطيع أن نعطيهم حقهم كاملاً من خلال عرض لمدة ساعة واحدة، لكن هي محاولة من محاولات قادمة، وأنا مع دراسة محطات منفصلة في حياتهم وليس كل حياتهم، وأرجح اختيار محطات معينة لهؤلاء لترك أمثلة حية للأجيال القادمة».

هذا الفيلم كان بحاجة إلى البحث المتواصل والتوثيق الدقيق، فقد كانت حياة "الباشا" زاخرة وملأى بالأحداث من بداية حياته التي شهدت إعدام والده على يد المحتلين الأتراك، حتى آخر لحظة فيها، وقد أخذت مني وقتاً وجهداً كبيرين، وحاولنا أن نكون صادقين وأمينين مع هذا الرجل الذي نذر حياته في سبيل "سورية" الحرة المستقلة

يتطرق الفيلم الذي احتوى على لقطات نادرة إلى معارك حربية قديمة، ويتضمن أرشيفاً من الصور يعرض بعضها للمرة الأولى عن تفاصيل ولادة "سلطان" والتنبؤ بقدومه، وظروف طفولته الأولى، حيث استعان المخرج بعدد من الباحثين وأبناء ثوار عاصروا الثورة بذاكرتهم الحية عن آبائهم، وقد تحدث الباحث والناقد "محمد طربيه" الذي قدم مادة موثقة بالمصادر والأدلة كمرجع أكاديمي في الفيلم، عما شاهده بعد أن بات الحديث حقيقة أمام الناس: «كان من الممكن أن يكون الفيلم الوثائقي أقوى من ذلك بكثير لو أخذ بعين الاعتبار الكثير من المواد التاريخية والأشخاص الثائرين الموجودين على قيد الحياة، لكن رؤية المخرج هي التي تغلب، فقد ارتأى أن يكون على لسان الناس العاديين الذين عاصروا "الباشا" في أواخر حياته، وعلى أبناء عدد من الثوار، إضافة إلى أحفاده الذين يعرفون عنه الكثير، وبرأيي أنه مهما حاولنا الخوض في غمار حياة هذا الثائر الكبير فلن نستطيع الإحاطة بكل حياته العامرة منذ أن ولد حتى مماته».

غسان شميط مخرج العمل

وعن هذا الفيلم وما عاناه في الوصول إلى فيلم وثائقي متكامل؛ تحدث المخرج السينمائي "غسان شميط" عن تجربته مع التوثيق بالقول: «هذا الفيلم كان بحاجة إلى البحث المتواصل والتوثيق الدقيق، فقد كانت حياة "الباشا" زاخرة وملأى بالأحداث من بداية حياته التي شهدت إعدام والده على يد المحتلين الأتراك، حتى آخر لحظة فيها، وقد أخذت مني وقتاً وجهداً كبيرين، وحاولنا أن نكون صادقين وأمينين مع هذا الرجل الذي نذر حياته في سبيل "سورية" الحرة المستقلة».

الجدير بالذكر، أن المخرج "شميط" له عدة أفلام من إنتاج المؤسسة العامة للسينما منها: "الهوية"، و"شيء ما يحترق"، إضافة إلى فيلم "الباشا".

لقطة من الفيلم