كانت فكرة المهندس "أشرف أبو جهجاه"؛ بإحياء حفلة خاصة للموسيقا عند "البوابات الجنوبية"؛ تهدف إلى كسر النمطية والرتابة وزرع الأمل، وأرفقها كهدية رمزية للناجحين بالشهادات العلمية وأطفال مدينة "شهبا".

مدونة وطن "eSyria" تابعت مجريات الحفل بتاريخ 18 تموز 2015، والتقت من الجمهور المتابع الطالبة "رنين يوليان عامر"؛ التي حدثتنا قائلة: «لعلها أجمل الهدايا التي حصلت عليها منذ أن صدرت النتائج، فبعد التعب الكبير الذي بذلته، شعرت بالفرح والراحة النفسية وأنا أستمع إلى هؤلاء الشبان وهم يعزفون الموسيقا العالمية، وقد ختموا حفلتهم بأغنية عن النجاح، كان يوماً مميزاً في حياتي وشعرت بأن الوقت مرّ بسرعة كبيرة».

لعلها أجمل الهدايا التي حصلت عليها منذ أن صدرت النتائج، فبعد التعب الكبير الذي بذلته، شعرت بالفرح والراحة النفسية وأنا أستمع إلى هؤلاء الشبان وهم يعزفون الموسيقا العالمية، وقد ختموا حفلتهم بأغنية عن النجاح، كان يوماً مميزاً في حياتي وشعرت بأن الوقت مرّ بسرعة كبيرة

المهندس الشاب "أشرف أبو جهجاه" تحدث عن مبادرته وسبب التوقيت بالقول: «لم أكن الوحيد في هذه الحفلة التي أردناها عفوية وتلقائية، ففي مدينة "شهبا" أشخاص مهتمون بزرع المحبة والألفة بين الناس، وهدفهم فقط إسعاد المحيطين بهم ومحاولة زرع الأمل في النفوس جراء تبعات الأزمة التي نعيشها، فقررنا أن نقيم حفلة موسيقية في الهواء الطلق من دون مكبرات للصوت أو بروتوكولات أو مقاعد للمتفرجين، كان هدفنا العفوية وإشعار الناس بأن الحياة بسيطة ويمكننا أن نكيفها كما نرغب، وقد تواصلت مع عدد من الموسيقيين من أبناء المدينة الذين تحمسوا للفكرة، وتدربوا مع بعضهم على المقطوعات المراد تقديمها، وبدعوة صغيرة على وسائل التواصل الاجتماعي أخبرنا الأصدقاء عن الحفلة وموعدها، وأرفقناها بدعوة الناجحين بالشهادات العلمية كعربون شكر لهم على تعبهم، ودعونا الأهالي لجلب أطفالهم لأنهم بسمة الحياة».

الأهالي يحتفلون بالفرقة

كانت الفسحة الصغيرة أمام البوابات الجنوبية تعج بالحياة خلال دقائق من بدء العزف، وانتشرت حول البوابات الدراجات النارية والسيارات في محاولة لفهم ما يجري، حيث حدثنا أستاذ اللغة الإنكليزية "غسان الخطيب" أحد المشاركين في التنظيم: «لم يألف الناس هكذا نوع من الحفلات والموسيقا في الهواء الطلق، ومن دون إزعاج من الأصوات العالية، وكان منظر الدراجات النارية وهي تحوم حول المكان تشي بالكثير، فقد كان المكان يعجّ بالناس من أطفال ونساء وشبان وصبايا، وبعد فترة قصيرة شاهدنا أصحاب تلك الدراجات يتجمعون ليستمعوا إلى الموسيقا، كانت تلك أهم خطوة صنعتها الموسيقا في النفوس المضطربة التي لا هدف لها، وبغفلة عين بات العدد يتجاوز 200 شخص تقدمهم عدد من الشبان الذين حملوا آلاتهم من دون دعوة وعرضوا أن يقدموا ما لديهم في حال كان لهم مكان في هذه الحفلة».

قائد الفرقة الموسيقية الفنان "هادي صالحة" تحدث عن مشاركته في الحفلة بالقول: «تبلغت عن الموعد قبل يومين فقط، ونحن فرقة كبيرة بعددها وتنوعها، ولكننا آثرنا الاشتراك بخمسة عازفين فقط من أجل المكان، فاخترنا مقطوعات عالمية مشهورة، ومقطوعات من تأليف الفرقة، وبعض الأغاني الفردية التي طلبها الجمهور، ودهشنا من التزام الجمهور وتفاعله مع الموسيقا على الرغم من ضيق المكان وعدم وجود أجهزة الصوت لدرجة أننا كنا نعيد المقطوعات مرة ثانية بناء على طلب الجمهور، وموسيقا الشارع معروفة في أغلب دول العالم، لكن التجربة الأولى في مدينة "شهبا" تحفزنا على إعادتها دائماً؛ لأن الموسيقا هي لغة الحب والسلام والفرح، أما العازفون الذين اشتركوا فهم: "فادي جهجاه" على العود، و"عبود سعدي" على البغلما، وضيفنا من "القامشلي" على البزق، و"نسيم سلطان" و"عمرو أبو طافش" على الغيتار، إضافة إليّ على آلة الكمنجة».

الخطيب وأبو جهجاه وراء الفرقة
مشاركة لشاب متحمس على الكمان