اكتشف ميوله نحو اللون منذ الصغر، وتفتقت مواهبه العديدة لتصل نحو الكاميرا التي يعشق زواياها، ويلاحق أحلامه من الباب الواسع لهندسة الديكور التي يبرع فيها، وها هو يطلق موهبته إلى الناس في معرض الفنون التشكيلية في ثقافي "شهبا".

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنان الشاب "عمر الراشد" يوم الخميس الواقع في 16 تموز 2015؛ الذي تحدث عن علاقته مع الفن بالقول: «بدأت حكايتي مع الفن منذ الطفولة؛ حيث كنت أقضي العديد من الساعات مع والدي الذي لم يتابع موهبته بسبب ظروفه الخاصة لكنه أهداني إياها، وأكملت ما لم يستطع إكماله، حيث اعتبرها وسيلة لتسليتي في وقت تعبي ومرضي، فأحببت الرسم وأصبح جزءاً من حياتي، نشأت مع الألوان والورق الأبيض، وتبرمجت شخصيتي على صفاتها من حبِّ الناس والسلام والاحترام والإيجابية في الحياة».

شاهدت أعماله بتمعن كامل، فهو يمتلك الخيال الخصب الذي يخوله ليكون مهندس ديكور متميزاً، وفناناً تشكيلياً ذا رؤية خاصة، ولا شك أنه موهوب بالفطرة، وأكمل تفوقه في كلية الفنون ليصقل هذه الموهبة بالطريقة المثالية، رأيت في لوحاته الواقعية والتعبيرية، وشاهدت السريالي، حقاً هو فنان حقيقي يعرف ما يريد، ويأسر الناس بصورة مدهشة

وأكمل قصته مع الفن بالقول: «تابعت موهبة الرسم مع التفوق بالعلم وآمنت بها حتى آمنت بي، وتوجت حبي لها بلقب الريادة على القطر لعدة أعوام والفوز بمسابقات الرسم في المرحلة الإعدادية ضمن الشبيبة، وكل هذا زاد تعلقي بالفن بوجه عام وبجميع مجالاته واختصاصاته، وفي المرحلة الثانوية دخلت الفرع العلمي وأحببته وتفوقت به، وحين وصولي إلى الشهادة بدأت أفكر بطريقة جريئة لكل من حولي وصادمة؛ وهي دخول عالم الفن من الباب العلمي البحت، فدراستي العلمية كانت الطريق الصعب الذي اخترته لنفسي لأزيد ثقافتي وعلمي، والتفكير بمجال يدمج ما تعلمته وما خُلق معي، وهنا ظهر في حياتي الكثيرون من الناس الذين دعموني وآمنوا بي وأهمهم أهلي والراحل الأديب "منير بو زين الدين" مدير المركز الثقافي في "شهبا" الذي آمن بموهبتي، وكان بمنزلة أبٍ روحي لي، أشركني بدورات الرسم والتصوير التي تقام في المركز، وفي نهاية كل دورة يقام معرض ومنها المعرض الأخير الذي يقام الآن، وأعطاني مهمات كبيرة بالنسبة إلى عمري؛ كالإشراف على نوادٍ صيفية وتعليم الرسم والتصوير، ونصحني بدخول كلية الفنون الجميلة التي تطرح الفن بطريقة الصقل العلمي؛ وهذا ما أردته بالتحديد، فكنت محظوظاً بمروره في حياتي».

من أعماله الأخيرة

وعن المعرض الأخير، أضاف: «أنا في السنة الثالثة في كلية الفنون الجميلة باختصاص هندسة الديكور (عمارة داخلية)، وهو فرع عميق جداً ومن متطلبات عصرنا الحالي، فالوظيفة لا تكون كاملة عند إهمال الجمال الذي يجب أن يتبع لها، وهذا قانون العمارة الداخلية، فهي تدمج بين الهندسة المعمارية بكل مجالاتها بشكل بسيط للوصول إلى التصميم بشموليته العلمية والفنية والفكرية، وهذا ما استهواني ووجدت نفسي فيه، وبنفس الوقت تابعت تعليمي في مركز الفنون التشكيلية، وها أنا أعرض أعمالي مع زملائي في المستوى ما قبل الأخير، ووجدت الرضا والقبول من الذين تابعوا المعرض، وفي المرات المقبلة سوف أعرض أعمالي في مجال التصوير الفوتوغرافي الذي أعشقه، وهو مكمل لهواياتي في الفن».

الفنان التشكيلي المعروف "طلعت كيوان" تحدث عن لوحات الفنان الشاب "الراشد" بالقول: «شاهدت أعماله بتمعن كامل، فهو يمتلك الخيال الخصب الذي يخوله ليكون مهندس ديكور متميزاً، وفناناً تشكيلياً ذا رؤية خاصة، ولا شك أنه موهوب بالفطرة، وأكمل تفوقه في كلية الفنون ليصقل هذه الموهبة بالطريقة المثالية، رأيت في لوحاته الواقعية والتعبيرية، وشاهدت السريالي، حقاً هو فنان حقيقي يعرف ما يريد، ويأسر الناس بصورة مدهشة».

مدير الثقافة في المعرض
جزء من نتاجه الفني