قلب المخرج المسرحي "وليم الراشد" نصاً كتبته الطالبة "دينا الجباعي" إلى مسرحية تنبض بالحياة والوجع بعنوان "شتاء دافئ"؛ مقدمة لأمهات "سورية" على مسرح المركز الثقافي العربي في "شهبا" وسط حضور لافت لجمهور جلّه من النساء.

مدونة وطن "eSyria" التقت الشاب "وليم الراشد" في صالة المسرح عند افتتاح العرض المسرحي بتاريخ 19 آذار 2015، فتحدث عن عمله المسرحي الجديد بالقول: «يناقش العمل قضية المجتمع هل هو فاسد في هذا الوقت أم أن الفساد موجود فيه منذ القدم، عبر حكاية فتاة تدعّي الجنون وتتعامل مع الجميع على أنها مجنونة إلى أن يظهر شخص مجهول الهوية قد يكون من ماضيها البعيد أو من حاضرها الأسود؛ حيث يساعدها على سرد حكايتها فتبدأ السرد منذ أن كانت صغيرة في منزل والديها، وكيف دخل الغرباء وحرموها من سعادتها وسرقوا براءتها؛ حيث فقدت أهلها لتصبح يتيمة وحيدة، وكيف يتعامل مجتمعنا مع أمثالها فتعرضت للاغتصاب الذي ينتج ولداً هو أملها الوحيد، ولكن تجار الدم يسرقونه لتفقد آخر أمل لها بالحياة وتتخلى عن كل شيء، ففضلت الجنون على البقاء تحت رحمة المجتمع الذي لا يعرف الشفقة والرحمة لأمثالها، ولكن في النهاية علينا أن نقف مع بعضنا بعضاً لأننا جميعاً هذه الشخصية اليتيمة، وفي الختام ستحكى القصة ضمن أغنية اسمها البنت اليتيمة».

الشخصية التي ألعبها معقدة وفيها صعوبة كبيرة لأنها مجهولة الهوية، وبنفس الوقت أكون العنصر المقرب من الفتاة المجنونة حيث أدفعها لسرد قصتها، شخصيتي تحتاج إلى تفكير كبير لأنها تمثل الأمل على الرغم من عدم تمتعها بالكثير من الكلام، فهي تعبر فقط بصمت عن حالتها ضمن المجتمع، وهي عنصر أساسي لنهضة المجتمع الغارق في الفوضى والفساد

وتحدث الشاب "هادي الجبر" عن دوره في المسرحية بالقول: «الشخصية التي ألعبها معقدة وفيها صعوبة كبيرة لأنها مجهولة الهوية، وبنفس الوقت أكون العنصر المقرب من الفتاة المجنونة حيث أدفعها لسرد قصتها، شخصيتي تحتاج إلى تفكير كبير لأنها تمثل الأمل على الرغم من عدم تمتعها بالكثير من الكلام، فهي تعبر فقط بصمت عن حالتها ضمن المجتمع، وهي عنصر أساسي لنهضة المجتمع الغارق في الفوضى والفساد».

المخرج وليم الراشد

من جهتها تحدثت "سناء الصباغ" رئيسة رابطة الاتحاد النسائي في مدينة "شهبا" عن العرض الذي تابعته بالقول: «على الرغم من قساوة المشاهد التي عرضت إلا أن النص وصل بالفعل إلى الناس بقصته المؤثرة وعمق الطرح الذي تناول الوضع العام للوطن الجريح، والوضع الخاص للمرأة، كنا نتمنى أن نشاهد عرضاً كوميدياً يخفف الألم عن الناس غير أن الفكر الحر مطلوب في هذا الوقت لكي نعيد ما تهدم في النفوس والعقول، وننتقل إلى مرحلة البناء من خلال تكاتف جميع أبناء المجتمع».

الجدير بالذكر، أن أبطال العمل من طلاب المرحلة الثانوية وهم: "تيماء السيد"، و"منصور المتني"، و"رنيم المتني"، و"هادي الجبر". أما مؤلفة النص فهي "ديما الجباعي" في الصف الأول الثانوي، والمسرحية تعرض لمرة واحدة فقط في مدينة "شهبا" بمناسبة عيد الأم، حيث تم تكريم عدد من الأمهات في ختام العرض.

المجموعة في نهاية العرض
جمهور العرض