تتمختر مقتنيات "جمال مهنا" في مهرجان "شهبا" السابع للتراث والفنون في ثقافي "شهبا"، وكأنها عروس خارجة بأبهى حلة من منتصف القرن الماضي، وهو يصر على أن مجموعته التي تزيد على ألفين وخمسمئة قطعة ما زالت غير مكتملة.

مدونة وطن "eSyria" التقت السيد "جمال مهنا" جامع التراث المادي المعروف على هامش اليوم الأخير من المهرجان، يوم الأحد الواقع في 19 تشرين الأول 2014، الذي تحدث عن جديده من المقتنيات: «اشتركت هذه السنة للمرة الرابعة في المهرجان الأغلى على قلبي لكوني عضواً في جمعية "العاديات" التي تهتم بكل ما يتعلق بالتراث، وككل عام كان علينا أن نقدم أشياء جديدة للناس حتى لا يصابوا بالملل على الرغم من الشوق الدائم من قبلهم لرؤية أدوات الأجداد ويتذكرون ما كان في الماضي القريب، أو يتعرف أبناؤهم تلك الأشياء التي كانت مصدراً مهماً في حياة أجدادهم في الماضي.

أي جامع للتراث المادي واللا مادي في "السويداء" له الاحترام والتقدير في نفوس الناس، فهو يبذل جهوداً جبارة ويدفع الكثير من الأموال على حساب نفسه وبيته مقابل أن يحصل على أدوات قد تكون بسيطة في حجمها وشكلها، لكنها كانت فيما مضى تشكل ركناً أساسياً من أركان البيوت الجبلية القديمة، أو مصدر رزق للناس لا يمكن الاستغناء عنه، والسيد "جمال مهنا" دائم البحث ودائم المفاجآت لأنه يعتبر هذه الأدوات جزءاً من حضارتنا، وهي كذلك

والمجموعة هذه السنة تركزت على شكل افتراضي لبيت جبلي متواضع فيه غرفة العائلة التي يتوسطها (الوجاق) القديم الذي يعمل على الحطب وبقايا الحيوانات، وتتوضع أمامه (النقرة) مع دلال القهوة وعدتها المؤلفة من "المحماس، والمبردة، والمهباج" المتعة الصباحية في البيوت الجبلية القديمة، وكذلك يبرز (الببور) الذي يعمل بالكاز مع الغطاء الحديدي، وعلى جدار الغرفة المفترضة تتربع أطباق القش التي كانت تزين البيوت، وجانب الغرفة كانت عدة الفلاح التي يحتفظ بها كأنها جزء من العائلة للموسم القادم، فتشاهد عود الفلاحة ولوح الدراس، والعدة المرافقة لهما، و(القلفق) المخصص للمياه والمنشل والميزان الحديدي القديم، وما زلت أبحث عن كل جديد قديم فمجموعتي على كبرها لم تكتمل بعد».

أدوات الزراعة

وعن جديده لهذا العام، ورد الفعل من قبل الناس، أضاف: «كل ما يتعلق بالتراث المادي هو جديد بالنسبة للناس، فنحن ابتعدنا عن الجذور منذ زمن بسبب التطور العلمي والتكنولوجي والحداثة التي حولت المجتمع إلى مجتمع معرفي كبير لكنه يكاد يكون خالياً من الحب والسلام، وهذه الأدوات على بساطتها كانت مصدر فخر ورزق لعائلات الجبل، وفي كل الزوايا كان يوجد فيها صحن فخار أو قطعة زجاج قديمة، أو مكاناً لزينة ربة البيت، وهي ما يجعل المعروضات تلقى الإعجاب من كل الناس، وتشعرهم بالحنين، والقطعة التي أفتخر بعرضها هذه السنة كانت جرار الحبل الذي كان يعلق على الآبار القديمة من أجل نشل المياه، وهو قطعة باتت نادرة في الجبل ويزيد عمرها على مئة عام».

الباحث الأستاذ "كمال الشوفاني" تحدث عن رؤيته لما يقدمه "مهنا" من مقتنيات تراثية بالقول: «أي جامع للتراث المادي واللا مادي في "السويداء" له الاحترام والتقدير في نفوس الناس، فهو يبذل جهوداً جبارة ويدفع الكثير من الأموال على حساب نفسه وبيته مقابل أن يحصل على أدوات قد تكون بسيطة في حجمها وشكلها، لكنها كانت فيما مضى تشكل ركناً أساسياً من أركان البيوت الجبلية القديمة، أو مصدر رزق للناس لا يمكن الاستغناء عنه، والسيد "جمال مهنا" دائم البحث ودائم المفاجآت لأنه يعتبر هذه الأدوات جزءاً من حضارتنا، وهي كذلك».

جرار الحبل المركب على الآبار القديمة
صدر البيت المتخيل