المعرفة هي علة الوجود الإنساني، هكذا بدأ أستاذ الرياضيات "إبراهيم أبو كرم" سرده عن المعرفة والتربية والتنمية البشرية في ثقافي "قنوات"، فالتربية هي صناعة الإنسان، وهو ما يدخلنا حتماً في صلب التنمية البشرية.

مدونة وطن "eSyria" التقت الأستاذ "إبراهيم أبو كرم" نائب رئيس فرع جمعية العاديات في "السويداء"، بتاريخ 18 تشرين الأول 2014، فتحدث عن المفاهيم التي عنون بها محاضرته: «المعرفة والمعلومة مفهومان متداخلان ومتلازمان لكنهما مختلفان؛ فالمعرفة هي إدراك الشيء على ما هو عليه، أما العلم فهو إدراك الشيء بحقيقته. علماً أن توافر المعلومات لا يعني بالضرورة توافر المعرفة، فهناك فرق كبير بين الحصول على المعلومات وبين تحويلها إلى معرفة قادرة على حل المشكلات».

تبنى الأمم على الحوار الفعال الهادئ والمتزن الذي يحترم رأي الآخر، وهو السبيل الوحيد لعودة الحياة إلى وطننا الغالي، وإذا اختلف شخصان في إنكلترا في الرأي فيستعمل أحدهما التعبير الذي يقول: أتمنى لو وضعت قدميك في حذائي

وتابع يربط العلم والمعرفة بالتنمية البشرية: «المعلومات والمعرفة ينتجان مجتمعين؛ هما مجتمع المعلومات ومجتمع المعرفة، فإذا كان مجتمع المعلومات ينشغل بأمور البنية التحتية التي توفر الوسائل العلمية للوصول إلى مصادر المعلومات وتبادلها (الإنترنت، الإعلام المقروء والمسموع والمكتوب)، فهو يؤسس لإنتاج المعرفة الأعمق والأشمل، ويقوم باستغلال مجتمع المعلومات لبناء مجتمع يتمحور حول بناء القدرات للبحث عن المعلومات وتنظيمها ومعالجتها وتحويلها، واستخلاص المعرفة من كم المعلومات الهائل من أجل تطبيقها لأغراض التنمية البشرية. وكذلك تحويل المعلومات إلى موارد ملموسة من المعرفة النظرية والتطبيقية التي تساهم بشكل مباشر في التنمية المستدامة للمجتمع، وتضمن توفير الاحتياجات الضرورية وتكفل الحريات الأساسية للجميع».

جانب من الحضور

وقد دعا المحاضر للاهتمام بالعنصر البشري وخاصة الأطفال بإعدادهم وتربيتهم، ولكنه حذّر بنفس الوقت ألا يصبح الإنسان أداة لمزيد من المعارف، وتابع: «توكل مهمة المعلومات إلى الآلات كما هو الحال في محركات البحث، لكن الآلات تبقى مهما بلغت من الكمال غير قادرة على تعويض الإنسان عن العمل الفكري الذي يحول المعلومة إلى معرفة، حيث تقوم صناعة مجتمع المعرفة على الآلات والآليات والمنتجات. أما التربية فهي صناعة الإنسان الذي يولد على الفطرة، ثم يأخذ بالتشكل نفسياً وفكرياً وثقافياً، مروراً بالأسرة التي ولد فيها والمدرسة والمجتمع، وهي من أخطر المهام التي يقوم بها الإنسان، فإما أن ينشأ جيل بناء عامل ومجد، وإما أن ينشأ جيل على غير ذلك».

وقد تحولت المحاضرة إلى نقاش واسع وغني للوصول إلى التنمية البشرية المستدامة، حيث أوضح الباحث والناقد "محمد طربيه" أهمية الحوار بالقول: «تبنى الأمم على الحوار الفعال الهادئ والمتزن الذي يحترم رأي الآخر، وهو السبيل الوحيد لعودة الحياة إلى وطننا الغالي، وإذا اختلف شخصان في إنكلترا في الرأي فيستعمل أحدهما التعبير الذي يقول: أتمنى لو وضعت قدميك في حذائي».

يذكر أن المحاضرة قد أقيمت على هامش مهرجان "شهبا" السابع للتراث والفنون؛ الذي تقيمه جمعية "العاديات" بالتعاون مع المركز الثقافي العربي في "شهبا".