تشتغل السيدة "ميسون أبو كرم" كأنها تسابق الريح؛ وهي التي لم تغب عن مهرجان "شهبا" للتراث والفنون منذ أن انطلق، ولكنها تطل حاملة معها حبها للطبيعة والبيئة والفرح، وهي الفنانة التي تلون عالمها بدافع الحب والسلام والأمل بحياة جميلة لها وللآخرين.

مدونة وطن "eSyria" تابعت حالة الفنانة "ميسون أبو كرم" على هامش مهرجان "شهبا" السابع للتراث والفنون في ثقافي "شهبا"، بتاريخ 18 تشرين الأول 2014، حيث وصفت أعمالها الجديدة بالقول: «الشيء الجديد أن كل الأعمال التي قدمتها في المعرض مصنوعة من أشياء طبيعية خالصة، ولا يوجد أي عنصر صناعي فيها، وحاولت أن يكون ذلك كرسالة إلى الناس حتى يعودوا إلى الجذور الأولى، إلى الأرض التي تعطي بلا حساب أشياء جميلة ولا يمكن أن تخذلنا حتى بمخلفاتها البسيطة، فكل لوحة من هذه الأعمال تعبر عن فكرة برقت في مخيلتي وصنعتها لتكون منظراً مألوفاً للناس يمكّنهم من التفكير بما أسلفت، فلا شيء لا يمكن عمله إذا اقترن بالإصرار والرغبة في حصوله».

تعمل السيدة "ميسون" بصمت الكبار، وهي عندما تصنع من توالف البيئة، مما تنتجه الطبيعة وتعيد تركيبه محملة إياه ذلك الجمال فهي تساهم في المحافظة على الطبيعة الخلابة، وعلى تراث يحاول الكثيرون نسيانه أو تناسيه كأننا متغرّبون عن عالمنا، وأقصد بالتراث حرصها الدائم على إدخال مزايا جديدة لأدوات باتت من الماضي، فهي تصنع من المكانس مثلاً لوحة عجيبة يمكنها أن تعلق في الصالونات بكل فخر، وهو ما يتقاطع مع عملي في جمع التراث والمحافظة عليه

والباحث في مشغولات "أبو كرم" يكتشف الدقة في العمل والحرص على التفاصيل الصغيرة مهما كانت صعبة، والتوظيف الجميل لبقايا الخضار والفاكهة لتتحول إلى لوحة جميلة لا يمكن أن يصيبها تلف، حيث تقول: «في بستان والدي بمدينة "شهبا" كنت الزائرة له على الدوام أراقب أشجاره والنباتات التي تفتحت في أرجائه الواسعة، وأثناء عودتي إلى البيت يكون الطريق محور اهتمامي لعلنّي أجد ما يكمل الفكرة التي تختمر في رأسي، واكتشفت أن كل ما يقع عليه نظري يمكن أن يوظف في عمل فني، فالمهم أن نفكر بالجمال الداخلي قبل الخارجي لهذه الأشياء، والجمال يمدك بالطاقة المناسبة لكي تجد السلام مع نفسك ومع الآخرين فتظهر هذه الأعمال كما ينبغي، فحولت قرع الكوسا إلى بجعات جميلة، ومخلفات الفاكهة إلى صحن كبير من كل الأصناف الطيبة للعين والروح، وحتى أعشاش الطيور المهاجرة كان لها مكان في الأعمال الأخيرة، والحقيقة إن كل من يرغب بتعلم هذا الفن يمكنه ذلك بسهولة عندما تتوفر الإرادة والعين التي تنظر بجمال إلى كل الأشياء التي تحيط بنا».

بيت من الطبيعة

ولمس السيد "جمال مهنا" هذا الجمال الداخلي لما تقدمه الفنانة "ميسون أبو كرم" بطريقة مغايرة عدها تكملة لما يهدف إليه مهرجان "شهبا" للتراث والفنون بالقول: «تعمل السيدة "ميسون" بصمت الكبار، وهي عندما تصنع من توالف البيئة، مما تنتجه الطبيعة وتعيد تركيبه محملة إياه ذلك الجمال فهي تساهم في المحافظة على الطبيعة الخلابة، وعلى تراث يحاول الكثيرون نسيانه أو تناسيه كأننا متغرّبون عن عالمنا، وأقصد بالتراث حرصها الدائم على إدخال مزايا جديدة لأدوات باتت من الماضي، فهي تصنع من المكانس مثلاً لوحة عجيبة يمكنها أن تعلق في الصالونات بكل فخر، وهو ما يتقاطع مع عملي في جمع التراث والمحافظة عليه».

صحن كبير من الفاكهة
البجعة من القرع على طريقة "ميسون"