حاول الفنان "منصور الحناوي" تقديم باقة تعبيرية نابضة بالحياة صهلت فيها خيول عربية في حارات الحجارة السوداء و"معلولا"، ولاقت نبض البازلت الدافق بالعشق مع أعمال النحات "نشأت الحلبي".

عن تجربة غنية جمعها بعناية ليقدمها لجمهور عريض غصت به صالة العرض، تحدث الفنان "منصور الحناوي" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 31 آب 2014، خلال زيارتها للمعرض يوم افتتاحه في "ثقافي السويداء"، فقال: «الخيل مخلوق لطيف ولهذه الكائنات علاقة قوية بمرحلة الطفولة وذكريات نقلتها عن مداعبتي لها، وانطباع عاطفي جميل وأثر لعين الخيول وتلاقيها مع حالات إنسانية.

حالة فيها من السحر والجمال الذي يتحدث عن تجربة غنية راقية متناغمة التعبير، نقل لنا الفنان "منصور الحناوي" صهيل خيول عربية أصيلة تقدم نفسها بجمال فردي ودقة في اللون والحالة، ولن أبتعد عن النحت الذي عرض تجربة متطورة وصوراً تعبيرية خدمت الفكرة بشكل واضح

شكلت هذه الأعمال جزءاً من المعرض المشترك الذي قدمته مع النحات القدير "نشأت الحلبي"؛ ليكون على الضفة الأخرى أعمال تناولت البيئة السورية، لأنقل من "السويداء" صوراً لبيوت دافئة في مواسم الشتاء والصيف وحارات دمشقية، ولقطة لمنطقة "معلولا" التي زرعت في ذاكرتي، وحاولت التصريح عن هذه الذاكرة بعمل استوعب تجارب لونية متعددة للون الحار والبارد، وتفاصيل واقعية معبرة تقصدت تقديمها لقراء أعمالي، متشاركاً معهم في رؤى المكان وجمالية الحياة السورية المنطلقة من المكان».

الفنان منصور الحناوي

التعبير الحاضر مع النحت لطّف البازلت وسرق منه وحشية الحالة، كما حدثنا النحات "نشأت الحلبي" وقال: «قدمت مجموعة من المنحوتات التي أعتبرها منتمية للأسلوب التعبيري؛ حيث جعلتها مغمضة العيون وتخليت عن تفاصيل الشكل ليكون هذا البازلت مطواعاً معبراً عن رؤية أقتنع بها؛ وهي أننا عندما نريد التطوير والنجاح علينا التبحر في ذواتنا والتعرف بما لدينا من طاقات وقدرات تمكننا من إصلاح ذاتنا كخلية مشكلة لمجتمع كبير ناجح ومتطور، فما كان لدي من صور هي تعبير عن حالات إنسانية تحكيها الوجوه وتنقلها تعابير الجسد».

حالة التعبير طاغية وفق حديث الفنان "فؤاد أبو ترابي"، وقال: «المعرض منحاز للحالة التعبيرية الهادئة وفق مجموعات راقية قدمها الفنانان، حيث تظهر أعمال الفنان "نشأت" حالة تعبيرية راقية انتقلنا معها من فكرة النحت وارتباطه بالحالة الواقعية، هنا ملامح للفكر تطبع الأعمال وتفيض بمشاعر مالت باتجاه الطرح اللطيف والناعم على أجساد ابتعدت عن التجسيد الواقعي لمصلحة الفكرة».

الفنان نشأت الحلبي

الحديث عن صهيل الخيول نقلته أعمال غاية في الرقة والغنى، وعن ذلك تحدث النحات "جدعان قرضاب" بالقول: «حالة فيها من السحر والجمال الذي يتحدث عن تجربة غنية راقية متناغمة التعبير، نقل لنا الفنان "منصور الحناوي" صهيل خيول عربية أصيلة تقدم نفسها بجمال فردي ودقة في اللون والحالة، ولن أبتعد عن النحت الذي عرض تجربة متطورة وصوراً تعبيرية خدمت الفكرة بشكل واضح».

المعرض الثنائي مستمر لمدة عشرة أيام في المركز الثقافي العربي، حالة فنية متفاعلة تلقفها جمهور المدينة وتابعها.

الفنان فؤاد أبو ترابي