التوثيق ثقافة، تجسد كل لحظة من اللحظات التاريخية، التي حملت ذاكرة إنسانية، لتكون الجزء الهام في تذكر الأشياء، كأن يوثق عمل مضى عليه سنوات عدة، أو تذكير بأحداث معاصرة، كما في مهرجان الجبل الأول الذي ضم فعاليات ثقافية ومعروضات فنية وأزياء شعبية، كما فعل الأستاذ "رياض نعيم" بمعرض وثائقي ضم 111 صورة، ضمن فعاليات مهرجان الجبل الثاني.

حول المهرجان وطبيعة التوثيق بين المخرج "رفعت الهادي" لموقع eSwueda قائلاً: «ضمن فعاليات مهرجان الجبل الأول عملنا على إخراج كرنفال المهرجان الذي لاقى استحسانا وقبولا عند البعض ونقدا موضوعيا عند الآخر، حيث رافق المهرجان لقاءات إعلامية، وندوات ثقافية شاملة، ومسرحيات فنية، ما جعل الأستاذ "رياض نعيم" يوثق تلك الفعاليات لأهمية تلك الصور، التي تنم عن عمق اللقاءات والملتقيات الإبداعية، والتي تشكل بمجملها مهرجانا يحمل منظومة من العادات والتقاليد العربية التي عرفت بها بالسويداء منذ القديم، وقدمها بصورتها الفنية الجميلة، إضافة لمجموعة من الصناعات اليدوية التي تدل على تاريخ الصناعة في المحافظة، وما تمتلكه من مواهب فنية محلية في حياكة السجاد والبسط، كذلك من العناصر الفنية الشابة في التمثيل المسرحي، والأداء الغنائي، والاحتفالات التي جرت في ساحات المدن مثل "صلخد، وشهبا، وقنوات، والقريا، والكفر" وباقي أرجاء السويداء، إضافة إلى الفعاليات التجارية والصناعية التي تم عرض منتجاتها في حديقة الفيحاء، والتي توافد عليها آلاف الزوار من المحافظات السورية، لعل كل ما جاء يشعر المرء المشاهد للصور الموثقة بتلك اللحظات الجميلة التي عاشتها السويداء، وهذا يعتبر حالة متطورة ومتقدمة في التوثيق للأعوام القادمة، من مهرجان الجبل الثاني، والأستاذ "نعيم" له اهتمامات في جمع الوثائق والصور، ومكتبته تحتوي على آلاف منها، وهو يسعى على جمعها وأرشفتها وحفظها، كذلك له معارض كثيرة داخل المحافظة وخارجها مستعرضاً التراث الشعبي والثقافي والتاريخي للمكان بأزمنة مختلفة، وأماكن اختلفت معالمها عن زمن توثيقها».

لا بد لكل محافظة أقامت مهرجاناً لها أن تعبر عن ثقافتها المحلية، والمعرض المرافق يأتي عملية تكميلية لما هو مقرر في عمل المهرجان من مساهمات ثقافية وفكرية ومعروضات فنية يدوية أو مسرحية بنص درامي، أو غنائي موسيقي، وهذا الشيء هو الذي يرفد المهرجان بصور توثيقية يقدمها الموثق في مهرجانات لاحقة ويعيش الناس عندئذ لحظاتهم الماضية بما شعروا به من سعادة وفرح، وبدوري أسعى إلى جمع الوثائق والصور القديمة وألقى الاهتمام في كل معرض أقيمه لأنه يعبر عن تاريخ وحضارة وعراقة بلدي الحبيب

وعن اللحظات التي وثقها المعرض بالصور بين الأستاذ "رياض نعيم" قائلاً: «عملت منذ عقود على التوثيق وأحاول تقديم صور لجرائد قديمة صدرت في سورية، وصور لأشهر أعلامها الثقافية والفكرية والسياسية والوطنية، وهذا المعرض يشمل العديد من الصور في افتتاح مهرجان الجبل الأول، وفعاليات الكرنفال الذي تم بسواعد فنية قدمت صورة جميلة عما تشتهر به من عادات وتقاليد بطريقة استعراضية قامت بها مؤسسات خدمية وشركات ودوائر حكومية، إذ كل مؤسسة إنتاجية عرضت ما يظهر مهام عملها على شكل مجسم محمول على عربة أو سيارة مرت من أمام منصة الشرف، لعل من يقف أمام الصور بعد عام يتذكر تلك الأحداث بوقفة تأملية فيها من التقويم للعمل، أي لما بذلته المحافظة من جهد، طارحاً مجموعة من الأسئلة؟..

المخرج رفعت الهادي

ولهذا حاولت توثيق ما يقارب 111 صورة عن المهرجان الأول في هذا المعرض، مستعرضاً الفعاليات وكيف كانت فرحة الناس وطريقة تعابيرها، وفق منظومة العادات والتقاليد العربية مثل الأعراس الشعبية وما يتخللها من عادات كزفة العروس، والحنة، وركب الخيل للعروسين، واللباس الشعبي من الطربوش المشنلشل بالذهب، وكذلك المناسف العربية بحلقات عدة منها حلقتان وثلاث وأربع وصولاً إلى ثماني حلقات في بيوت عربية ومضافات تعبر عن عمقها التاريخي بالصور».

وحول ظاهرة المعارض المرافقة للمهرجانات بين "نعيم" قائلاً: «لا بد لكل محافظة أقامت مهرجاناً لها أن تعبر عن ثقافتها المحلية، والمعرض المرافق يأتي عملية تكميلية لما هو مقرر في عمل المهرجان من مساهمات ثقافية وفكرية ومعروضات فنية يدوية أو مسرحية بنص درامي، أو غنائي موسيقي، وهذا الشيء هو الذي يرفد المهرجان بصور توثيقية يقدمها الموثق في مهرجانات لاحقة ويعيش الناس عندئذ لحظاتهم الماضية بما شعروا به من سعادة وفرح، وبدوري أسعى إلى جمع الوثائق والصور القديمة وألقى الاهتمام في كل معرض أقيمه لأنه يعبر عن تاريخ وحضارة وعراقة بلدي الحبيب».

جانب من المعرض
رياض نعيم