عقدت في المركز الثقافي العربي في مدينة شهبا محاضرة عن الحلاج (الحسين بن منصور) حاضر فيها الاديب والشاعر صياح الحلبي.

بدأت المحاضرة بتعريف مفصل عن التصوف.

فالصوفي هو من سلك طريق التصوف ورق قلبه لدرك الحقائق الالوهية عن طريق الحدس والالهام.

المعنى الاصطلاحي: التصوف هو نظام تديني عرفته منطقتنا العربية والاسلامية وهو على نوعين اما ان يكون اجتماعيا او معرفيا.

فالتصوف الاجتماعي يكون معارضا لسلطة الدولة وسلطة الدين وسلطة المال وهذا النوع من التصوف يمكن ان نجده عند غالبة المتصوفين.

اما التصوف المعرفي فهو التصوف الفلسفي مثل ابن سبعين والشيخ الكبير ابن عربي وكلمة الصفاء منهم من ردها الى الصفاء او الصفة او التسمية الثالثة وهي الرائجة فتعني لبس الصوف.

وارتبط التصوف بحادثة رجل يدعى الغوث بن مر وهذا الرجل عندما ولد كانت امه قد نذرته للكعبة ان شب واصبح رجلا وفعلا عندما كبر ابنها صرخت الام قائلة (صار ابني صوفا) وهي ترجع الى الجد الاول بني صوفة الذي ارتبط اسمه بخدمة الكعبة والحجيج والاصنام.

اقوال من التصوف:

وعرج الاستاذ صياح الى اهم الاقوال التي تناولت التصوف حيث قال الجنيد البغدادي: التصوف هو ان تكون مع الله بلا علاقة وان يميتك الحق ويحيك به.

اما المصري فقال: المتصوف هو اثر الله على كل شيء والصوفي هو ألا تملك شيئا ولا يمكنك شيء.

وقد ورد عن جابر بن حيان ان اول المتصوفين في المنطقة العربية هو ابو هاشم الذي ولد بالكوفة وعاش ومات في دمشق عام 160 هجري.

وبعد هذا العرض عن الصوفية تحدث الاستاذ صياح عن الحلاج حياته ومولده وعلمه ومحاكمته وموته حيث قال:

الحلاج هو لقب وليس اسم حيث كان اسمه الحقيقي الحسين بن منصور الذي ولد في واسط عام 244 للهجرة وكان لقبه أبا المغيث. وتوفي عام 309 للهجرة، تصوف وكان عمره ستة عشر عاما وتتلمذ على يد سهل التستري مدة عامين ثم انتقل بعدها من واسط الى بغداد ورافق المتصوفة منهم جنيد البغدادي.

وكان كثير الاسفار حيث زار مكة المكرمة ثم بلاد فارس والهند والصين وفي الهند والصين تعلم السحر والطب والسيمياء ثم عاد الى بغداد من جديد.

محاكمة الحلاج ومقتله:

في القرن الثالث الهجري وفي زمن الخلافة العباسية وتحديدا في ايام الخليفة المقتدر بالله شهد المجتمع العباسي انقساما طبقيا حادا بين الاثرياء واصحاب النفوذ وحاشية الخليفة من جهة وبين عامة الناس من جهة اخرى حيث وجد الناس في الفلاسفة الملاذ الآمن واتجهوا الى المتصوفين لرفع الظلم عنهم. ما دفع بالخليفة وحاشيته لتأليب الناس على الحلاج، فعقد مجلسا خاصا في عام 301 للهجرة وامر بوضع الحلاج في السجن وكفر فيه واعتبره مشعوذا وساحرا واتهمه بأنه ألحد بالله واشرك به عندما قال:

انا من اهوى ومن اهوى انا

نحن روحان حللنا بدنا

وفي عام 309 من يوم السبت الحادي والعشرين من ذي القعدة عقد مجلس آخر برئاسة القاضي ابو عمر محمد بن يوسف حيث استجوب الحلاج قائلاً: من اين لك هذا؟ ومن اين لك هذا الكلام؟

فقال الحلاج: هذا من كتاب الاخلاص لأبي الحسن البصري.

فقال القاضي: لقد كذبت يا حلال الدم.

وبعد ذلك سلمه الى قائد الشرطة يوم الثلاثاء من ذي القعدة حيث جلد على مرأى من الجميع الف سوط وكان مع كل سوط يقول احد احد... ثم قطعت يداه ورجلاه ويقال إنه لم يتغير لونه ولم يتغير شكله ابداً.

ثم صلب على الجذع في الشارع الجديد في بغداد وفي اليوم الثاني قطع رأسه واحرقت جثته ونثرت في نهر دجلة.