بين خفقات الحياة ورؤية المستقبل، يعم ضجيج صوت القاصة "وجدان أبو محمود" بصوتها الإبداعي الحامل لقيم الحياة ومواكبة الأحداث والوقائع بروح شبابية، ولغة عتقية نابعة من تخمر ثقافة وجدانية ملامسة لهموم المجتمع، متجانسة مع صلابة الحجارة البازلتية التي تأخذ من نمنماتها أنموذج لصلابة الأديب في وجه رياح، إلا أنها سرعان ما تعود لذاتها بقفلة مفاجئة.
حول الأعمال الأدبية للقاصة "وجدان أبو محمود" بين الناقد والأديب" محمد طربيه" عضو جمعية النقد في اتحاد الكتاب العرب قائلاً:
لعلنا اليوم نقف على عتبات نص لقاصة تملك من القصة مقومات الصوت المدوي، والموهبة، اللامعة، فقد عملت بمجموعاتها على المزج بين الحركة والفعل، والبعد الزماني والمكاني، طارحة صوتها في لغة سردية ربما تملك السهولة في إيصال الفكرة، إلا أنها تحمّل نصها معاني ومشاهد كثيرة من شأنها التركيز على العقدة الفنية أو التتابع الزمني في الحبكة، لكن الأهم ما في "وجدان" معالجتها للوقائع والقفلة المتعددة، فهي صوت شبابي جميل، في عُرَب أنغام متواترة على مقام الصمت وضجيج المكان
«لعلنا اليوم نقف على عتبات نص لقاصة تملك من القصة مقومات الصوت المدوي، والموهبة، اللامعة، فقد عملت بمجموعاتها على المزج بين الحركة والفعل، والبعد الزماني والمكاني، طارحة صوتها في لغة سردية ربما تملك السهولة في إيصال الفكرة، إلا أنها تحمّل نصها معاني ومشاهد كثيرة من شأنها التركيز على العقدة الفنية أو التتابع الزمني في الحبكة، لكن الأهم ما في "وجدان" معالجتها للوقائع والقفلة المتعددة، فهي صوت شبابي جميل، في عُرَب أنغام متواترة على مقام الصمت وضجيج المكان».
موقع eSwueda التقى القاصة "وجدان أبو محمود" عضو اتحاد الكتاب العرب بالحوار التالي:
** على ما يبدو تتسع حالة التردي التي تنسحب على المشهد الثقافي السوري لعدد هائل من المتطفلين ولهذا لا أفضل الحديث بالعموميات لأن الكم تلقائياً سيطغى، أما المهم حقاً فهو التجارب الفردية اللافتة والتي لا يمكن إغفالها والمعرضة دوماً للتراجع في ظل غياب حركة نقدية داعمة وحقيقية.
** في الحقيقة أستهجن سؤالك يا سيدي إذ كيف لي أن أتحاشى شخصيتي وطبيعتي وإرثي الإلهي وبالتالي أنوثتي في الكتابة والتي هي محاولة لإعادة تشكيل العالم بأنامل العاطفة والذاكرة والتجارب، أما إذا كانت الصور التعبيرية تهمة فإني سأعترف لك بوجود شيطان صغير يخرج كلما خرج القلم ويهمس: اكتبي بالشعر قصة، أقلق أحياناً من جعله إياي أستغرق في التفاصيل، أنتصر مرة وينتصر مرات والصراع الممتع ما زال قائماً بيننا.
** أعتقد أن المسافة ما بين خاتمة مفاجئة وخاتمة دائرية على المقياس التصنيفي ليست قصيرة بحيث إنها تحتمل عدداً لا بأس به من التصنيفات الفرعية وهذا بالنسبة لي أمر مطلوب دائماً لأنه مرافق لعملية التجريب والابتكار والبحث عن المتفرد، يقولون إنّ مهمة المقدمة تخدير القارئ وأقول إن مهمة الخاتمة إيقاظه من هذا الخدر بطريقة حاسمة تضمن سيطرة خدر أطول أمدا على صعيد الخيال والأفكار والمشاعر. أتصيّد الإدهاش والتأثير الصادم في كل قفلة سعياً - كغيري- وراء اللحظة الخالدة، أما إن كنت أنجح أم لا فهذا حديث آخر...
** اسمح لي أولاً أن أتحفظ على فكرة أن لغة السرد ترتبط بانحطاط اللغة، لا أجدني أنساق خلف أي قاعدة من باب الواجب، الباب الوحيد الذي لا يفتح من القلب، أما بالنسبة للتكثيف فهو من أدبيات فن القص، إنه دليل إتقان وحرفية، مازلت أعترف بميلي لشيطان الشاعرية المغري بالتوسع غالباً، لكني لا أجد ضيراً في الحفاظ على شعرة معاوية بين الاثنين لطالما تصب النتيجة في مصلحة العمل الأدبي بعيداً عن التكلف كما قلت.
** لا أتفق معك على اسم الحالة أنت تراها تخبطا وأنا أراها حالة نمو طبيعية للتمايز والتجريب وإيجاد الشخصية الذاتية، قد لا تكون هذه الحالة ناضجة كفاية والسبب غياب أشياء كثيرة، من بينها غياب النقد فعلاً، وإذا شئت الحديث عن النقد فأنت ولاشك ستبدأ من نقد النقد لأن تحسس غياب النقد وحده مؤشر على أنه ليس بخير.
** لا أعتقد أن النظريات في العالم مهما بلغت من عظمة قادرة على الإحياء والإلغاء، إنها منذورة للتقويم والتسديد والارتقاء وهذه أمور عظيمة بحد ذاتها، دعنا نقول إننا بحاجة لنظريات نقدية تساهم في النهوض بالأدب الروائي القصصي.