وحدها المصادفة كانت وراء تألق "وعد ناصر" في تصميم الديكور الداخلي والخارجي، ونقلتها من مجرد حالمة إلى فتاة صغيرة مبدعة، تتحمل مسؤولية مشاريع كبيرة، فأثبتت نفسها خلال مدة قياسية، وبات لها خطها الخاص المميز الذي يحمل اسمها.

الشابة التي كانت تعشق القصة القصيرة، وتتمنى دخول عالم الأدوية، تحولت إلى مصممة ديكور بين يوم وليلة، قالت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 تموز 2018: «بدأت القصة في مكتب والدي الهندسي عندما شاهدني زميله، وطرح عليّ تعلّم برامج تتعلق بالديكور والعمل في مكتبه، وهكذا بدأت، كانت قصة سريعة وبلا تفكير، وغريبة في الوقت نفسه، لكنها تحولت إلى منهج دائم للحياة، وتتعلق بأشياء جميلة ويمكن أن تكون خالدة في حال توفرت لها الإرادة والرغبة ورأس المال الذي يعدّ العامل الأساسي».

بدأت القصة في مكتب والدي الهندسي عندما شاهدني زميله، وطرح عليّ تعلّم برامج تتعلق بالديكور والعمل في مكتبه، وهكذا بدأت، كانت قصة سريعة وبلا تفكير، وغريبة في الوقت نفسه، لكنها تحولت إلى منهج دائم للحياة، وتتعلق بأشياء جميلة ويمكن أن تكون خالدة في حال توفرت لها الإرادة والرغبة ورأس المال الذي يعدّ العامل الأساسي

اصطدمت "وعد" بأول بمشروع تصميم مطبخ يحتاج صاحبه إلى لمسات فنية تطبق بدقة، وكان هذا العمل على بساطته دافعاً كبيراً لتثبت قدراتها، وقالت: «كانت بداية صعبة؛ لأن صاحب العمل طلب مني أن أصمم شيئاً فريداً لكي ينفذ بحذافيره، كنت خائفة جداً لأنني لا أملك المفاتيح الأكاديمية، وكنت أعتمد مبادئ بسيطة في فن الديكور، لكنني اتكلت على خيالي في إنجازه، ونجحت تماماً بفضل وقوف والدي والمهندس "نضال نوفل" الذي ساندني منذ البداية، وكان نجاحاً مفرحاً ومبشراً، حيث استمتع صاحبه بالألوان المستخدمة، والبساطة الجميلة، فجاء المشروع الثاني الضخم، الذي كان عبارة عن منتجع سياحي في قرية "المجيمر"، وحصراً الديكور الخارجي، وهو تحدّ كبير لم أتوقعه، لكن المهندس المعماري وعدني إذا كان التصميم مبدعاً سوف يضع اسمي في صفحة مديرية سياحة "السويداء"، وينشروا المشروع، وهو الذي حدث بالفعل. كان صاحب المنتجع معجباً جداً بالتصاميم، ووعد بتنفيذها كاملة، وأظن أن المغامرة الكبيرة نجحت على الرغم من الخوف الذي اعتراني، لكن كان هناك شيء خاص في التصميم مختلف وخارج عن المألوف».

أحد تصميماتها الحديثة

وعن المصاعب التي تواجه تصميم الديكور وعدم تنفيذه كما هو، قالت: «هذه الفكرة موجودة في "سورية" بوجه عام، وهذا النمط من العمل ليس مألوفاً عند الجميع، وخاصة في "السويداء"؛ فهناك فئة كبيرة من المقاولين وأصحاب المصالح العقارية عندما يشاهدون التصاميم يظنون أنها سهلة وبسيطة، غير مدركين لحجم التعب والإبداع الموجود فيها؛ لذلك يكون التنفيذ سيئاً، وقد يغيرون فيه حسب قناعاتهم غير مدركين للفكرة الأساسية؛ لهذا يخرج التصميم ضعيفاً، وغير محبب للعين. وبعد هذا وجدت في سيدة أعمال منفتحة على كل ما هو فريد، وكانت تحب الاختصاصات وتحترم عمل كل مهنة؛ لذلك كان تصميم مركز للتجميل مغامرة من نوع خاص؛ لأن صاحبته حالمة وطموحة، وهو ما يلتقي مع أفكاري وأهدافي. عندما بدأت العمل في هذه المهنة الواسعة، قررت في البداية الاستماع مطولاً إلى الزبون لأعرف النمط الذي يرغب به في العمل، وبعد ذلك أترك المساحة الكافية لما يبتكره عقلي وما يحسنه خيالي لنتفق على الرؤية النهائية للعمل. فالزبون يريد نتيجة مرضية وجميلة، وأنا أرضي فضولي لكون اسمي موجوداً على التصاميم، ويعطيني دافعاً للأمام».

وعن طفولتها ومواهبها التي استفادت منها في احترافها لاحقاً، قالت: «هي طفولة عادية، لا يوجد شيء استثنائي، كنت طموحة جداً في الدراسة، وأرغب في دراسة الصيدلة، لكن ظرفاً طارئاً حال دون تحقيق طموحي، فدخلت معهد "البرمجة" في "اللاذقية"، كنت من الأوائل على الدفعة، ومعدلاتي بالمواد كانت مرتفعة، وكان حلمي أن أدخل الجامعة عن طريق المعهد، لكن الظروف مرة أخرى منعت تحقيق رغبتي لقرار الجامعة بعدم حصول ذلك. أصابني اليأس، لكنني لا أستسلم، واعتبرت أن القدر ساعدني لأدخل مجال الديكور».

مطبخ عصري مبتكر

المغتربة "إيناس سلوم" تحدثت عن موهبة "وعد" التي لمستها عن قرب، وتقول: «تعاونت مع "وعد" في إنجاز تصميم عصري لمركز التجميل الذي أطمح إلى افتتاحه قريباً، كنّا نتشارك في الأفكار، وكانت مستمعة جيدة، وتمتلك أفكاراً خلاقة على الرغم من صغر سنها، وهي تعرف ما تريد. في المركز أفكر دائماً براحة السيدات وكل تفصيل مهما كان صغيراً، أرغب بعمل شيء مميز وبعيد عن التقليد والتفكير في الربح، وهذا ليس دعاية أو استعراض، فالربح يأتي لاحقاً عندما تريد تقديم خدمة مناسبة، وهكذا كان تصميم الديكور الداخلي الذي ابتكرته "وعد"، فيه بساطة وجمال ويجعل الخيال يسرح نحو عوالم جميلة».

يذكر أن "وعد ربيع ناصر" من مواليد بلدة "شقا"، عام 1993.

مع إيناس سلوم في العمل