فنان استثنائي ينتمي إلى جيل الروّاد في الفن التشكيلي، ويعدّ أول الخريجين الأكاديميين في "السويداء"، لا يزال في ذاكرة من عرفه وعاصره من الفنانين والمهتمين بالفن، إنه الفنان الراحل "سليم العشعوش".

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الفنان التشكيلي "أكرم حمزة" المقيم حالياً في "هولندا" بتاريخ 30 حزيران 2018، فحدثنا عن الراحل "سليم العشعوش" استناداً إلى معلومات جمعها بجهد شخصي عنه وعن نشاطه الفني، حيث قال: «زرت بيته قبل وفاة زوجته "نادية حمزة"، واطلعت على أعماله ومكتبته، وكنت برفقة عدد من الزملاء الفنانين، ومنهم الفنان "جمال العشعوش"، المرحوم كان أول خريج أكاديمي في "السويداء" عام 1967، وترافق مع تخرّجه تخرّج الفنان الراحل "سعيد حمزة" في قسم التصوير بجامعة "دمشق"، وبعدها بعامين تخرّج الفنان "جمال العباس"، وهو من مواليد عام 1941، وبهذا يعدّ "سليم العشعوش" أول فنان خريج فنون تشكيلية في محافظة "السويداء"، ولم يأخذ حقه من زملائه والمؤسسات الثقافية، لكنني قمت بتكريمه عام 2002 مع مجموعة من مكرمي الرواد التشكيليين في المحافظة».

بدأ مشواره الفني عام 1946، ونذر نفسه للفن منذ عام 1963 كعضو مؤسس لجمعية "أصدقاء الفن"، درس الفن أكاديمياً في "إيطاليا" وحصل على شهادة دبلوم في التربية الفنية من "روما"، من أوائل الأعضاء في نقابة الفنون الجميلة، شارك في العديد من المعارض في "سورية" و"إيطاليا"، كما نشر العديد من المقالات عن الفن في صحف ومجلات محلية وعربية وأجنبية، سافر إلى "الإمارات" وتعاقد مع وزارة التربية لتدريس التربية الفنية، شارك أثناء وجوده في "الإمارات" بمعارض الشباب، وحاز الجائزة الأولى في المعرض الثاني

وأضاف من خلال الصحف التي اطلع عليها عن أعمال وحياة الفنان "العشعوش": «بدأ مشواره الفني عام 1946، ونذر نفسه للفن منذ عام 1963 كعضو مؤسس لجمعية "أصدقاء الفن"، درس الفن أكاديمياً في "إيطاليا" وحصل على شهادة دبلوم في التربية الفنية من "روما"، من أوائل الأعضاء في نقابة الفنون الجميلة، شارك في العديد من المعارض في "سورية" و"إيطاليا"، كما نشر العديد من المقالات عن الفن في صحف ومجلات محلية وعربية وأجنبية، سافر إلى "الإمارات" وتعاقد مع وزارة التربية لتدريس التربية الفنية، شارك أثناء وجوده في "الإمارات" بمعارض الشباب، وحاز الجائزة الأولى في المعرض الثاني».

"سليم العشعوش" أثناء افتتاح أحد معارضه

وتابع "حمزة" متحدثاً عن معارض "العشعوش" بالقول: «أقام الكثير من المعارض الفردية، كان أولها في الفندق "السياحي" في "السويداء" بتاريخ 12 تموز 1971 بمناسبة الأسبوع السياحي في "السويداء"، ضمّ المعرض اثنين وأربعين عملاً هي خلاصة أعماله الفنية طوال ربع قرن من الزمن، كما ضمّ ثمانية وعشرين عملاً نحتياً من جذور الكرمة، وكان معرضاً مميزاً في ذاك الوقت، ثم أقام معرضه الثاني والأول في "دمشق" في صالة "الشعب" لنقابة الفنون الجميلة، حمل عنوان: "المنحوتات الطبيعية" بتاريخ 12 تموز 1972، ضمّ المعرض أربعين عملاً نحتياً مستمدة من المواد الخام لجذور الكرمة وأغصانها بأحجام متنوعة، وحاول الفنان ربطها بأشكال واقعية إنسانية، ثم أقام العديد من المعارض في المحافظات السورية، وفي عام 1974، أقام معرضاً لأعماله ضمن فعاليات المهرجان المسرحي في "السويداء"، وكان لمساهماته العديدة فضل في نجاح المهرجان، وعرض فيه اثنتين وثلاثين لوحة من أعماله الجديدة، التي كان يطور من خلالها تجربته ورؤيته الجمالية، ثم أقام معرضه الفردي الثاني في "دمشق" في صالة الشعب بعنوان: "الأرض والإنسان"، ليسافر بعدها إلى "الإمارات" ويقيم معرضاً في مكتبتها العامة في "دبي" بتاريخ 4 حزيران 1977».

ومن محفوظات "أكرم حمزة" أيضاً كتب الدكتور "غازي الخالدي" مقالة نقدية في صحيفة "البعث" عام 1972، بعنوان: "جذور الكرمة التي تحولت إلى قيم تشكيلية" عن معرض الفنان "سليم العشعوش"، حيث يقول: «تجربة جديدة يطرحها الفنان من خلال رؤية خاصة لمعطيات الطبيعة التي قلما تلفت نظر العين العادية، لقد أضفى الفنان على هذه الجذور الطبيعية للكرمة معنى جديداً، حيث تجاوزت مهمتها الوظيفية كنبات، إلى قيم جمالية خالصة نتيجة تصعيد مفهوم الشكل عند الفنان، ولهذه التجربة أهمية خاصة لأنها تعني التجديد بالنسبة للفنون التشكيلية، وهذه المغامرة تحمل في طياتها روحاً جريئة. إن تتبع التحولات في الطبيعة أعطت الفنان فرصاً أخرى للتأمل والبحث، والمهم أن يعرف الفنان كيف يستفيد من هذا، ويمكن أن نجد في تجربة "العشعوش" مراحل متقدمة نتيجة التعمق والبحث المستمر من خلال خامة بسيطة».

جزء من لوحاته التشكيلية

المخرج "غسان جبري" كتب في مجلة "جيش الشعب" بعددها الذي يحمل الرقم 1358 عام 1978 عن الراحل "العشعوش" قائلاً: «جمعتني به المصادفة في صيف 1974 عندما كنت أتابع وسط جمهور غفير مهرجان "المسرح المدرسي" الذي أقيم بمدينة "السويداء" آنذاك، كانت أعماله الفنية المعروضة من لوحات ومنحوتات في معرض أقيم بمناسبة مهرجان المسرح، وقد أخذت مني كل اهتمامي وبدأت أبحث عن "سليم العشعوش"، وتكررت لقاءاتنا طوال مدة المهرجان، كان يحب الطبيعة حباً لا يوصف، وكان يقول إن رسماً جميلاً للشجرة لا يمكن أن يكون أفضل من الشجرة ذاتها، ومن هذا المنطق كان يقول إن في الزراعة فناً يفوق كل الفنون، وحب "العشعوش" الرسام والنحات للأرض جعله يتخذ أسلوباً مميزاً؛ فظهرت له أعمال في النحت تعبر عن مكنونات فنان يفهم العالم والحياة فهماً دقيقاً. حبه للأرض جعله يختار مادته الأولية في منحوناته من الأشجار، وخاصة أشجار "الكرمة" التي يعدّها رمزاً للحياة والانتماء إلى الأرض، ومن تلك الاشجار التي تزرع بكثرة في "السويداء" صنع روائع فنه وعرضها في معارض عديدة في "دمشق" وغيرها قبل سفره خارج القطر».

"سهام أبو عسلي" من أقارب الفنان الراحل "سليم العشعوش"، قالت: «خالي الفنان "سليم العشعوش" من مواليد "السويداء" عام 1932، كان موهوباً منذ الصغر في الرسم، وكانت لوحاته تعلّق على جدران المدارس التي درس فيها لتميزها، وكان دائماً محط إعجاب مدرّسيه، حصل على بعثة لدراسة الفن التشكيلي في "إيطاليا" عام 1971، وبعد عودته سافر إلى "الإمارات" وبقي فيها حتى عام 1978، حيث توفى في ذات العام أثناء عودته إلى وطنه، ودفن في مدينته "السويداء". كان من المفترض أن يسمى قسم الفن التشكيلي في مديرية الثقافة باسمه، لكن هذا الموضوع لم يتم، علماً أنني قدمت ما كان بحوزتي من صور شخصية وصور للأعمال إلى الإدارة المحلية».

من منحوتاته من جذور الكرمة