تختصر في أسلوبها حالة عشق للغة بوصفها طريق النجاح، حيث حرصت المدرّسة "سراب شنان" على تمكين ملكاتها الذاتية لتقدمها لطلابها، على طبق من المعرفة الكاملة بجمالياتها.

على مقاعد الدراسة التي كانت مصدر معرفتها لعالم اللغة الإنكليزية ثقافة وأدباً، تعلقت بما يكثف علمها لتبدأ معها رحلة بحث كان أولها طرائق التعلّم، وكيف نخرج من تقليد جامد وبديهيات تعلّم اللغة التي نال منها التكرار والدوران على محور واحد، لتتحول إلى فضاءات أكثر سعة جعلت منها إحدى المدرّسات العصريات اللواتي حلّقن بعالم اللغة بروح جديدة، كما بيّنت في حديثها لمدونة وطن "eSyria"، بتاريخ 13 نيسان 2018، وقالت: «لا أنسى أول الدروس التي تلقيتها على يدي مدرّسين متميزين للغة الإنكليزية، وما شعرت به من انجذاب قوي لها مذ بدأت تعلّمها في الصف السابع، وكيف تحوّل هذا الانجذاب إلى شغف في المرحلة الثانوية.

لمبادرة التطوير بمفاعيلها الإيجابية على المدرّس أهمية كبيرة، لكونها حالة حيوية محفزة، وقد تابعت العديد من الورشات، وكانت بالنسبة لي تجارب اختبرتها مع طلابي لتطوير وسائل التواصل معهم، وتحقيق الهدف الحقيقي بتعلّم مجدٍ ومثمر للغة بكل تفاصيلها، يكفي أن نصل إلى مرحلة الطالب المتقن للغة محادثة وكتابة وفهماً كاملاً لقواعدها. كذلك فقد اجتزت بتميز دورتين لدمج التقانة بالتعليم أتاحتهما وزارة التربية مشكورة؛ إيماناً وحرصاً منها بأهمية تأهيل المدرسين لدمج التقانة بالتعليم؛ أولهما في محافظة "حلب" عام 2008، والثانية في محافظة "السويداء" عام 2017. وهذا ما أتاح لي تدريس اللغة الإنكليزية في شعبة التعلم المتمازج الوحيدة. وكان لي مشاركة ضمن أفضل دروس تدمج التقانة بالتعليم في بلدي "سورية"

أذاكر مفردات وقواعد، وأبحث ما بعد دفتي كتاب المنهج، وأطير إلى فضاء يبدو أنه كان المسبب الأول لارتباط طويل الأمد معها، وكان قراري بدراستها والتعمق بها. ودائماً كنت أؤكد لطلابي وكثيرين في محيطي أهمية تعلّم لغة ثانية، فكيف إن كانت الإنكليزية تلك اللغة العالمية وأهميتها في كل المجالات داخل وخارج بلدنا؟ فهي تفتح مجالات واسعة وفرص عمل أوفر، وتمنح قدرة على تواصل أوسع، ومنذ البداية لم أتعامل مع المادة كمادة للنجاح والحصول على علامة، فكيف نخسر هذا الكم الغني من المعلومات لجهل في فك طلاسم الحروف؟ فهي لا تحتاج منا إلا بعض الجهد، وأتصور أنني كنت كريمة به لأحقق هدفي».

المدرّسة سراب شنان

في سياق عملها الدائم لاكتساب معارف أساليب التعلّم ومهارات التعلم العميق وإتقان اللغة بمستوياتها، والتركيز على فهم معانيها ولسانياتها خاضت تجارب عدة أهمها "TESOL"، وقالت: «لطالما كانت عندي رؤية لتغيير الطرائق التقليدية بتدريس اللغة الإنكليزية، واستبدالها بطرائق حديثة بسيطة تتمحور حول المتعلّم، ضمن بيئة تعلّم نشط، كاستخدام تقانات بسيطة، مثل مسجلة خلوي أو حاسوب لإتاحة الفرصة للمتعلّم للاستماع والتحدث مهما كانت إمكانياته؛ فالمحادثة ركن موازٍ لإتقان قواعد اللغة، وسبيل لتمكين مهارتنا بها؛ فلا بد من التحدث والاستماع مهما كان مستوى الدارس ومعرفته، ولا أستطيع أن أصف سعادتي وفخري عند رؤيتي وإحساسي بمحبة طلابي للمادة واستمتاعهم، ورغبة الكثيرين منهم بدراسة الأدب الإنكليزي بناء على هذه التجارب التي طورت قدراتهم.

وبالنسبة لي كمدرّسة كان التعلّم وتطوير الذات هدفاً دائماً لديّ؛ فقد اجتزت دورات تطوير مهارات تدريس اللغة الإنكليزية منها عبر شبكة الإنترنت، ودورة "TESOL" طرائق تدريس اللغة الإنكليزية لغير الناطقين بها، بإشراف المدرّب القدير "صفوان قدورة"، وكان تميزي فيها سبباً لمشاركتي كمحاضرة بمؤتمر "TESOL" الثالث والرابع في "دمشق"، والأهم نقل هذه الفائدة إلى زملائي ومعارفي، ليكون للمتخصصين في المدينة فرصة التعرف إلى هذه الأساليب والتعاطي معها بفكر جديد يجافي حالة الجمود، ويضع أسساً جديدة لتعلّم سلس ومتكامل.

منسق التوجيه للغة الإنكليزية جميل الصفدي

وقد حرصت على دعوتهم وشجعتهم على حضور مؤتمر "TESOL" الأول، الذي أقيم في "السويداء" في السابع والعشرين من الشهر العاشر العام الفائت، وقد أغنى المؤتمر الحضور الكريم اللافت لمتقاعدين وموجهين وزملاء مدرسين للغة الإنكليزية في المحافظة، وكان لي شرف المشاركة بمحاضرة بعنوان "تجربتي في TESOL"، وإثرائه لمهنتي في تدريس اللغة، والوقوف على النتائج».

بين "حلب" و"السويداء" تجربة عمادها الحوار واستثمار ما تجمعه من معلومات عبر أي وسيلة توفرت لتطوير عملها، وتضيف بالقول: «لمبادرة التطوير بمفاعيلها الإيجابية على المدرّس أهمية كبيرة، لكونها حالة حيوية محفزة، وقد تابعت العديد من الورشات، وكانت بالنسبة لي تجارب اختبرتها مع طلابي لتطوير وسائل التواصل معهم، وتحقيق الهدف الحقيقي بتعلّم مجدٍ ومثمر للغة بكل تفاصيلها، يكفي أن نصل إلى مرحلة الطالب المتقن للغة محادثة وكتابة وفهماً كاملاً لقواعدها.

كذلك فقد اجتزت بتميز دورتين لدمج التقانة بالتعليم أتاحتهما وزارة التربية مشكورة؛ إيماناً وحرصاً منها بأهمية تأهيل المدرسين لدمج التقانة بالتعليم؛ أولهما في محافظة "حلب" عام 2008، والثانية في محافظة "السويداء" عام 2017. وهذا ما أتاح لي تدريس اللغة الإنكليزية في شعبة التعلم المتمازج الوحيدة. وكان لي مشاركة ضمن أفضل دروس تدمج التقانة بالتعليم في بلدي "سورية"».

في عملها لمتابعة أساليب التقانة قدمت نموذجاً متميزاً لأفكار تطوير عملية تعليم اللغة، وكانت لها بصمة خاصة في هذا المجال، كما تحدث منسق توجيه اللغة الإنكليزية الموجه "جميل الصفدي"، وقال: «المدرّسة "سراب فرحان شنان" تعمل في مدارسنا الثانوية الحكومية. متمكنة من اللغة الإنكليزية وأدائها وقواعدها. تتمتع بأسلوب خاص محبب لطلابها وطالباتها، وقد تبين ذلك من خلال متابعتها في المدارس التي عملت بها، وكذلك من خلال تعاملها مع إدارة المدرسة وزملائها، والجميع أثنوا وأكدوا أنها مدرّسة نشيطة ومتميزة. تعمل جاهدة دائماً على تطوير الأساليب والطرائق الجديدة؛ فهي تعمل على تطوير نفسها من خلال متابعة الطرائق الحديثة المطورة التي تناسب المناهج المطورة؛ وذلك من خلال مشاركتها في كل ما هو جديد في تطوير تعليم اللغة الإنكليزية، ومؤتمرات "TESOL" أينما وجدت. فهي تسعى دائماً إلى ابتكار أساليب جديدة محببة ومحفزة وشائقة للطلاب. ولديها خبرة جيدة في دمج التكنولوجيا بالتعليم والاستفادة من الطرائق الفعالة، وتعمل على تطبيق تجربة التعليم المتمازج الجديدة في محافظتي "دمشق" و"السويداء". أتمنى لها دوام التوفيق والنجاح والتألق والتميز، لتحقق هدفها في هذا المجال».

يذكر أن "سراب فرحان شنان" ولدت في "حلب" عام 1979، وحصلت على إجازة جامعية بالأدب الإنكليزي من جامعة "حلب" عام 2005، درست دبلوم التأهيل التربوي في كلية التربية جامعة "دمشق"، وتعمل مدرّسة لمادة اللغة الإنكليزية، حصلت على شهادتي دمج التقانة بالتعليم من وزارة التربية بمعدل ممتاز، وثلاث شهادات اتباع دورة مناهج تدريبية لمدرسي اللغة الإنكليزية في محافظة "السويداء". نالت شهادة ICDL عام 2017. وشهادة دبلوم TESOL من الأكاديمية العالمية للتدريب والتطوير (البريطانية).