تعدّ الزغرودة عادة من عادات وتقاليد الحرب والسلم في "جبل العرب"؛ فهي تستخدم في الأفراح والحروب، ولها فعلها بتأجيج المواقف الوطنية والاجتماعية.

حول الزغرودة وما فعلته في تاريخ "جبل العرب"، مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 7 أيار 2018، التقت "أدهم البربور" الباحث في التراث، فقال: «تعرف الزغرودة بـ "الزلغوطة" في "جبل العرب"، وربما جميع النسوة يستطعن أن يزغردن، لكن هناك مزغردات خاصات يعرفن لأنهن يتمتعن بسمات خاصة، كجمال الصوت وقوته وارتفاعه، ولأنها ضمن عادات وتقاليد الجبل، كان لها دور في الأفراح وقدوم المولود الجديد وتحقيق انتصار ونجاح ما، أو حتى وصول جثمان شهيد، لكن قديماً كان لها فعل مهمّ في المعارك التاريخية التي خاضها الأجداد ضد الأتراك والفرنسيين؛ ذلك لأنها تحمل دلالات ومعاني تاريخية واجتماعية تؤثّر في العمق النفسي للفرد والجماعة في مجتمعاتنا، فهي ملأى بالعواطف، وتحمل قدراً كبيراً من حقيقة الأمنيات والأفكار والدوافع العميقة وبثّ روح الحماسة، وحين يسمع الرجل صوتها، يصبح بقوة عدة رجال شجاعة ورجولة، كما حدث في إحدى المعارك التاريخية؛ معركة "الخراب"، التي لم تكن متكافئة بالعدد والعتاد، لكن العقلاء من أهالي الجبل أوصوا النسوة أن يزغردن للثوار بعددهم القليل، وبالفعل انتصروا على الحملة العثمانية بفضل زغرودة المرأة الجبلية؛ هذه الزغرودة المرتفعة بصوتها وطريقتها الخاصة دبت الرعب والرهبة في قلوب أفراد العدو، فانتصر الثوار».

تعرف الزغرودة بـ "الزلغوطة" في "جبل العرب"، وربما جميع النسوة يستطعن أن يزغردن، لكن هناك مزغردات خاصات يعرفن لأنهن يتمتعن بسمات خاصة، كجمال الصوت وقوته وارتفاعه، ولأنها ضمن عادات وتقاليد الجبل، كان لها دور في الأفراح وقدوم المولود الجديد وتحقيق انتصار ونجاح ما، أو حتى وصول جثمان شهيد، لكن قديماً كان لها فعل مهمّ في المعارك التاريخية التي خاضها الأجداد ضد الأتراك والفرنسيين؛ ذلك لأنها تحمل دلالات ومعاني تاريخية واجتماعية تؤثّر في العمق النفسي للفرد والجماعة في مجتمعاتنا، فهي ملأى بالعواطف، وتحمل قدراً كبيراً من حقيقة الأمنيات والأفكار والدوافع العميقة وبثّ روح الحماسة، وحين يسمع الرجل صوتها، يصبح بقوة عدة رجال شجاعة ورجولة، كما حدث في إحدى المعارك التاريخية؛ معركة "الخراب"، التي لم تكن متكافئة بالعدد والعتاد، لكن العقلاء من أهالي الجبل أوصوا النسوة أن يزغردن للثوار بعددهم القليل، وبالفعل انتصروا على الحملة العثمانية بفضل زغرودة المرأة الجبلية؛ هذه الزغرودة المرتفعة بصوتها وطريقتها الخاصة دبت الرعب والرهبة في قلوب أفراد العدو، فانتصر الثوار

وعن الجانب اللغوي وأصلها التاريخي، أوضح الأديب "محمد طربيه" عضو اتحاد الكتاب العرب بالقول: «تعود الزغرودة إلى الفعل الرباعي زغرد، ومعناه رفع النساء صوتهن في الأفراح، وأصله زغرودة البعير؛ أي ترديده الصوت في حلْقه، وهديره به. وجمع الزغرودة: زغاريد. والزغرودة لدى العامة هي الحنجرة، وتدعى جوزة الحلق، وكل ذلك يعود إلى ترديد الصوت في الحلق عبر تواتر وانسجام واضحين، حيث كانت نساء العرب في الجاهلية يرافقن الرجال إلى ساحة المعارك لإثارة الحماسة والإقدام في قلوبهم بقرع الطبول والدفوف والزغاريد. أما في المناسبات، فإن "الزغرودة" شائعة بين النساء؛ وذلك بغية الإعلان عن إقامة عرس أو تعبير عن فرح بزفاف قريب أو عزيز، وأحياناً لمجرد المشاركة في الأعراس، وأي أهزوجة يتم إلقاؤها في الأفراح تتبعها زغرودة، ولا يشترط أن يكون الموضوع الذي يعتمد عليه إلقاء زغرودة يحمل موقف الفرح أو العرس، فقد يكون موقف قوة ورجولة، مثل: استقبال الشهيد، أو إعلان النصر، أو رد الأعداء. ويذكر أن شهداء الوطن الذين علقوا على عهد "جمال باشا السفاح" في ساحة "المرجة" حين نفّذ الحكم بهم كانت الزغاريد تعلو في الفضاء، وكذلك حين عاد الثوار من "وادي السرحان" بقيادة قائد الثورة السورية الكبرى "سلطان باشا الأطرش"، الذي دخل "دمشق" عام 1936، كان الاستقبال له بالزغاريد، وكذلك حين وصل إلى "جبل العرب" الرؤساء والقادة الكبار، كان المجتمع يستقبلهم بالحداء والنسوة بالزغاريد، دلالة على أن الزغرودة لها فعلها في النفس البشرية ويتفاعل المجتمع معها فعل ساحة المعركة، وربما تدفع بالمقاتل أو صاحب المناسبة إلى درجة كبيرة من الانفعال الوجداني والعاطفي والقيمي، وعليه دخلت الزغرودة ضمن منظومة متكاملة من العادات والتقاليد في "جبل العرب"، لتكون سلاحاً يستخدم وأداة مهمة في المناسبات الوطنية والاجتماعية، ولعلها أيضاً ناحية قيمية؛ إذ لا تقدم الزغرودة إلا في الحالات التي تنفعل فيها المشاعر والأحاسيس، وليست أسلوباً متبعاً من قبل نسوة ليس لهنّ مكانتهن الاجتماعية، بل المرأة التي تزغرد في تلك المناسبات يطلق عليها صفات المدح، مثل: "أخت الرجال"، أو "السيف المصقل"، وغيرهما من الألقاب الجميلة المتماهية مع صفات الكرامة والشهامة والنبل والأخلاق».

الأستاذ أدهم البربور
الأستاذ محمد طربيه