من بين فنون ومهارات أتقنتها بالدراسة وتطوير الذات، تماهت "رهف نقور" مع الورق، ولامست معه حالة روحية فيها الكثير من الرقة والإحساس، فأنتجت فناً جميلاً، وأسّست مشروعها اليدوي.

سعت لتأسيس العمل وإشغال الوقت بما يعبر عن ميولها بالشكل واللون، وحالة الصبر والتروي التي يحتاج إليها الورق، لتنتجه مجسماً ويمتلك صفات الجمال الذي أهله ليكون بين يدي عشاق هذا الفن الورقي.

تعدّ عملية لف الورق بمقاسات وأقطار دقيقة الخطوة الأولى، لتكون هذه اللفائف مادتي الأولى لتشكيل التكوين الأولي للقطعة، هذه العملية تستهلك ساعات طويلة، ليكون لدي الكمّ المناسب من اللفائف التي أشكّلها من ورق الصحف، مع العلم أن الورق الملون فرصة لتطبيق تصاميم مميزة ومتنوعة جداً، لكن حالة الابتكار أجدها أكثر مع ورق الصحف، مع العلم أن تصاميم الورق الملون لاقت رواجاً أكبر، لكنني مصممة على نشر التصاميم من ورق الصحف؛ فهي أكثر عفوية وتقارباً مع المحيط، وهناك إمكانية لتقديمها بتكوينات أكثر تميزاً. أفرح كثيراً بالحصول على مجلات وصحف ملونة، وأحتفظ بها لأنها تصلح لتزيين الصالونات والمكاتب والهدايا، إلى جانب الاستفادة منها في صناعة مجسمات مثل التي قدمتها في المعرض، واحتفظت بها كنموذج عن عملي، لأن مجمل ما أنتجه يسوق بسرعة، أو بناء على طلبيات حققت لي دخلاً مناسباً

عن مشروعها وأفكارها لاستثمار وتدوير الورقيات، تحدثت من خلال مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 24 نيسان 2018، وقالت: «درست في معهد الفنون التشكيلية، وبعده انتقلت للدراسة في "المركز الدانماركي" في "دمشق"، وكان أمامي فرصة لدارسة مهارات فنية مختلفة، مثل الحفر على الزجاج والخشب والألوان، والتعامل مع الورق والاستفادة من أنواع مختلفة منه في إنتاج أشكال وتصاميم جميلة.

"رهف نقور" تعرض عملاً من أعمالها

وبعد انقضاء مرحلة الدراسة، رغبت باختبار ما تعلمته لكونه العمل الأقرب إلى روحي، ووجدت فيه فرصة للابتكار، خاصة في مجال الورقيات، فهذا الورق خاصة ورق الصحف طيع ولين وقابل للتشكيل بما يوافق روح من يصنعه، ومقدار الحرفية لديه؛ لذا تخصصت بهذا الفن، وعليه أسست أفكاري ومخطط مشروعي المستقبلي؛ لفائدته من الناحية الفنية والاقتصادية بالحصول على دخل إلى جانب تدوير الورق، وهذه مهمة بيئية لا تقل أهمية عما سبق.

بعد الزواج والاستقرار في قرية "الثعلة"، تابعت العمل لكن بحلة جديدة، لتطبيق كل ما تعلمته إلى جانب إضافة تجربتي الخاصة، وما حاولت تطبيقه من تصاميم لاقت الرواج سابقاً في مدينة "جرمانا" حيث بدأت العمل، وأخذت أعرض بعض التصاميم والأشكال، وبالمصادفة وباهتمام كبير من أهالي القرية، ومجموعة شباب "لمة أحبة"، حصلت على قرض تنموي قيمته مئتا ألف ليرة، كانت رأسمال أولي لمشروعي في المنزل، وكان لهم الفضل في دعمي لتحقيق هذه الخطوة.

وليد الحمود

المبلغ ساعدني على شراء مواد أولية واحتياجاتي من الورق الملون ومستلزمات العمل، وبناء على اقتراحهم حاولت الانطلاق للتحضير لمعرض فردي والتعريف بعملي، وكانت مرحلة جميلة، حيث بعت معظم أعمالي، وكانت بداية جديدة ساعدتني على الانطلاق وتوسيع دائرة العمل».

طريقة العمل واهتمامها بفكرة التدوير من ورق الصحف والمجلات، هو مشروعها الأول، وأضافت: «تعدّ عملية لف الورق بمقاسات وأقطار دقيقة الخطوة الأولى، لتكون هذه اللفائف مادتي الأولى لتشكيل التكوين الأولي للقطعة، هذه العملية تستهلك ساعات طويلة، ليكون لدي الكمّ المناسب من اللفائف التي أشكّلها من ورق الصحف، مع العلم أن الورق الملون فرصة لتطبيق تصاميم مميزة ومتنوعة جداً، لكن حالة الابتكار أجدها أكثر مع ورق الصحف، مع العلم أن تصاميم الورق الملون لاقت رواجاً أكبر، لكنني مصممة على نشر التصاميم من ورق الصحف؛ فهي أكثر عفوية وتقارباً مع المحيط، وهناك إمكانية لتقديمها بتكوينات أكثر تميزاً. أفرح كثيراً بالحصول على مجلات وصحف ملونة، وأحتفظ بها لأنها تصلح لتزيين الصالونات والمكاتب والهدايا، إلى جانب الاستفادة منها في صناعة مجسمات مثل التي قدمتها في المعرض، واحتفظت بها كنموذج عن عملي، لأن مجمل ما أنتجه يسوق بسرعة، أو بناء على طلبيات حققت لي دخلاً مناسباً».

مجموعة من أعمالها

مشروع ناجح وفق مسؤول الإقراض ببرنامج "مشروعي" في مكتب التنمية المحلية في "السويداء" "وليد الحمود"، وقال: «بدأت قصة "رهف نقور" مع حديث سرى بين الناس بأن هناك فتاة تقوم باستخدام الورق بطريقة فنية مبتكرة، وهي تساعد عائلتها على المعيشة وبحاجة إلى الدعم، حيث سارع المجتمع المحلي وعن طريق مجموعة شباب همهم تشجيع المبادرات ودعم الحالات الإنسانية بزيارتها وتقديم يد العون لها، ثم تم توجيهها إلى "لجنة التنمية المحلية" في قرية "الثعلة" برنامج "مشروعي" من أجل الحصول على سلفة نقدية من أجل تطوير عملها، لكون "الأمانة السورية" تعنى من خلال برنامجها بدعم الشباب والحالات التي فيها إبداع وابتكار، وفعلاً تم دعمها بسقف القرض التنموي، وهو من دون فوائد.

وقد أثمر هذا الدعم بإقامة معرض فردي الشهر الفائت، والآن تسوّق منتجاتها عن طريق عرضها ضمن محال في البلدة، ونحن ننتظر منها دراسة من أجل إحداث مركز تدريب دائم في البلدة مع معرض مستمر لعرض المنتجات، وهناك بوادر اتفاق بينها وبين سيدات من البلدة، ونحن جاهزون لإنجاز هذا المشروع؛ لكونها نشيطة، وأنتجت ما يستحق الدعم والتسويق».

ما يجدر ذكره، أن "رهف نقور" من مواليد "جرمانا" عام 1993، درست معهد فنون تشكيلية، وتخرجت في "المركز الدانماركي" عام 2015، أقامت معرضها الفردي الأول عام 2018، وتسعى لتطوير مشروعها.