خمسة وسبعون مرة تبرع بالدم في بنك الدم بـ"السويداء" ومحافظات أخرى، رقم أوصل المهندس "فاضل منصور رجب" ليكون من بين أكثر المتبرعين على مستوى العالم، إلى جانب هوايات متعددة تميز بها.

حالة من العطاء يعيشها من بداية سنوات الشباب ولغاية هذا التاريخ، مستعيناً بثقافة تخصصت بهذا المجال، لينشر ثقافة التبرع بالدم على ساحة المجتمع، لقناعته بأهمية هذا العمل من الناحية الصحية والإنسانية والاجتماعية التي تخلق حالة من الترابط والتآخي، كما تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 شباط 2018، وقال: «عندما نعرف مدى الحاجة إلى كمية بسيطة من الدم بالنسبة لمريض في حالة خطرة، نعرف أهمية التبرع كعطاء، وهي قيمة لها ارتباط قوي برغبة نشر المحبة، ففي المرة الأولى وبعد بلوغ عمر الثامنة عشرة بأشهر قليلة حدثني شخص عن التبرع ومهام بنك الدم في مرحلة لم أكن فيها بحاجة إلى أي معاملة تحتاج إلى وثيقة التبرع، وأقبلت على اختبار العملية، وكانت تجربة مميزة بنيت عليها الكثير للمستقبل، وأصبحت عملية التبرع عادة شبه دائمة لأتبرع في عام واحد أكثر من مرة، وكنت أمارس الرياضة، وجمعت الكثير من الدراسات التي تتعلق بالدم وعملية التبرع وشروط الغذاء الصحي، وأهمية تجدد الدم، وما يقدمه من راحة للجسد ونشاط دائم، لأتابع وفق معرفة وحماسة للاستمرار.

عملت لسنوات طويلة في تربية طيور الكناري ووصلت إلى رتبة كبير مربي طيور الكناري في غرب "آسيا" لعدة سنوات، لكن ظروفاً منعتني من الاستمرار، وحالياً أخطط للعودة إلى هذه الهواية، إلى جانب ذلك، تابعت هوايتي الرياضية في كرة السلة، وحصلت على شهادات تدريبية، وأنا حكم مرشح دولي لدورتين، ومدرب وطني درجة أولى، وكلفت رئيس لجنة فنية لكرة السلة لعشر سنوات، ودربت نادي الشرطة وعدة نوادٍ، ونلت أكثر من شهادة دبلوم في عدة تخصصات، وأنا في البداية ابن عائلة عرف عنها الاهتمام بالأزياء والأناقة، ولنا فهم جميل للحياة التي لا تحلو إلا بالتميز والعمل

فمن الناحية العلمية الدافع مقنع، ومع استمرار ترددي إلى بنك الدم، باتت القيمة الإنسانية تتقدم على الموضوع العلمي والصحي، هنا ومن مسافة قريبة من حالات احتاجت إلى الدم بعد الحوادث وأثناء العمليات وأمراض مزمنة، تلمست معاني جديدة لما أقوم به، وكنت عن قصد أحاول التعرف إلى هذه القصص وأحاول نشرها، هي حالات لا يمكن الشعور بوجودها إلا في أوقات استثنائية ونادرة، عندما نطلع عليها، نجنب أنفسنا حالة الصدمة، فكلنا قد نضطر، ومؤهلون لذلك، وإذا توفرت الحالة الصحية المناسبة، نتبرع ونقدم ما باستطاعتنا، وهل أغلى من عطاء الدم ومنحه؟ وفي كل زيارة وعملية تبرع كانت هذه الرغبة تتعزز، ولم أنقطع إلا في حالة مرض والاضطرار لعمليات جراحية في يدي، وبعد الشفاء عدت إلى التبرع كما في السابق».

المهندس فاضل منصور رجب

ثقافة التبرع ونشرها مشروعه الذي يسعى إلى تتويجه في التبرع بكافة المحافظات السورية، وقال: «لم أزر محافظة إلا وتبرعت فيها، وزيارتي إلى بنك الدم أولوية، ولها تفضيل عن أي مكان يميز هذه المحافظة أو تلك، لأقدم تجربتي للشباب وأعرف بتجارب شباب غيري اتبعوا هذا الطريق، ليس بدافع فعل الخير فقط، بل لقيم أكبر وأكثر صدقاً مع الذات، ففي التجربة تخلص من الأنانية والحرص المفرط على الصحة بلا معرفة، ومن وجهة نظري، لا بد للشباب من اختبار التجربة، والتعامل مع الفكرة؛ وهذا ما أسعى إليه منذ سنوات، اليوم وبعد كل هذه التجارب لم أصل إلى رقم دقيق وترتيبي على مستوى العالم، لكن أتوقع أنني ضمن المراتب الأولى على مستوى العالم.

لكن حلمي الحقيقي يكتمل في التبرع بكافة المحافظات السورية، وهذا حلم أنجزت بعضه، وأعمل على استكماله قريباً، على أمل أن يعم السلام وطننا وأزور كافة بنوك الدم التي لم أتمكن من زيارتها».

وليد حمزة

هوايات متنوعة وولع بالدراسة؛ زوايا مضيئة تضاف إلى تجربته، كما أضاف بالقول: «عملت لسنوات طويلة في تربية طيور الكناري ووصلت إلى رتبة كبير مربي طيور الكناري في غرب "آسيا" لعدة سنوات، لكن ظروفاً منعتني من الاستمرار، وحالياً أخطط للعودة إلى هذه الهواية، إلى جانب ذلك، تابعت هوايتي الرياضية في كرة السلة، وحصلت على شهادات تدريبية، وأنا حكم مرشح دولي لدورتين، ومدرب وطني درجة أولى، وكلفت رئيس لجنة فنية لكرة السلة لعشر سنوات، ودربت نادي الشرطة وعدة نوادٍ، ونلت أكثر من شهادة دبلوم في عدة تخصصات، وأنا في البداية ابن عائلة عرف عنها الاهتمام بالأزياء والأناقة، ولنا فهم جميل للحياة التي لا تحلو إلا بالتميز والعمل».

تابعه في هوايته المختلفة، وتفاعل مع تجربته التي يصفها بالناجحة "وليد حمزة"، تاجر توابل ومتخصص بمجال التداوي بالأعشاب، وقال: «"فاضل" شخصية التقت فيها مجموعة كبيرة من الهوايات التي تدل على الحيوية وعشق الحركة وعدم الركون من دون عمل، من الظلم أن نقول إنه المتبرع الأول على مستوى المحافظة فقط، وأتصور أن له ترتيباً عالمياً، وبفعل التواصل معه، لديه رغبة كبيرة بالعطاء، وأعرف أنه يعتمد على بنية جسدية قوية إلى جانب وعي واهتمام كامل بالحالة الغذائية التي تؤهله للاستمرار في التبرع، وعدم أذية الجسد.

شخصية فاعلة على عدة صعد؛ مهندس، ومدرس ناجح، كرم من قبل السيد الرئيس منذ عدة أعوام لكون طلابه حققوا المراكز الأولى على مستوى القطر، يقوم بواجبه في التدريس، وفي حياته الاجتماعية اهتم لسنوات طويلة بتربية طيور الكناري، وامتلك عدداً ضخماً منها لسنوات طويلة، ولديه خبرة واسعة في هذا المجال، وتابع دراسته وطوّر خبراته، والأهم أنه لا يمنع خبرته عن أحد، ويسعى إلى نشر أفكاره وقناعته، يستحق التحية لكونه مثابراً ولا يملّ من خدمة مجتمعه، وله أعمال مميزة يطول الحديث عنها».

ما يجدر ذكره، أن المهندس "فاضل منصور رجب" من مواليد "السويداء" عام1965، حاصل على شهادة هندسة كهربائية، اختصاص طاقة من جامعة "دمشق"، ودبلوم تدريب رياضي عام 1994، اختصاص سلة من مديرية التربية "حلب"، ودبلوم إدارة أعمال من وزارة الصناعة عام 1998، ودبلوم تأهيل تربوي من وزارة التعليم العالي، جامعة "دمشق"، كبير مربي طيور الكناري في غرب "آسيا".