يقلب "حسن محمود" سنوات عقده السابع بهمة ونشاط، ليكتسب من مساحة بسيطة فرصة لتربية أجمل أنواع الطيور، وأكثرها فائدة، مهتماً بفصائل الدجاج وأنواع حصل عليها واحتفظ بسلالتها.

عدد كبير من الطيور من "الحمام" و"الفري" وأنواع الدجاج التي اختلفت بالشكل واللون والحجم، وألوان الريش البديعة؛ كلها جمعها في مساحة لا تزيد على خمسين متراً مربعاً، جاورت المنزل في قلب المدينة القديمة، ليحافظ على هواية رافقته منذ الطفولة، كما تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 9 شباط 2018، وقال: «منذ الطفولة عشقت الطيور، ففيها من مزايا الرهافة واللطف ما يجعل وجودها في المنزل جميلاً ومصدراً للراحة، ومن عمر الخامسة عشرة ربيت الطيور، وكنت أهتم بأنواعها وطرائق تريبتها التي تعرفنا إليها من الأهل، وحسب المتبع في منطقتنا بما يتوافق مع الأنواع المتوافرة، كالدجاج البلدي؛ وهو النوع الأصيل في المنطقة.

في منطقتنا تعبر طيور كثيرة، ولا مجال لتستقر، لكن في سنوات مر بنا "عواشق"، وطيور "الحسون"، حيث نربي أنواعاً منها لمدة قصيرة، أو نعالجها ونعتني بها لمدة، وفي مرات حافظنا على بيوض بعضها ليتم التفقيس، للحصول على أنواع جديدة، لكن الاهتمام كان كبيراً بالطيور الأكثر توافقاً مع المنطقة، مع أننا حصلنا على أنواع من مناطق بعيدة، وعندما نحصل على الجيل الثاني منها كان يتأقلم مع المنطقة، ومع تتابع الأجيال ينسجم بالكامل، ويصبح من الفصائل المقيمة، ولدينا أمثلة كثيرة على ذلك من أنواع الحبش والدجاج، وغيرهما

هذا النوع نقصت أعداده في مرحلة سابقة، لكن مع بداية الأزمة وارتفاع أسعار البيض، عاد إلى الانتشار، وساهم توافر "الفقاسات" بزيادة الأعداد، وبالنسبة لهذا النوع، فإنني أشجع الجميع على تربيته، فهو منسجم مع المنطقة، وتناسبه أجواء الشتاء، وقادر على الاستمرار، وأمراضه قليلة. وأحتفظ بعدد كبير منه، ففيه كفاية للمنزل من البيض، إضافة إلى الاستفادة من الفائض للحصول على أفواج جديدة تباع أو تضاف للتربية.

الدجاج البراهيمي للزينة

هذا النوع اكتملت به صفات الفصيلة الأنقى، وقد حاولنا تهجينه بأنواع أخرى، وكانت النتائج مميزة، غيرت الشكل ولون الريش وصفات الطائر. هذه الفصائل نبيعها وفق الطلب، وهي أنواع منتجة تعود بعائد جيد، فقد هجّنا "البراهيمي"، و"البلدي"، و"الكوشين"، ومعظم الطيور التي تصل إلينا، لتكون لدينا أنواع من الفصائل المهجنة الجميلة».

أنواع للزينة وأخرى للبيض، وغيرها من الطيور المنتجة، يحدثنا عنها قائلاً: «في هذه المساحة التي تحيط بمنزلي، لم أرغب بإشغالها ببناء عالٍ، بل استثمرتها بتربية الطيور، وهنا جمعت نوعين من طيور "الفري"، وهي طيور موطنها الأساسي "مصر" و"فلسطين"، وتسمى "السمان"، وهي طيور لا تحتاج إلى مكان واسع، وتنتج كميات من البيض، ويمكن الاستفادة من لحمها، وعندي منها أعداد جيدة.

كمال حسن

لكن مشروعي الأهم يرتبط بالدجاج، حيث حصلت على أنواع جميلة منه، واليوم المساحة الأكبر يحتلها "البراهيمي"، وهي طيور كبيرة الحجم تبعاً لريشها الجميل، الذي يظهرها بحجم كبير. طيور تطلب للزينة، وفيها ألوان وأشكال مميزة، ولا تختلف طرائق تربيته عن الدجاج البلدي، وعند التهجين حصلنا على طيور أصغر حجماً، لكن ألوان الريش بديعة ومختلفة، واليوم نعد لتهجين هذا النوع بأنواع أخرى لدينا.

لكن النوع الأجمل اليوم اسمه "فرح ذيبا"، جميل الشكل وألوانه داكنة، هذا النوع تداوله المربون أيضاً لشكله الجميل، وكذلك "الكوشين"، وهي طيور دجاج صغيرة الحجم، نستثمر بيوضها لإكثار النوع كما "السوبريت" و"الكوشين فوتبول"».

طيور فرح ديبا من أجمل الأنواع التي يربيها

ويضيف: «كثير من الأنواع أحياناً نربيها لأوقات قصيرة ونبيعها، لكن بالمجمل كل الأنواع التي مرت على هذا المكان بقي منها عدد معقول لنحافظ على السلالة، فالسوق يتسع اليوم لتداولها، وفي مرات كثيرة تردنا طيور مسجلة على أطواق برجليها تحوي أصنافها ومن أي منطقة وردت، ونشتغل لنراقبها ونتعرف إلى طرائق رعايتها، لكن هناك ميزة تتلاقى عليها كل الطيور، فالطائر أليف ولا صعوبات تذكر في تربيته، وجمعها لا يحوي أي مشكلة، لكونها لا تؤذي بعضها إلا في حالات نادرة، فهي في حالة سلام دائم.

وبوجه عام، أنواع الدجاج تجمع مع الحمام، وقد يتلاقى نوعان أو ثلاثة في ذات الحظيرة، هذه الحظائر التي حاولت تجهيزها التجهيز المناسب لضمان سهولة الرعاية، ومتابعتها في أي وقت. وقد تعوّد أولادي وجودها، ويتابعونها، ويقدمون المساعدة لرعايتها، ويحصلون على أنواع جديدة نضيفها إلى ما لدينا. وبالنسبة لي، فوجود هذه الطيور يشغل وقتي لكوني متقاعداً، وليس هناك عمل يشغلني.

وهي بذات الوقت تعود بريع جيد، وكلما زادت الأنواع، نجد فائدة أكبر، خاصة في هذه المرحلة، حيث ارتفعت أسعار الطيور، وتبعاً للنوع وندرته يحدد السعر، وهذه قضية دعمت المربي ليكون لتكاليف التربية والرعاية البيطرية وباقي الخدمات تعويض جيد يكفل الاستمرار».

وعن أندر الطيور التي يحتفظ بها، يضيف: «في منطقتنا تعبر طيور كثيرة، ولا مجال لتستقر، لكن في سنوات مر بنا "عواشق"، وطيور "الحسون"، حيث نربي أنواعاً منها لمدة قصيرة، أو نعالجها ونعتني بها لمدة، وفي مرات حافظنا على بيوض بعضها ليتم التفقيس، للحصول على أنواع جديدة، لكن الاهتمام كان كبيراً بالطيور الأكثر توافقاً مع المنطقة، مع أننا حصلنا على أنواع من مناطق بعيدة، وعندما نحصل على الجيل الثاني منها كان يتأقلم مع المنطقة، ومع تتابع الأجيال ينسجم بالكامل، ويصبح من الفصائل المقيمة، ولدينا أمثلة كثيرة على ذلك من أنواع الحبش والدجاج، وغيرهما».

تربية الطيور حالة اكتفاء وتسلية، كما تحدث "كمال حسن" من مدينة "صلخد"، وهو زائر دائم للشيخ "حسن"، وقال: «هواية تابعها منذ الطفولة، وقد اهتم بها وأعطاها الوقت الكامل، مع العلم أنه اغترب، وبعدها ارتبط بالوظيفة لسنوات، لكن الطيور رافقته دائماً، وهو خبير بهذا المجال، لكونه يتابع أنواعاً كثيرة منها، وقد لا تسأل عن نوع، إلا ويعطيك عنه معلومات كاملة، ومع الزمن أصبحت لديه معرفة كبيرة باللقاحات والأدوية وطرائق الوقاية، وقد حقق اكتفاء للمنزل بالكامل، كما جعل هذه الطيور مشروعاً مربحاً، فما اعتنى به من أنواع كان مميزاً على الدوام ومطلوباً بالأسواق.

وفي أغلب الأحيان أستشيره، فأنا أربّي بعض الأنواع ونتكئ على خبرته في المساعدة، وفي كل زيارة أجد لديه أنواعاً جديدة أستغربها، وهو واحد من عدد كبير من المربين الذين يحتاجون إلى الدعم، لكونهم في الوقت الحالي يتبادلون الطيور فيما بينهم، ولو توافر الدعم، لكانت الفائدة أكبر، والأهم المحافظة وتهجين فصائل مختلفة من الطيور، مع العلم أن منطقتنا مناسبة لتربية مختلف الأنواع، خاصة أنواع الزينة، التي يمكن بيعها بأسعار مناسبة تدعم المربي وتطور مشروعه».

ما يجدر ذكره، أن العم "حسن محمود" من مواليد "السويداء" عام 1948، عمل سائقاً في مديرية الزراعة، وهو اليوم متقاعد، وأحد المربين المعروفين على مستوى المحافظة.